Accueilالاولىصحفالشروق الجزائرية :زعيم السلفييين يعلن الحرب على لويزة حنون

الشروق الجزائرية :زعيم السلفييين يعلن الحرب على لويزة حنون

أثارت فتوى جديدة للسلفيين بقيادة الشيخ “فركوس” نشرها على موقعه الإلكتروني، تحرّم المشاركة السياسية للمرأة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى المساجد التي سارعت إلى نقل هذه الفتوى على لسان الأئمة المحسوبين على التيار السلفي والذين يشرفون على تسيير ثلث مساجد الجزائر التي يقدر عددها بـ 15 ألف مسجد، ما جعل وزارة الشؤون الدينية تواجه المدّ المتزايد لهذه الفتوى في المساجد بتعليمة عاجلة للأئمة تطالبهم من خلالها بتخصيص دروس وخطب للحديث على تكريم الإسلام للمرأة وإشراكها في مختلف مناحي الحياة والمناصب القيادية.

أفتى الأب الروحي للسلفية في الجزائر الشيخ “فركوس” على موقعه الإلكتروني بـ”تحريم الإسلام لتولي المرأة للمناصب السيادية ومشاركتها في الحكم والسياسة”، مؤكدا أن النظام الديمقراطي الذي تعتمده الجزائر والذي أخرج المرأة من البيت ودفع بها إلى مشاركة الرجل في الحكم والسياسة والعمل هو “نظام باطل وفاسد ومخالف للشريعة الإسلامية”، قائلا “بخصوص تولِّي منصب الخليفة (رئيس الدولة) أو ما يقوم مقامَه من سائر المسؤوليَّات الكبرى والولايات العامَّة فإنَّ الذكورة فيه شرطٌ مُجْمَعٌ عليه، قال الجوينيُّ رحمه الله: “وأجمعوا أنَّ المرأة لا يجوز أن تكون إمامًا”، وهو ما نصَّ عليه ابن حزمٍ رحمه الله في “مراتب الإجماع” لِما رواه البخاريُّ وغيره من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: “لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً….”

وأضاف فركوس أن المرأة يمكن أن تُستشار ولا يمكنها أن تحكم، وبخصوص المشاركة السياسية مثلما هو متداول اليوم في الجزائر على غرار نظام “الكوطة” وتولي المرأة لرئاسة البلديات والولايات والوزارات قال فركوس “وليس من البرِّ والتقوى إشراك المرأة في البرلمانات، سواءٌ في عضويتها أو انتخاب أعضائها لِما فيها من مخالفاتٍ شرعيةٍ ومحاذيرَ شركيةٍ، وإنما هي من التعاون على الإثم والعدوان، كما يلحقُ الحكمُ سائرَ أنماط الانتخابات الأخرى: كالانتخابات الرئاسية والولائية والمحلِّية، فإنَّ جميعها لا يُعَدُّ من التكاليف المأمورِ بها شرعًا؟”. 

وتجدر الإشارة إلى أن فتوى الشيخ “فركوس” القاضية بتحريم المشاركة السياسية للمرأة  تُعتبر من أكثر الفتاوى قراءة وتداولا على موقعه هذه الأيام، وانتشرت في العديد من المساجد بعد تأييدها من عدد كبير من السلفيين على غرار “حزب الصحوة الحرة”.

حمداش يحرّم بدوره

من جهته، أكد رئيس حزب “الصحوة الحرة” عبد الفتاح حمداش لـ”الشروق” أن التيار السلفي في الجزائر ضد تولي المرأة لأي منصب قيادي، ومن حقه التوعية بحرمة هذا الأمر بما يتوافق مع تعاليم الإسلام، حيث قال إن الإسلام كرّم المرأة ورفع من قدرها “وهي أمنا وأختنا وزوجتنا وابنتنا ومن واجبنا أن نستشيرها ونضعها في المكان الذي تفيد فيه المجتمع وتقدّم خدمة للأمة، ولكن هناك خطوطاً حمراء في الإسلام يجب أن لا نتجاوزها، لأن الله بعث أزيد من 124 ألف نبي لم يجعل منهم امرأة، وأجمع عموم علماء الأمة أنه لا يجوز للمرأة أن تكون خليفة أو والية ولا يمكنها قيادة المسلمين وتولي شؤونهم لأن هذا من واجب الرجل، حيث قال الله عز وجل “الرجال قوامون على النساء”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة”، وهذا ما يجعلنا نستخلص أن الإسلام جعل مواقع الحكم والإمارة وتسيير شؤون العامة من نصيب الرجال، وما تعتمده الجزائر اليوم من إشراك المرأة في السياسة وتوليها مسؤوليات قيادية مخالف للإسلام وإنقاص من حق الرجل ويجب معارضته والتوعية منه في جميع المنابر”، ودعا حمداش إلى ضرورة تخصيص راتب شهري محترم للمرأة الماكثة في البيت التي تقوم حسبه بأعظم وظيفة وهي تربية الأبناء والإعداد لجيل المستقبل، و أضاف أن المرأة يمكنها فقط تولي أمور المرأة في “وزارات نسوية”، ولا يمكنها أن تتآمر على الرجال في أي حال من الأحوال.

محمدي “فتوى حمداش والشيخ فركوس باطلة”

وعلى خلاف ما دعا إليه السلفيون، أكد إمام مسجد الجامع الكبير ومفتش وزارة الشؤون الدينية الدكتور سليم محمدي لـ”الشروق” أن الفتوى التي جاء بها الشيخ فركوس وحمداش بخصوص تحريم المشاركة السياسية للمرأة “أمر باطل ولا يستند إلى نصوص الإسلام وتعاليمه”، مؤكدا أن هذه الفتاوى “شاذة وترتكز على نصوص ضعيفة وغير ثابتة وتم تأويلها بالخطأ”، وقال إن الله أثنى في القرآن الكريم على ملكة سبأ بلقيس ولم ينكر توليها لقومها ووصفها بالمرأة التي تستشير قومها خاصة وأنها ساهمت في إيمانهم بالله، كما بايع الرسولَ صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة امرأتان من أصل 12 نقيبا وكانت هاتان المرأتان تتوليان أمور قومهما ولم ينكر النبي ذلك، كما جعل عمر ابن الخطاب، وهو أشد الناس حرصاً على اختيار الولاة والقضاة، امرأة مسؤولة عن مراقبة السوق والتجار وهذا ما يبيّن أن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في المناصب القيادية البسيطة، حيث بإمكان المرأة أن تتغلب على الرجل في رجاحة العقل والعلم والتسليم، غير أن العلماء أجمعوا أن المنصب الوحيد الذي لا يمكن للمرأة أن تتولاه هو الخلافة العظمى فقط.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة