Accueilالاولىبعد أن تخلت عن الاخوان في مصر : ما هو موقف واشنطن...

بعد أن تخلت عن الاخوان في مصر : ما هو موقف واشنطن من الحالة التونسية

منذ اندلاع ما سمي بثورات الربيع العربي يعيش القادة السياسيون في  الولايات المتحدة الامريكية  حالة من الارتباك  منعتهم من اتخاذ موقف واضح وجلي من صعود  الإسلام السياسي على سطح الاحداث

ورغم تأييدها للنتائج التي افرزتها الانتخابات في كل من مصر وتونس  الا ان هذا التأييد قابله نفور بعد فترة من الزمن خاصة في الحالة المصرية ليصبح المشير عبدالفتاح السيسي الحليف القوي لواشنطن بعد نفور استمر لاسابيع قليلة اعقب إزاحة الاخوان من سدة الحكم هناك عبر تحريك الشارع اعتبره مؤيدو الاخوان انقلابا على الشرعية

ولكن ما هو موقف الإدارة الامريكية من الحالة التونسية 

في ظاهر الصورة تبدو الولايات المتحدة الأمريكية متجاوبة مع ما يحصل في تونس من توافقات جمعت ولو ظاهريا الإسلاميين والعلمانيين تحت سقف واحد اطلقنا عليه في تونس حكم الترويكا ولكن ما الذي طرأ فجأة على الموقف الأمريكي قبل أيام قليلة عن موعد انتخابي حاسم في تونس لينطلق احد كبار صانعي السياسة الخارجية الأمريكية وهو السيد دينيس روس ليعلنها صراحة وعلى صفحات جريدة النيويورك تايمز بان الإسلاميين ليسوا أصدقائنا

ودينيس روس المحسوب على الحزب الديموقراطي رغم عمله كمبعوث خاص للشرق الأوسط في إدارة الجمهوري جورج بوش الابن لم يتوقف عند هذا التوصيف بل دعا الرئيس أوباما الى ” استغلال الفرصة ومساندة القوى غير الإسلامية ” بعد ان انتهى الربيع العربي الى الفشل

وهو ما حدا بالسيدة سمية الغنوشي  ابنة رئيس رئيس حركة النهضة للرد بقوة على روس وفي مقال تحت عنوان الوصف الكارثية لدينيس روس لمنطقة الشرق الأوسط” 

سمية الغنوشي عبر عن استغرابها من تصاعد هذه الأصوات فجأة  وهي تستقبل الانقلاب في مصر بمساعدة الدبابات الامريكية وأموال البترو دولار

ولكن الامر لم يقف عن حدود روس وتجاوز بيت الديموقراطيين لينتقل الى المحافظين الذين ايدوا وساعدوا صراحة ما حصل في مصر وتونس واليمن وليبيا  فقناة فوكس نيوز التي تمثل أصوات اليمين الأمريكي اطلق عنانها شين هانيتي ضمن برنامج فوكس ناشيون الذي استغل دعوة العديد من المؤسسات الامريكية غير الحكومية للسيد راشد الغنوشي قبل نحو أسبوعين للحديث عن التحول الديموقراطي في تونس ليكيل له الاتهام وراء الاتهام ويصفه بأبشع النعوت مثل ” واعض الكراهية ” حتى ان معد البرنامج أعاد الى الأذهان ما اعتبره مساندة راشد الغنوشي قتل الأمريكيين في العراق  وقد استند في ذلك على تصريح للغنوشي اطلقه سنة 1990 حين كان مقيما في السودان

يبدو ان صناع القرار  والرأي في الولايات المتحدة الامريكية بدأووا يغيرون في خياراتهم وهم يشاهدون ما أصبح عليه الوضع في العراق وسوريا وليبيا أيضا الذي انتهى بمولود جديد اسمه فرانكشتاين 02 بعد ان تخيل لهم ان اشباح الماضي انتهت بالقضاء على مولودهم فرنكشتاين 01  المتمثل في أسامة بن لادن

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة