Accueilالاولىتحقيق - هيئة الحقيقة والكرامة : الصورة من الداخل

تحقيق – هيئة الحقيقة والكرامة : الصورة من الداخل

تعيش هيئة الحقيقة والكرامة منذ انطلاقها في جوان من السنة الماضية حالة من الاحتقان انطلقت مع ولادتها ليندلع خلاف حول رئاستها. وضع الحقوقي خميس الشماري وجها لوجه مع الرئيسة الحالية سهام بن سدرين التي كانت لها الكلمة الاخيرة في النهاية  بعد انسحاب الشماري الذي اعلن يوم 17 جوان 2014 استقالته لاسباب صحية وشخصية وهو اليوم الذي تم فيه اختيار بن سدرين رئيسة  للهيئة

ولم يمض وقت طويل لتعلن السيدة نورة البورصالي عن استقالتها من عضوية الهيئة  داعية إلى ضرورة مراجعة قانون العدالة الانتقالية وإعادة النظر في تركيبة هيئة الحقيقة والكرامة على أساس معايير الكفاءة والاستقلالية السياسية الحقيقية

علما بان السيد  عزوز الشوالي  سبق البورصالي  في تقديم استقالته وكان ذلك يوم 18  سبتمبر 2014 وقد عوضت الشوالي السيدة ليليا بوقلية وهي الصديقة الشخصية للسيدة سيدة العكرمي زوجة السيد نورالدين البحيري وزير العدل السابق

موجة الاستقالات عادت من جديد لتشمل هذه المرة. عضو الهيئة محمد العيادى  قاضي اداري قدم استقالته  أمس الثلاثاء، وكان العيادى قد علل استقالته  بعدم توفر المناخ الملائم  داخليا وخارجيا لاتمام المهمة التي انتخب من أجلها  في ما  تؤكد مصادر موثوقة بأن السبب في ذلك ذكر اسم العيادي في الرسالة التي توجه بها زهير مخلوف الى رئيس مجلس نواب الشعب

وحسب مصادر تحدثت لموقع تونيزي تيليغراف فان العيادي سبق له وان وجه رسالة  يوم 4 اوت الجاري الى الهيئة مطالبا فيها بضرورة وضع حد لتصرفات العضو الاخر زهير مخلوف  بسبب ما اعتبره العيادي عدم انضباط مخلوف لمبدأ واجب التحفظ

ولكن العيادي لم يجد اي رد على رسالته  وهذا الامر لا يتعلق بالعيادي وحده بل بعدد  محدود من الاعضاء الذين  طالبوا مجموعة من المحامين  منتدبين بالهيئة لكنهم منذ تاريخ انتدابهم الذي تجاوز اليوم الثلاثة أشهر لم يقدموا بما يفيد بانهم تحصلوا على قرار سهو تصدره عمادة المحامين يمنحهم العمل في الهيئة لكن مقابل التخلي عن عملهم اليومي في المحاماة حتى لا يحصل اي تضارب في المصالح  ولكن هذا الطلب رغم جديته لم يجد اذانا صاغية داخل هيئة الحقيقة والكرامة ويبدو ان هذه المجموعة من المحامين تجد سندا قويا لدى عضو الهيئة علا بن نجمة  المحسوبة على حركة النهضة

والخلافات داخل الهيئة وهي خلافات هامشية لا تصب في الاهداف التي بعثت من أجلها فيوم 20 اوت اندلعت ازمة بين رئيسة الهيئة سهام بن سدرين والعضو الاخر عادل المعيزي المكلف بملف حفظ الذاكرة الذي تعرض لخصم من مرتبه  بقرار من بن سدرين بحجة  تمتعه بفترة راحة دون اخذ الاذن من الهيئة وهو امر اثار حفيظة عدد من الاعضاء

اما في ما يتعلق بامر التعاطي مع الملفات المطروحة على الهيئة والتي تجاوزت ال15 الف ملف فان هناك شكاوى من داخل الهيئة تتعلق بازدواجية التعامل مع الحالات المطروحة ويناقض كليا اهداف الهيئة ومبادئها فمثلا تم التعاطي باستخفاف كبير مع ابنة احد ضحايا عملية باب سويقة التي قدمت ملفا للهيئة  وكان يفترض ان تتم دعوتها للاساماع اليها الا انها  مازالت تنتظر الى حد هذا اليوم  وليس هذا كله فاحد المواطنين التونسيين الذي قال انه اعتنق المسيحية وتعرض للاضطهاد بسبب هذا الخيار  رفض اعضاء من الهيئة فتح ملف له

لقد سعت الهيئة الى ان تكون متوازنة  في البداية مع جميع الافرقاء السياسيين وقام اعضاؤها بزيارات لاهم الاحزاب  التي عبرت عن استعدادها لتقديم الدعم لها حتى ان السيدة سهام بن سدرين خلال زيارتها الى مقر حركة النهضة ضمن فريق الهيئة استقبلت استقبال الابطال حيث  تنازل رئيس الحركة عن مكانه المخصص له وقدمه لها مؤكدا في ذات الحين عن الاحترام الكبير الذي تكنه الحركة لها

وبالتالي الاستقالات داخل الهيئة . يبدوان الهيئة اصبحت حسابيا وحزبيا مختلة التوازن وبات يسيطر عليها لون حزبي واحد دون سواه

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة