Accueilالاولىالإندبندنت: هجوم زليتن يؤكد صحة تحذيرات القذافي لبلير

الإندبندنت: هجوم زليتن يؤكد صحة تحذيرات القذافي لبلير

لانتفاضة الليبية تضمنت من المتطرفين الإسلاميين أكثر  مما صوره مؤيدوها داخل وخارج ليبيا. هناك قدر من الحقيقة في ادعاءات معمر القذافي لتوني بلير بأن الجهاديين قد “تمكنوا من إنشاء معاقل محلية وأنهم نشروا في بنغازي فكر وأفكار تنظيم القاعدة.”
لقد كان في ادعاءات القذافي قدر من التنبؤات ، خاصة وأن تسجيل المكالمات الهاتفية بين بلير والقذافي نُشر في نفس اليوم الذي قام فيه انتحاري بتفجير شاحنة محملة بالمتفجرات في أكاديمية للشرطة بليبيا. ولكنه من الصحيح أيضا أن الاحتجاجات التي بدأت في ليبيا يوم 15 فيفري  وتحولت إلى انتفاضة عامة كانت تحظى بتأييد شعبي واسع بين الليبيين. وبالتزامن مع المكالمة الهاتفية، كان المتظاهرون استولوا على بنغازي ومصراتة والعديد من المدن والبلدات الأخرى فيما انشق جزء من القوات النظامية لينحاز إلى المعارضة.
تصريحات القذافي المتكررة للسيد بلير بأن لا شيء يحدث في الكثير من البلاد يظهر أنه إما أنه كان حريصا على التقليل من الانتشار السريع للتمرد أو أنه لم يكن يعرف ماذا يجري. ويبدو التفسير الأخير الأكثر ترجيحا، بالنظر إلى دعوات القذافي المتكررة للسيد بلير، الذي كان في الكويت، بأن يأتي إلى طرابلس وإلى اعتقاده بأن مجيء الصحفيين الأجانب سيجعلهم  يرون  بأنفسهم بأن التقارير عن عنف النظام كان مبالغ فيه. “أرسلوا الصحفيين والسياسيين”، كما يقول الزعيم الليبي ، “تحدثوا معهم (المتظاهرين)  بشكل مباشر، وسترون أي نوع من الناس هم ، وصلاتهم بتنظيم القاعدة”.
سيكون من المثير للاهتمام أن نعرف من الأشخاص الذي تحدث إليهم بلير بين المحادثتين الأولى والثانية في نفس اليوم. ولكن بعد أن قام بذلك، قال للقذافي “إذا كان لديك مكان آمن للذهاب إليه ، يجب عليك أن تذهب إلى هناك لأن هذا لن ينتهي بسلام.” وفي وقت لاحق قال بلير: “أكرر القول بأن الناس قد قالوا لي، إذا كانت هناك طريقة للخروج يجب أن تفعل ذلك الآن”.
قد تكون هذه محاولة لترويع القذافي وحمله على مغادرة البلاد أو علامة على أن التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، والذي بدأ في 19 مارس ، كان أمرا لا مفر منه بالنسبة للبعض. ويبدو أن القذافي استشف في رسالة بلير نوعا من التهديد بالعمل العسكري الأجنبي. فأجاب : “يبدو أن هذا سيكون استعمارا ، يجب علي تسليح الشعب والاستعداد للقتال.”
كان دعم الناتو الجوي للمعارضة حاسما في تحديد نتيجة الحرب. وفي الوقت الذي كانت تجري فيه المكالمات الهاتفية، لا يبدو أن القذافي كان يعتقد ان حكمه قد أصبح تحت التهديد.
الحكومات الأجنبية كما وسائل الإعلام ضخمت القدرة العسكرية للمتمردين وقلّلت من شأن عقيدتهم الرجعية المتطرفة. أنصار التمرد من العلمانيين تراجعوا مرة أخرى عندما كان واحد من أولى مقترحات للحكومة الانتقالية التي حلت محل القذافي هو إنهاء الحظر المفروض على تعدد الزوجات.
محادثات القذافي وبلير تعطي الانطباع بأنه مادام أنه كان من الواضح أنه كان من مصلحة القذافي القول بأن المتطرفين هم من يقودون الخصوم ، فإن الغرب كان سريعا جدا في رفض هذه الفكرة. ويبدو أيضا كما لو كانت القوى الخارجية عاقدة العزم على التخلص من الزعيم الليبي مهما حدث.  وبما أن المتمردين لم يكونوا أقوياء بما يكفي للقيام بذلك بأنفسهم، كان هذا يعني أنه ستتم الإطاحة بالقذافي في المقام الأول عن طريق حملة جوية للناتو، وأن النتيجة ستكون فراغا سياسيا وتفكيكا لليبيا. القذافي قد يكون على خطأ بشأن الطريقة التي كانت تسير بها الأمور، لكنه كان على حق حول النتائج الكارثية النهائية.

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة