Accueilélections 2014الخطاب الانتخابي للسيد المرزوقي : خطاب " الأنا" يتعارض مع خطاب الوحدة

الخطاب الانتخابي للسيد المرزوقي : خطاب ” الأنا” يتعارض مع خطاب الوحدة

نورالدين المباركي

يحرص السيد المنصف المرزوقي في خطابه الانتخابي ، أن يقنع أنه الوحيد القادر على ضمان وحدة التونسيين يقول:” أنا فقط استطيع أن أجمع المحجبة وغير المحجبة والمنقبة. “و” أنا فقط الذي ألقى الدعم من كافة فئات المجتمع والمدارس العقائدية..”

لكن الخطاب الانتخابي شيء ، والوقائع الميدانية شيء آخر.

المتمعن في التجربة السياسية للسيد المنصف المرزوقي في المعارضة ( قبل 14 جانفي 2011) وفي قصر قرطاج ( بعد انتخابات 23 أكتوبر2011) ، يكتشف أنه ليس عنصر “توحيد” ، بل هو عنصر تفرقة ، وحتى  إن دعا للوحدة فتحت مظلته فقط، وهذه مسألة لا يمكن تفسيرها بـ”السياسية” إنما بالبحث في التركيبة النفسية للسيد المنصف المرزوقي التي تتميز بتضخّم ” الأنا” .

يكفي الانتباه لخطابة الانتخابي خلال المدة الاخيرة للوقوف عند ” الأنا المتضخمة” :” أنا ضامن عودة الاستبداد ” ، ” أنا ضامن مناخ الحريات في تونس ان انتخبتوني” ، “.. قصر قرطاج هو الحصن الأخير للديمقراطية “.

 هو خطاب ينفي مسار العملية السياسية في تونس قبل الانتخابات الرئاسية ، ينفي دور الحوار الوطني في اغلب التوافقات التي جنبت البلاد منزلقات خطيرة ،و ينفي دستور جانفي 2014 وما تضمنه من مبادئ الديمقراطية والفصل بين السلطات و احترام الحريات العامة و الفردية ، وينفي الهيئات الدستورية في الاعلام والقضاء ، ينفي دور المؤسسات و المجتمع المدني مقابل دور الفرد، كل هذه الحصون سقطت من وجهة نظر السيد المرزوقي ولم يبقى إلا حصن واحد قد يسقط بدوره اذا لم يتم انتخابه رئيسا للبلاد.

هل يمكن للخطاب القائم على ” الأنا” أن يكون توحيديا .؟

*****

تجربة السيد المنصف المرزوقي السياسية قبل 14 جانفي و تجربته في قصر قرطاج تبيين أن ” الأنا ” تتعارض مع ” الوحدة”

اسس السيد المنصف المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية سنة 2001 ولم يتمكن هذا الحزب من تكوين قاعدة أنصار واسعة ( مقارنة ببقية احزاب المعارضة: النهضة ، حزب العمال ، التيار القومي ..)  وكان تبريره لذلك بقولته الشهيرة ” لايمكن ممارسة المعارضة في ظل الانظمة الاستبدادية.

وعندما فاز حزب المؤتمر بالمرتبة الثانية في الانتخابات التأسيسية سنة 2011 ، ودخل السيد المنصف المرزوقي قصر قرطاج بعد تحالفه مع حركة النهضة وحزب التكتل  قدم استقالته من حزبه  الذي انقسم الى اربعة أحزاب هي  المؤتمر من أجل الجمهورية ( عماد الدائمي – التيار الديمقراطي (محمد عبو)  ، حركة وفاء (عبد الرؤوف العيادي) ، الاقلاع من أجل المستقبل ( الطاهرة هميلة)، مما يشير أن  الحزب الذي اسسه السيد المرزوقي كان  موحدا حول ” أنا ” السيد المرزوقي وليس حول حول مؤسسات وهياكل داخلية .

*****

أما في علاقته ببقية أحزاب المعارضة( قبل 14 جانفي 2011)  فالى جانب انها كانت متوترة فإنه لا يعرف لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عمل مشترك دائم ، بل ان السيد المرزوقي كانت دائما له مواقف من تجارب العمل المشترك بين هذه الأحزاب و خاصة تجربة 18 أكتوبر.

*سنة 2007 قال عن تجربة 18 أكتوبر:مع احترامي وتقديري للقائمين على تجمع 18 أكتوبر، فإنني لا أرى أنه حقق إنجازا سياسيا يذكر بقدر ما شتت جهود القوى السياسية المعارضة وشغلها بقضايا هامشية لا تخدم الهدف الرئيس من أي تحرك سياسي تفرضه المرحلة الحالية، حيث انبرى هذا التجمع في سجالات جانبية بعيدة عن التحدي الأهم، وهو إزالة الدكتاتورية الجاثمة على صدور التونسيين منذ عشرين عاما، فالمطلوب جبهة سياسية تطالب برحيل الدكتاتور لا جبهة حقوقية تنشد من الإصلاح المستحيل”.

*سنة 2009 يدعو لجيل جديد يقول :” هذه المعارضة لن تصل أبدا السلطة وهي لم تتجاوز منطق الاحتجاج والتسول ولا تريد أن تفهم طبيعة النظام الذي تحارب. الأمل الوحيد لتونس في جيل جديد من السياسيين يقطع مع الجيل القديم.

*ويقول ايضا سنة 2009 عن فشل “مؤتمر المعارضة في جنيف” (المؤتمر الذي دعا اليه حزبه ) بقوله : فشل المشروع نتيجة شلل النهضة والصراع القائم منذ سنوات داخلها بين تيارين متناقضين وبسبب حسابات الديمقراطي التقدمي الشخصية والحزبية.

وربما هذا ما يفسر في أحد الجوانب أن السيد المرزوقي لم يتمكن في الدور الثاني من كسب تأييد هذه الأحزاب .

*****

أما تجربته في قصر قرطاج  فزيادة على كونه شن اكثر من هجوم على المعارضة ، مرة انها مهددة بنصب المشانق لها ، وأخرى أنها ” تتناول العشاء عنده ، ثم تخرج لتشتمه” ، ثم يتحدث عن احباط محاولة انقلابية دون أن يكشف الى الان عن الجهات التي تقف وراءها باستثناء  الحديث عن دعوات ” حل منظومة 23 اكتوبر2011″ التي دعت اليها المعارضة في صائفة 2013 ، فإنه خرق الوفاق الوطني  ولم يشارك حزبه في الحوار الوطني ، ورفض الامضاء على خريطة الطريق ، وعمل السيد المنصف المرزوقي  على نقل الحوار الوطني من تحت قبة الرباعي الراعي للحوار الى تحت قبة الرئاسة ، لكن هذه المحاولات فشلت ، وعندما حصل الوفاق و تقدم انجاز خريطة الطريق في مسارها التأسيسي و الحكومي بهذا الوفاق و ثمنه ، رغم انه لم يدعمه بقوة وحاول التشويش عليه في أكثر من مناسب.

هذه التجربة السياسية وفي الحكم  تجعل من الصعب تصديق الدور ” التوحيدي” الذي يحاول ان يبرز من خلاله السيد المرزوقي

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة