Accueilاقتصادالمهدي جمعة عشية انعقاد مؤتمر الاستثمار في تونس : لا نريد هبات...

المهدي جمعة عشية انعقاد مؤتمر الاستثمار في تونس : لا نريد هبات أو اعانات ولن نغير من نمط حياتنا

في حوار مطول لصحيفة الشرق الاوسط ينشر غدا قال مهدي جمعة ان حكومته اكدت لجميع الأطراف الاقتصادية التي أبدت اهتمامها بمؤتمر حول الاستثمار في تونس ينطلق يوم الاثنين ”   أننا لا نريد الحصول على هبات وإعانات مالية، بقدر ما نعمل على تحقيق القواسم المشتركة التي تربط بين تونس وبقية بلدان العالم العربي والغربي. لذلك ننتظر حضورا خليجيا كبيرا في المؤتمر الاقتصادي المقبل فقد اكتشفنا من خلال اتصالاتنا بالمستثمرين في الخليج العربي أنهم لا يزالون يرتبطون بعواطف صادقة مع تونس ولم تغيرها الثورة كما بدا للكثير ممن لا يدركون طبيعة علاقة أخوة الخليجيين بإخوتهم في تونس. واتضح أن لدينا فرص تكامل وتقارب كثيرة فيما بيننا وهم على أتم الاستعداد للمجيء إلى تونس وإنعاش نسق الاستثمار في مجالات عدة “

    من جهة اخرى اكد رئيس الحكومة ، ان تونس طوت صفحة الغموض السياسي والأمني الذي ساد لمدة قاربت الثلاث سنوات،  وهي البوم تعيش فترة توضح مختلف الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية

 جمعة أثنى قبل اربعة أيام  من عقد مؤتمر اقتصادي بتونس العاصمة، على الدعم الخليجي في استرجاع تونس لعناصر الثقة في اقتصادها وقال ان الحكومة لن تعمل على جمع التبرعات خلال هذه المناسبة بقدر عزمها على إبراز صورة ايجابية للاقتصاد التونسي من خلال الترويج لعدة عناصر ايجابية في المنظومة الاقتصادية التونسية

 وبشان التهديدات والتحديات المحتملة التي قد تصطدم بها الدولة التونسية وعلى رأسها الإرهاب، قال جمعة ان هذا الملف لا يخيف   الحكومة ما دامت غايتها خدمة تونس والدفاع عن مكتسباتها

من جهة اخرى جدد  المهدي جمعة تأكيده على استبعاد فكرة مواصلة تحمله مسؤولية تسيير الفريق الحكومي بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال جمعة ان الانتخابات التونسية المزمع إجراؤها يوم 26 أكتوبرالمقبل ستأتي بأحزاب فائزة  عبر صناديق الاقتراع، ومن حقها أن تسعى إلى تنفيذ مشاريعها وبرامجها السياسية

وأضاف انه يود المحافظة على استقلاليته تجاه كل الأطراف السياسية وهو لا يريد تبعا لذلك أن تكون  شرعيته مستمدة من الأحزاب السياسية فقط

لقد أثبتنا للجميع أننا غير معنيين بأي مستقبل سياسي ودخلنا الحكومة على أساس عقد بين مختلف الأطراف يقضي وفق خارطة الطريق بإيصال البلاد إلى مرحلة الانتخابات. ومن النقاط الايجابية التي أحسب أن الفريق الحكومي الذي عمل معي قد حققها يمكن أن نشير  إلى خروجنا بمشروع دولة ومشروع نمط عيش يقبل به الجميع

عن وجود تهديدات امنية سترافق العملية الانتخابية الا انه اكد ان “الأمر لا يخيفنا ما دامت غايتنا خدمة تونس والدفاع عن مكتسباتها. لقد عملنا منذ أن تسلمانا رئاسة الحكومة على إعادة بناء مؤسسات الدولة  وإرجاع الثقة إلى الاقتصاد التونسي وما يزال لدينا إيمان عميق بأن تونس لديها من الخصائص والميزات سواء من حيث الموقع الجغرافي أو الموارد البشرية أو قطاعات الإنتاج ما يؤهلها لاحتلال موقع مميز على مستوى القارة الإفريقية وفي معاملاتها مع عدة شركاء اقتصاديين

رئيس الحكومة سعى خلال هذا الحوار الى بعث رسالة طمأنة لشركائنا الاقتصاديين مؤكدا ان بلادنا طوت صفحة الغموض وأنها اليوم تعيش فترة توضح الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولا يخفى على الجميع أن تونس كانت تعول على الإمكانيات الهائلة الكامنة في ليبيا المجاورة في استقطاب جزء من يدها العاملة وفي تدفق رؤوس الأموال في الاتجاهين لإنعاش الاقتصاد التونسي، ولكن هذا الأمر لم يتحقق.  كما تسلما  الحكومة في ظل ركود اقتصادي قياسي يشهده الفضاء الأوروبي وزادت الاحتجاجات الاجتماعية والمطلبية المشطة التي تلت الثورة في تعقيد الأوضاع. لذلك نريد اليوم أن نقول لشركائنا الاقتصاديين نحن على استعداد لطي صفحة الماضي والبدء في تأكيد شراكة حقيقية مبنية على المصلحة المشتركة لمختلف الأطراف

وفي رده عن سؤال ان كان شعر بلحظة ندم لتسلمه رئاسة الحكومة في ظروف صعبة كانت ولاتزال تعيشها تونس قال جمعة انه لم يشعر بذلك على الاطلاق ” فنحن كنا ندرك منذ البداية أننا سنعمل ضمن أرضية متحركة ومتقلبة ومع ذلك قبلنا المهمة بكل صدق ونزاهة وأثبتنا لجميع الأطراف استقلاليتنا وعملنا من أجل مصلحة تونس فحسب وهذا على ما أعتقد سر نجاحنا

من جهة اخرى كشف جمعة انه خلال الاتصالات المكثفة التي اجرتها الحكومة التونسية مع مختلف القادة العرب  خلال الاشهر الماضية  قال جمعة الى  ان تبين لهم ان تونس

لا يمكنها أن تتبنى مشروع نمط عيش مخالفا لما كانوا يعرفونه عنها في السابق، وأثبتنا لهم أن بلادنا تواجه حربا ظلامية مناهضة لكل المشاريع المجتمعية المعروفة وقد اقتنعوا بأهمية التوجه التونسي وأن الثورة التي حدثت إنما غايتها خدمة التونسيين وإشاعة الأمن والاستقرار

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة