Accueilتحليلالمجلس الوطني التأسيسي : أمراء الثورة وسياسة الضحك على الذقون

المجلس الوطني التأسيسي : أمراء الثورة وسياسة الضحك على الذقون

ما يجري داخل المجلس الوطني يشبه حالة الهذيان الذي لا شفاء منه  وما نتابع اليوم من هرج ومرج حول ما يدور من لغط حول الحج السنوي لكنيس الغريبة ليس الا الجزء الظاهر لهذه الحالة  . لقد تكررت شطحاتهم في اكثر من مناسبة وهاهم اليوم يعودون الى قميص التطبيع مع اسرائيل وكأنه حدث يقض مضجع التونسيين والتونسيات .

انهم يبحثون عن الفرجة ليس الا  وهم يدعون وزير السياحة أمال كربول للمثول أمامهم لاستجوابها حول دخول عدد من الاسرائيليين الى بلادنا وكأنما هذه السيدة بيدها مفاتيح مطار تونس قرطاج الدولي او انها مطالبة بصفتها تلك أن تقف كل يوم أمام طوابير القادمين من وراء البحار للتثبت ان كان من بينهم من يحمل جواز سفر إسرائيلي .

والمعضلة ان حالة الهذيان هذه تمنع عن نوابنا الغيورين على الامن القومي العربي الاهتمام بالأمن القومي الداخلي رغم ان وسائل الاعلام تتحفنا كل يوم بما هو جديد وخطير حول هذا الموضوع وكان اخرها ما اعلنه وبالوثائق والصور الصحبي الجويني المسؤول النقابي باتحاد قوات الامن التونسي الذي تحدث عن وجود غرفة عمليات تدار من وراء ظهر الاجهزة الرسمية ولكن لا حياة لمن تنادي . والاخطر من هذا كله ما اعلنه وكرره أكثر من خبير في المجال المالي والمحاسبي عن وجود ثقب في ميزانية الدولة لسنة 2013 تبلغ قيمتها 2500 مليون دينار .كما تحدثت العديد من المؤسسات والمنظمات المهتمة بقضايا الفساد عن اعادة توزيع غامضة وغير شفافة للاراضي الفلاحية الدولية  وتحدثوا أيضا عن تصرف مشبوه في الشركات  والمؤسسات المصادرة التي كانت على ملك اصهار الرئيس السابق  وتحدثوا عن وجود تضارب للمصالح صارخ في العديد من المعاملات والصفقات والقرارات التي تتخذ كل يوم .

ولكن هذه الملفات الحارقة التي بسببها خرج الناس يوم 14 جانفي للمطالبة برحيل النظام القائم لا تعد تهم نوابنا المحترمين لانها تسبب لبعضهم الكثير من الاحراج لانه ببساطة لو تفتح هذه الملفات نخشى ان نجد عدد منهم على رأس القائمة .

لقد خلفت الحرب اللبنانية أمراء حرب ولكن في تونس خلف يوم 14 جانفي أمراء ثورة  سنعرف كم كسبوا منها في يوم ما 

التاريخ سيذكر لا محالة ان بن علي كان جلادا للشعب ولكنه سيذكر أيضا ان غالبية  في المجلس الوطني التأسيسي  تجاوزت مارست دور مصاص دماء الشعب .

تذكير لحماة القضية الفلسطينية  اسرائيل عاشت ولازال بالدولار الذي يدفعه كل يوم من يؤمنون بوجودها وبقائها فرجاء امدونا بكشف حساب عن عدد الدينارات التي حولتموها الى صندوق القضية . 

جمال العرفاوي 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة