Accueilالاولىتحقيق : بنات الكلاشينكوف

تحقيق : بنات الكلاشينكوف

أعاد التقرير الذي نشرته صحيفة  التايمز البريطانية  حول دور النساء في تنظيم داعش الإرهابي في المواجهة القادمة التي ستشهدها ليبيا أعاد الى الاذهان دور النساء وخاصة الحضور اللافت للتونسيات  في هذا التنظيم

فيوم الاثنين   نقلت صحيفة التايمز تأكيدات  تأكيدات لمصادر ليبية بأن  تنظيم «داعش» استخدم النساء للمرة الأولى في عمليات انتحارية في ليبيا،

وأفادت الجريدة بأنّ الجيش الليبي اعتقل سبع نساء يقاتلن في صفوف تنظيم «داعش»، وقتل أكثر من ثلاث أخريات خلال العمليات الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي.

وفقًا لـ«تايمز» حاولت امرأة تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي تفجير نفسها بواسطة حزام ناسف، وهذه هي المرة الأولى التي يتمّ التأكّد فيها من استخدام التنظيم الإرهابي نساءً في عملياته القتالية، بينما يعمد التنظيم عادة في سورية والعراق إلى إسناد مهام غير قتالية للنساء. وتؤكد المصادر ان حضور التونسيات كان طاغيا وسط هذه المجموعات

الصحافة اليوم تحاول فك هذا اللغز المحير عبر استقراء متأن للمعطيات المتوفرة إضافة الى استقراء مواقف المختصين

يختلف المراقبون المحليون في تونس حول تحديد أسباب تحول الالاف من الشبان التونسيين الى جبهات القتال في كل من سوريا والعراق وليبيا

اذ يرى الأستاذ منجي السعدواي الباحث في الجماعات الجهادية المتطرفة  ان الحضور التونسي في جبهات القتال ليس جديدا الا انه لم يكن بهذا الحجم ” لا تنسوا ان اكثر من 20 تونسيا كانوا في سجن غوانتانامو ممن كانوا كانوا يقاتلون الى جانب تنظيم القاعدة في أفغانستان كما ان للتونسيين حضورا متقدما في هذا التنظيم فسائق أسامة بن لادن كان تونسيا

والشخص الذي وقع عليه الاختيار لاغتيال أحمد شاه مسعود زعيم المعارضة الشمالية بأفغانستان يوم 9 سبتمبر 2001  كان تونسيا أيضا ”

وحسب السعداوي فانه لولا تحرك المجتمع المدني لايقاف تدفق الشباب التونسي نحو جبهات القتال بعد سقوط نظام بن علي لكان العدد يحسب بعشرات الالاف  اذا ما عدنا الى عدد المشاركين في مؤتمر أنصار الشريعة في مدينة القيروان التونسية وكذلك الإحصاءات التي قدمها وزير الداخلية في حينه لطفي بن جدو

 

اما طارق المغزاوي الباحث الاجتماعي فيرى ان من أسباب انتقال المئات من التونسيين الى جبهات القتال في كل من سوريا والعراق وليبيا ضمن المجموعات الأشد تطرفا ” يعود الى غياب حاضنة شعبية لهم في تونس فالشارع التونسي لفظهم خاصة مع اول عملية إرهابية شهدت ذبح جنود تونسيين في شهر رمضان 2013  ”  خاصة ان التونسيين بما في ذلك الحكومة المؤقتة الثانية حكومة الترويكا التي تزعمتها حركة النهضة الإسلامية منحتهم فرصة العمل القانوني وفق تشريعات البلاد واعلانهم ان تونس أرض دعوى وليست أرض جهاد ولكن في النهاية كشفوا عن وجههم الحقيقي وشرعوا في تنفيذ أفكارهم المتشددة وفرضها على المجتمع وفي النهاية اختار عدد منهم الانتقال خارج البلاد فيما دخل الاخرون في السرية ليشكلوا خلايا نائمة تستهدف من حين لاخر المصالح الحيوية في البلاد كمراكز الامن والمنتجعات السياحية والمؤسسات الاقتصادية الأخرى ”

وفي جويلية 2015 صدر تقرير صاعق عن مجموعة من خبراء بالأمم المتحدة انكبوا على دراسة الحالة التونسية التي أصبحت مصدر الهام للخبراء في مجال الإرهاب وكذلك السوسيولوجيون

وحسب فريق الأمم المتحدة فان  شبكات معقدة للتجنيد والسفر جندت آلاف التونسيين، بما في ذلك الرجال والنساء وعائلات بأكملها للمشاركة في القتال في سوريا والعراق.

وحسب كارسكا   فانه يوجد في سوريا نحو أربعة آلاف مقاتل تونسي  وما بين ألف وألف وخمسمائة في ليبيا، و 200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن. وبالإضافة إلى ذلك، يتم الآن في تونس محاكمة 625 مقاتلا تونسيا بعد عودتهم من العراق.
ويبدو أن الغالبية العظمى من التونسيين الذين يسافرون للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في الخارج هم من الشباب، وغالبا ما تتراوح أعمارهم بين 18-35 عاما. ويأتي بعضهم من خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة، وأيضا من الطبقة الوسطى والطبقات العليا من المجتمع.

وحسب تقارير أمنية فانه تم رصد عدد من القادمين من ليبيا يحملون معهم كميات من المال من العملة الأجنبية بين يورو ودولار لنقلها الى عوائل هؤلاء المقاتلين مما يشير الى نسبة منهم تحولت الى ما يشبه المرتزقة .

ومما يثير الاهتمام في كل هذا هو تنامي حضور  النساء  التونسيات ضمن هذه المجموعات  الإرهابية سواء من حيث العدد او من حيث المهمات الموكولة اليهن اذ لم يعد الامر مختصرا على الدعم اللوجستي والتعبئة وتأمين الاتصالات السرية بين مختلف الخلايا النائمة

فانتظام  المرأة التونسية  وانخراطها في منظومة الإرهاب وانتمائها للجماعات الإرهابية امر مثير للدهشة في بلد عرف بتمكين النساء في مختلف القطاعات السياسية والحزبية والمهنية .

ففي أكتوبر من سنة 2014 فوجئ سكان حي وادي الليل المتاخم للعاصمة التونسية  بخروج امرأة منقبة تحمل بيدها اليمنى بندقية من نوع كلاشينكوف وبيدها اليسرى ابنها الرضيع وهو تتحدى القوات الخاصة التي تحولت الى وكر يضم مجموعة من الإرهابيين اذ سارعت  بإطلاق النار على رجال الأمن وخلال تلك المواجهات أصيبت في كتفها فتمّ نقلها إلى المستشفى لتلقّي العلاج وقد بيّنت الأبحاث في القضيّة خاصة اثر استنطاقها أنّ أحد الإرهابيين  المعروف باسم “أبو عبيدة” والبالغ من العمر 19 سنة استقطب عبر إرهابية أخرى  ا 10 إرهابيات وقعن في حبّه بعد أن تواصل معهن باسم مستعار عبر صفحة “فجر القيروان”، التكفيرية  حيث تزوّج من ثلاث إرهابيات عرفيا  – القانون التونسي لا يعترف بالزواج العرفي ويعتبره جريمة زنا – وخلال محاصرته بمنزل بجهة شباو بوادي الليل من ولاية منوبة تمّ قتله وقتل 5 إرهابيات

واحدى الارهابيات التي وقع تصفيتهن ضمن هذه الخلية وتدعى أمينة العامري كانت طالبة متفوقة وممتازة في الهندسة كانت تطمح الى ان تكون مهندسة مختصة في البحث العلمي فوجدت نفسها مختصة في الارهاب فبعد ان تعرفت على الإرهابية طالبة الطب  فاطمة الزواغي المعروفة لدى الخلايا الارهابية «بام قدامة» عن طريق صفحات الفايسبوك التابعة للجماعات الارهابية على غرار «الربانيون للاعلام» و«فجر القيروان» انطلقت في مشوارها في عالم الارهاب والتطرّف والتكفير والتخطيط لاغتيالات سياسية .
وللنساء المنظمات في الجماعات الإرهابية أدوار أخرى متقدمة اذ كلفت احدى المجموعات بإدارة الشبكة الإعلامية للتنظيم على المستويين المحلي والإقليمي فخلال شهر نوفمبر 2015

أعلنت  وزارة الداخلية التونسية، في بيان رسمي عن اعتقال 7 نساء، أثبتت الأبحاث تشكيلهن لجانب كبير من الجناح الإعلامي لفرع داعش في تونس، ضمن خلية “جند الخلافة” التي يشرف عليها إرهابي مطلوب للعدالة يدعى سيف الدين الجمالي، الملقب بأبي القعقاع

ويوم 4 ديسمبر الماضي  اعترفت وزيرة المرأة التونسية سميرة مرعي بالتحاق 700 امرأة تونسية بجماعات متطرفة في سورية

وأضافت أمام البرلمان أن “هناك تناميا لظاهرة الإرهاب واستقطاب الأطفال والمرأة، وثمة 700 امرأة تونسية موجودات في سورية”، من دون إعطاء تفاصيل أكثر “

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة