Accueilالاولىقمة اسطنبول الانسانية : قمة الفشل

قمة اسطنبول الانسانية : قمة الفشل

تعقد في اسطنبول اليوم القمة العالمية الإنسانية، وهي الأولى من نوعها، مع طموحات لتحديث نظام المساعدة الدولية. وفي وقت يفترض أن تقدم للعالم ما يحتاج إليه من مساعدات على أمل معالجة أزمة اللجوء الكبرى، يبدو أن أضرار هذا التجمع أكثر من فوائده في رأي جون نوريس، الصحافي الأمريكي ومقدم برامج تلفزيونية.

وكانت الأجواء التي سبقت الاستعداداتلهذه القمة كانت محبطة. فقد انسحبت إحدى أهم المنظمات العاملة في الحقل الإنساني، أطباء بلا حدود، من الاجتماع مرفقة قرارها برسالة مؤلمة حيال عجز العالم عن حماية مدنيين. وأعلنت حكومة كينيا عن عزمها إغلاق معسكرات خاصة بلاجئين، وطرد ما يقدر بـ 600 ألف لاجئ، وإعادتهم إلى الصومال وجنوب السودان. وفي الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبي عن برنامج مساعدات ضخم بالتعاون مع حكومة السودان، من أجل الحد من تدفق لاجئين، ويقال أنه سيساعد في بناء مراكز اعتقال للمهاجرين، وسيؤمن للحكومة السودانية أجهزة متطورة لملاحقة كل من المهاجرين ومواطنيها أيضاً.

أردوغان أبعد داود أوغلو
ويلفت نوريس إلى أن مضيف القمة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فاقم هذا الجرح، عندما أبعد مؤخراً رئيس وزرائه في سعيه الحثيث لتشديد قبضته على السلطة، ولمواصلته قمع وسائل الإعلام وجماعات معارضة تركية. ويعد بعض من تلك الأجواء جزءاً لا يتجزأ من الاضطرابات التي تتواصل في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ليس هناك ما يطمئن إلى أن المشاركين في القمة يستندون إلى حقوق الإنسان الأساسية. ولذا لا عجب في تلقي منظمي القمة الدولية رسائل اعتذار عن حضورها من بعض وزراء خارجية، ورؤساء دول، ورجال أعمال كبار، بحجة أن جداول مواعيدهم والتزاماتهم تمنعهم من حضورها.

ويلفت نوريس إلى أن كل تلك العوامل لن تؤدي بالطبع إلى إنجاح القمة، كما أمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي تصور أن دعوة رؤساء دول ومنظمات وطنية وعالمية، ورجال أعمال وقادة رأي، وممثلي دول تشهد حروباً دامية، ستؤدي للاتفاق على” وجوب السعي لإنهاء صراعات ورفع معاناة شعوبهم، وتخفيف المخاطر في منطقتهم”.

أسباب الفشل
وفي هذا السياق، يستعرض نوريس أسباب فشل القمة، والتي تم التخطيط لها بنية حسنة.

ويعود السبب الرئيسي في رأيه إلى عدم اعتراف الأمم المتحدة بفضل المنظمات الإنسانية في تنظيم القمة التي تعقد في وقت لم تجر أية مفاوضات حكومية لإجراء إصلاحات جادة في النظام الإنساني الدولي. كما لم تقدم الأمم المتحدة رؤيتها بشأن العمل الإنساني في العصر الحديث. وقد أدى ذلك إلى امتعاض دول أعضاء حيال بيروقراطية الأمم المتحدة التي تملي عليهم واجباتهم.

المكان
يقول نوريس أن تركيا، تبدو من بعض النواحي، المكان الأنسب لعقد القمة الإنسانية. فإن هذا البلد يستضيف عدداً هائلاً من اللاجئين السوريين (أكثر من 2,7 مليوني سوري) بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ولكن تبقى تركيا أسوأ مكان لتجمع كهذا. إذ تشبه حكومة أردوغان أية سلطة مستبدة تفتعل أزمات إنسانية. وباسم محاربة الإرهاب، أطلقت يد الشرطة وأجهزة الاستخبارات ضد معارضين سياسيين، وخاصة الأكراد منهم. ولذا لا يرغب عدد كبير من قادة الدول في الوقوف إلى جانب أردوغان.

اعتراض
من جهة أخرى، ما زالت منظمات إنسانية وأخرى تعنى بحقوق الإنسان، تعترض على الصفقة الأوروبية ـ التركية حول اللاجئين. وترى أنها تسمح للاتحاد الأوروبي بالتملص من التزاماته بتوفير الملاذ الآمن للاجئين، وفق القانون الدولي. فقد وصفت منظمة العفو الدولية الصفقة بأنها” صفعة تاريخية في وجه حقوق الإنسان، وتجاوز للقانون الأوروبي والدولي”.

ويلفت الكاتب إلى أن تركيا مكان غير أمن حالياً لعقد مثل تلك اللقاءات الدولية، وخاصة بعد الهجمات الأخيرة التي شنها داعش في كل من اسطنبول وأنقرة.

استهداف مدنيين
أما السبب الثالث للفشل المتوقع للقمة فهو انسحاب منظمة أطباء بلا حدود، بسبب احتجاج المنظمة على الاستهداف الواسع النطاق لمدنيين وعمال إغاثة في صراعات عدة تجري حول العالم، وعدم محاسبة المتسببين بتلك الهجمات.

ومن هذا المنطلق، يدعو نوريس العالم والأمم المتحدة بوجوب العمل على إصلاح النظام الإنساني الدولي، وأن تكون القمة الإنسانية الحالية كبداية لتحقيق هذا الهدف.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة