Accueilاقتصادفي عملية مسترابة حامت حولها كل الشبوهات : الأتراك يفوزون بصفقة...

في عملية مسترابة حامت حولها كل الشبوهات : الأتراك يفوزون بصفقة الاسواق الحرة

أبلغ  اليوم الثلاثاء الديوان الوطني للطيران المدني المتنافسين حول صفقة  السوق الحرة بمطار تونس قرطاج وجربة وطبرقة   وصفاقس  بأن الجانب التركي الممثل بشركة تاف المتحالفة  مع  مجمع هميلة  وهاينمان الالمانية  قد فاز بالصفقة

الخبر لم يصدقه اي من المشاركين او المتابعين لهذا الملف الذي ضل يراوح الحسم فيه لاسابيع عديدة  ويبدو ان اصحاب القرار وجدوا في انطلاق الحملة الانتخابية وانشغال التونسيين بها فرصة سانحة  للاعلان عن  النتيجة التي تفوح منها كل الروائح  فشركة تاف التي تهيمن على مطاري النفيضة والمنستير لم تلتزم بتعهداتها السابقة مع الدولة التونسية  منذ فوزه بالعرض سنة 2008  ويطالبون كل سنة باعادة جدولة ديونهم الى حد سنة 2013  وتحسب اليوم ديون تاف لدى الدولة التونسية والبنوك المحلية بعشرات المليارات

ورغم تأكيدات سابقة للسيد عبد الكريم الهاروني وزير النقل السابق بانه لن يسمح بدخول كل من مجمع دوفري لسفيان بن علي وكذلك مؤسسة تاف التركية مناصقة للفوز بلزمة الاسواق الحرة بكل من مطار تونس قرطاج وطبرقة وجربة وصفاقس فالمؤسسة الأولى قال انها ارتبطت بمرحلة سيئة من تاريخ تونس الحديث والثانية تعاني مع البنوك التونسية كما انها لم توفي بالتزاماتها السابقة فيما يخص استغلالها لسوق الحرة بكل من مطاري النفيظة والمنستير

ولكن حصلت المفاجأة ليعلن عن فوز مجموعة هميلة المتحالفه مع تاف التركية وهاينمان الالمانية لكونه قدم أفضل العروض امام بقية المنافسين وخاصة لاغاردار – بولينا ودوفري لسفيان بن علي المستغل الحالي للسوق

ولكن العرض الذي قدمه مجمع هميلة شابته العديد من التساؤلات المحيرة تفوق الخيال فجميع الشركات العالمية الرائدة في مجال الاسواق الحرة لا تقدم رسوما للحكومات تفوق نسبة ال35 بالمئة وحتى وان كان مطار كينيدي او رواسي الفرنسي فما بالك ببلاد لا يتجاوزفيها عدد المسافرين سنويا الخمسة ملايين مسافر ولكن مجمع هميلة المتحالف مع تاف التركية وهاينمان الالمانية قدم نسبة بلغت ال46 بالمئة مقابل 45 بالمئة لدوفري التي يملكها سفيان بن علي فشركة لاغاردار بولينا 42 بالمئة اما الوعود بالاستثمار فكانت اكثر من خيالية هي الاخرى وتثير الكثير من التساؤلات اذ بلغ عرض مجمع هميلة وحلفائه 38 مليون يورو فدوفري لسفيان بن علي 33 مليون دولار واخيرا لاغاردار بولينا 28 مليون يورو

ولكن وحسب الخبراء في المجال الاستثماري فانه وفق العروض الذي قدمها مجمع هميلة فانه كان حريا على السلطات التونسية ان تبحث معه ان كان له مخطط اقتصادي يفسر فيه قدرته على تحقيق مكاسب والالتزام بتعهداته تجاه ديوان الطيران المدني خاصة وان شريكه التركي اخل بكل تعهداته والملف مازال مفتوحا مع البنك المركزي التونسي فيما يخص تراجعه عن كل تعهداته التي التزم بها خلال توقيعه على لزمة النفيضة المنستير

ويطرح الخبراء ثلاث سيناريوهات ممكنة قد يلجأ اليها مجمع هميلة وحليفيه التركي والالماني لتحقيق مكاسب ولاحترام التزاماته تجاه الدولة التونسية

فالسيناريو الاول يتعلق بالترفيع في هامش الربح على حساب المسافرين خاصة وان هذا التحالف سيسيطر سيطرة مطلقة على جميع الاسواق الحرة في تونس فمجمع هميلة يسيطر على بيع المواد في طائرات الخطوط التونسية وكذلك شركة سيفاكس الخاصة وكذلك شركة النقل البحري اضافة الى السوق الديبلوماسي بسكرة وبالفوز بالمناقصة الاخيرة ستمتد سيطرته الى مطارات جربة وصفاقس وتوزر وطبرقة وصفاقس وقرطاج اضافة الى سيطرة حليفه التركي على مطاري المنستير والنفيضة مما يعني تحول جميع الاسواق الحرة برا وبحرا وجوا تحت سيطرة مجمع واحد

اما السيناريو الثاني الذي يطرحه الخبراء وهو سيناريو شيطاني وهو ان يعمد هذا المجمع الى بيع المواد المقلدة بالاسواق الحرة وتقديمها على انها مواد اصلية او فتح سوق موازية واغراقها بالسلع لجني الارباح

اما السيناريو الثالث فانه الاقرب الى تخمين هؤلاء الخبراء وهو ان يقوم مجمه هميلة ومن تحالف معه وبعد ازاحة جميع المنافسين والفوز بالصفقة الى المطالبة بمراجعة اللزمة مع الحكومة التونسية وكذلك اعادة النظر في نسبة الرسوم وهو ما يحدث حاليا مع احد شركائه وهو مؤسسة تاف التركية

والاكثر من هذا كله  فان كراس الشروط  التي حددت شروط الفوز بالصفقة شاركت في رسمها احدى اطارات وزارة النقل قبل ان تنتقل للعمل بالمؤسسة التركية  وهو امر مخالف لكل القوانين ويبدو ان الجهات المعنية في الدولة التونسية لم تعر أي اهتمام لهذه المخالفة الصارخة  ولم يبق اليوم الا مجلس المنافسة  للحسم في هذا الملف وايقاف هذه المهزلة  التي لم يتصور أي تونسي حصولها بعد  14 جانفي 2011

 

والسؤال المطروح اليوم وامام هذه الحقائق التي تحتاج الى تحقيق في اكثر من مستوى خاصة بوزارة النقل الذي اكد لنا السيد شهاب بن أحمد  في وقت سابق انه يحرص شخصيا على الحفاظ على مصالح تونس مهما كان الثمن فان العديد من البعثات الدبلوماسية في تونس تنظر الى هذه المناقصة كمقياس لسلامة المعاملات في تونس ومؤشرا 

 

 

 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة