Accueilتحليلتحليل اخباري : الجهاديون العائدون من سوريا بين الواقع والمبالغة

تحليل اخباري : الجهاديون العائدون من سوريا بين الواقع والمبالغة

 

 

لا أميل كثيرا للمبالغات التي تتحدث عن عودة جماعية للمقاتلين التونسيين في سوريا الى تونس

فهناك من الأسباب ما يجعل غالبية هؤلاء يقررون ذلك بعد ان بدأت الحرب في سوريا تأخذ منحى اخر

بعد سيطرة لا جدال فيها لنظام الحكم هناك على  الجزء الاكبر من مساحات المعارك التي افتقدها مع انطلاق المواجهة قبل نحو سنتين اضافة الى الاقتتال الداخلي بين الجماعات المقاتلة على الاراضي السورية

وفي ضل هذا الوضع وغيره يعلم المقاتلون التونسيون انهم على قوائم الانتظار في المطارات والمعابر الحدودية التونسية مهما فعلوا وابدعوا في صنوف التخفي هذا اذا ما قرروا العودة ولكن كل الوقائع والاحداث السابقة تؤكد انهم سيذهبون الى ارض معركة جديدة وهما مخيرين بين الالتحقاق بصفوف المقاتلين في ليبيا لمؤازرتهم في مواجهة الحملة التي تشن عليهم وهذا خيار مستبعد الى حد ما في وقت تتحدث فيه التقارير الاستخباراتية عن انسحاب اعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب من ليبيا في اتجاه دول الساحل تكرارا لما فعلوه يوم دقت ساعة المواجهة مع الجيش الفرنسي في مالي 

يميل الكثير من الديبلوماسيين والخبراء الأمنيين الذين تحدثت اليهم في اربيل العراق قبل نحو اسبوع الى الارض العراقية وخاصة مدينة الموصل كوجهة قادمة للمقاتلين الاجانب الذين قرروا الانسحاب منالساحة السورية وهذا ما حدث فعلا مع المقاتلين العرب في افغانستان الذين انسحبوا الى الشياشان فالبوسنة فالصومال الا قلة قليلة منهم عادة الى البؤرة الجزائرية ومنها انتشروا في المنطقة المغاربية وهناك تكبدوا ومازالوا يتكبدون الخسارة تلو الاخرى 

ان القول ان التونسيين المقاتلين في سوريا سيزحفون على تونس يحتاج الى مراجعة لان فيه الكثير من المبالغة فالمقاتلون الاجانب وعلى راسهم المقاتلون التونسيون الذين يبلغ عددهم نحو 3000  ينتمون الى تنظيم داعش الذي يسيطراليوم على مدينة الموصل وهي ثاني المدن العراقية يستعدون اليوم الى اعلان دولتهم الاسلاميه هناك خاصة وانهم يجدون كلالدعم منسكانها السنةالذين يمقتون حكومة المالكي الشيعية

جمال العرفاوي

 

 

 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة