بين واحدة تشتكي من وحدتها القاتلة وتبحث عن شريك لحياتها واخر يطالب باستئجار كرسي رئاسة الحكومة لمدة شهر وثالث يريد تسوية وضعيته المهنية تعج صفحة رئيس الحكومة على موقع التواصل الاجتماعي بمختلف الشكاوى والاتهامات والمطالب التي يرقى عدد منها الى اللامعقول
ويعبر العديد من هذه الشكاوى عن معاناة فردية او جمعية يعيشها التونسيون ويرون في رئاسة الحكومة عنوانا للخلاص حتى وان تعلق والامر بالبحث عن انيس ينزع الوحدة
ولا يعرف ان كان الجهاز الاعلامي لرئاسة الحكومة يتابع هذه الشكاوى والرغبات ويرد عليها على انفراد عبر رسائل خاصة او مهاتفة اصحابها فعدد من المبحرين يتركون ارقام هواتفهم الخاصة امل في الحصول على رد
احدى المبحرات دعت رئيس الحكومة الى الولوج الى صفحتها والتعرف اليها من اجل مساعدتها “الوحدة قتلتني أحتاج اتعرف على شخص جاد ورومانسي اتمنى منك تدخل بروفايلي و نحكي , شوف أول منشور ”
أما الشاب ح –ب-ح دعا رئاسة الحكومة من اجل البحث عن اب وابن تاها في احد الدول التي لم يذكرها وجاء مطلبه بحجة ان شعار الحكومة هو خدمة الشعب دائما ” يا حكومة البلاد أليس شعاركم في خدمة الشعب دائما ؟؟ أين أنتم؟؟أبنائنا في حالة فقدان لا أحد يدرك شي و أنتم لا تبالون هذه قضية إبن و أب تائهين على أرض بلد آخر ألن تتحرك السلطات لمد يد العون لهما و لعائلتهما .. لا نطلب الكثير فقط أعيدوهم أحياءا أو أمواتا اعيدوهم و لا تدعوا أنكم غير قادرون ”
مبحر اخر وهو و- س فقد دعا رئيس الحكومة وبصريح العبارة ان يترك له مكانه لمدة شهر فقط وبجميع الصلاحيات الموكلة لرئاسة الحكومة هذا الشباب لم يكشف عن برنامجه الحكومي او الاسباب التي دفعته للتوجه بهذا الطلب الا ان الامر بالنسبه اليه ليس سوى امنية ” سيدي رئيس الحكومة امنيتي في الحياة نكون رئيس حكومة او رئيس الجمهورية على مدى خمس سنوات كاملة هل لديك القدرة على منحي فرصة لمدة شهر فقط بشرط ان اتمتع بكل الصلاحيات الموكلة اليك.أم أنك ستقول مثل الآخرين البلاد ليست لعبة نتركها في أيادي الشباب.”
ن-ج لم يكن لديه مطلبا شخصيا بل طالب باحياء الاتحاد المغاربي عبر التحول اولا الى المغرب وطرح حل لمشكلة الصحراء التي تؤرق جميع الدول المحيطة وكذلك الدول الكبرى والامم المتحدة منذ عقود وحسب هذا المبحر فان زيارة الى المغرب يتم خلالها رأب الصدع مع جارتها الجزائر ومن ثم الانطلاق لاعلان الحرب على تنظيم داعش ” أرجو أن تقوموا بزيارة للمغرب والجزائر لرأب الصدع بين الشقيقتين وإقتراح حل الإستفتاء على الصحراء و إنتخابات تشرف عليها الجامعة العربية والأمم المتحدة يقرر فيها الصحراويين إنتمائهم للجزائر أو المغرب فهناك أطراف تحاول إشعال فتيل أزمة بين الأختين… كما أقترح زيارتكم لموريطانيا وإحياء الإتحاد المغاربي والتنسيق الأمني بين دوله ولما لا تقترحون تحالف المغرب العربي العسكري والأمني لمواجهة داعش وتفكيك كل التنظيمات الإرهابية المحيطة به أكيد سيكون أقل كلفة وأكثر فاعلية من أن تعمل كل دولة لوحدها ” .
وبما اننا بصدد التعرض لتنظيم داعش الارهابي فان احد الطلبة توجه الى رئيس الحكومة بالتحذير من مخاطر تنامي هذا التنظيم في معاهد التكنولوجيا الطبية واستهداف طلبتها واستدراجهم للانخراط في صفوفه ومن اجل ذلك فهو يدعو الحكومة الى الاهتمام بخريجي هذه المعاهد قبل فوات الاوان فكت يقول ” بدأ الخوف الكبير من عيون داعش التي ربّما بدأت تحوم فوق معاهد البيوتكنولوجيا الطبية لأنها تعرف القوّة الرهيبة في مجال البحث العلمي لدى خرّيجي هذه المعاهد (ماجستير بحث ودكتوراء ) والدولة غير معترفة بهؤلاء ؟ وداعش هدفها إصطياد العصافير النادرة التي تسببت الدولة التونسية في إهمالها ،،وإن كلام ممثّل طلبة هذا الإختصاص لمّح كثيرا من غول داعش في قناة نسمة أمام برهان بسيس وخليفة بن سالم ؟ لذا وجب على الدولة أن تحمي علماءها قبل فوات الأوان ووقتها لا ينفع الندم ولا كلام المنابر ولا خطب المساجد ؟؟؟إن أمام الدولة التونسية فرصة ثمينة وجب إستغلالها فورا،فورا لتنقذ علماءها ! ”
موضوع الفساد المالي والاداري كان له نصيب في رسائل المواطنين المنشورة على صفحة رئيس الحكومة فاحدى المهاجرات المقيمات بفرنسا تعرضت الى ما اعتبرته عملية فساد تهم تعيينات في دار تونس بباريس التابعة لوزارة التعليم العالي
هذه المواطنة اكدت لرئيس الحكومة انه ” تمّ إيداع مراسلة بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تعلقت بالتعيينات بدار تونس بباريس التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث تمت الافادة ان الشخص المعين سابقا كوكيل الدفوعات قد اتم الخمس سنوات واحيل على التقاعد رغم ان تعيينه اصلا تحوم حوله العديد من الشبهات.
وحسب ذات المراسلة فإن الشخص تعلقت به قضايا فساد اداري ومالي لدى القطب القضائي (م.ح) وسيتم تعويضه بأحد الزبانية بديوان الوزير وهو (ع.س) دون ان يتم عرض هذه الخطة على المنافسة بكل شفافية وتكافؤ الفرص.
وتضمنت المراسلة دعوة إلى مراجعة التعيينات وغيرها التي تشوبها محابات وفساد وفتح تحقيق في كل التعيينات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأشارت الوثيقة إلى أن العادة جرت في اروقة ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي على ان يتم تعيين الاطارات المحسوبة على الولاء والطاعة في اغلب المناصب الحساسة مثال ذلك ادارة التوجيه الجامعي و ادارة الامتحانات وادارة الانتدابات وادارة المصادقة والمعادلة.. ”
المبحر ن –ج طرح حلا لقضايا البيئة ولمشكلة الاكتضاض داخل السجون اذ دعا الى استغلال فئة من مساجين الحق العام في العمل البيئي . وويقول السيد ن-ح ان الدولة تستطيع إستغلال المساجين حق عام من الذين لا سوابق لهم قبل سجنهم في إنقاذ البيئة بأن تحول العقوبة إلى عمل مجاني عامل نظافة لدى البلديات كما في الدول الأوروبية وسترون مدى فاعلية ذلك على البيئة وإكتظاظ السجون . ”
بدوره ط- أ تساءل عن اسباب تشجيع الدولة على التسول وتقديم الاعانات بدل تمكين المواطنين من الحصول على ارزاقهم بكل شرف داعيا الى تمليك المعوزين لاراض فلاحية وتسهيل القروض وتيسير قوانين الملكية ” سيادة الرئيس ! علاش أفكار الدولة مركزة على التسول و إهانة الإنسان التونسي ؟؟؟؟؟ …مثلا علاش في النفيضة تعطو فيهم في الإعانات و الصدقات لوجه الله و ما تعطوهمش ملكية أراضيهم و تسهلولهم في قروض فلاحية أو غيرها ؟؟؟؟ علاش ماتشجعوش الشباب و تسهلولهم في قوانين الملكية و القروض ؟؟؟؟ …. يا سيد الرئيس ..! ما حاجتناش بالصدقات ! نحبوك تبدل القوانين الظالمة اللي تستعملها الإدارات البيروقراطية باش تعطل الإنسان و تضيعلو وقتو و فلوسو و تمشيه و تجيبو بلا فايدة و تخليه يلوج على الرشوة و الفساد باش يقضي مصالحو ! …يا سيادة الرئيس ! أحنا السواحلية مستحيل تبنوا دولة بقانون ظالم معمول على مقاس الأغنياء و الفاسدين !… و مستحيل تبنوا دولة مبنية على البطالة و الزبالة و التسول ”
ومن القروض البنكية الى تمليك الٍاضي وتيسير قوانينها ينتقل بنا احد المواطنين الى التذمر من غلاء حليب الرضع الذي ارتفع ثمنه بنحو دينارين ماطلبا بالاهتمام بأطفال المواطن البسيط ومباشرة وبدون مقدمات يكتب ليقول ” راهم زادو في حكة الحليب أبتاميل 2 للرضع 1900 مرة وحدة كانت 14500 ولات 16400 موش حرام علاهم ما يفكروش في الزوالي وفي الصغار حسبيا الله ونعم الوكيل فيهم ”
اما المطلب الاكثر غرابة فهو ذلك الذي طرح قضية العاطلين المتزوجين الذين اضطروا الى الطلاق ووجدوا انفسهم في مواجهة نفقة زوجاتهم او عيالهم ” بلاهي وقتاش تطرحوا موضوع البطالة المهددين بالسجن جراء أحكام النفقة راهو الحبوسات الكل معبية بيهم على كامل تراب الجمهورية يا حكومة ربي يبارك فيكم قبل ما تشعل البلاد راهي قاعدة تغلي وربي يقدر الخير ”
الرسائل المتهاطلة على صفحة رئيس الحكومة لا تنتهي ولا تنتهي معها المطالب والشكاوى بينها ما هو شخصي واخر جماعي حسب طبيعة والمستوى الاجتماعي لمرسلها ولكنها في النهاية جميعها تقدم لنا صورة مصغرة لمجتمع حطم الاسوار بينه وبين المسؤول ليكشف له حينا عن مشاغله و احيانا عن حلول يرى ان السلطة الحاكمة لم تنتبه اليها واحيانا اخرى وليست كثيرة تنحو هذه المطالب نحو ما لا تستطيع تحقيقه أي دولة في العالم كاخراج مواطن او موطانة من عزلة عاطفية
ملاحظة – لم نتدخل في صياغة هذه الرسائل المنشورة على صفحة رئاسة الحكومة