Accueilالاولىعندما يفتخر البحيري بنزع سراويل العسكر...

عندما يفتخر البحيري بنزع سراويل العسكر…

في تدوينة له على صفحته الخاصة كتب القيادي الإخواني نور الدين البحيري مأثرة تذكرنا بمأثرة له في جواره العائلي (نخجل من ذكر التفاصيل) وقد جاء في التدوينة ما يلي : ” بصدور عارية شل الأتراك بيمينهم ويسارهم حركة الانقلابيين عروهم بنزع سراويلهم وأظهروهم للعالم على حقيقتهم كما ولدتهم أمهاتهم وكشفوا حقيقتهم المعادية للحرية وللحق وللعدل وعلى أحرار تونس والأمة والعالم الاستفادة من الدرس التركي والوعي برمزيته” انتهت التدوينة

فما رمزية نزع سروال العسكري أمام العالم التي يفتخر بها البحيري وما الدرس العميق من هذه الممارسة المخجلة للإنسانية؟

أولا العسكري الخائن ( لنفترض ذلك في وضع الحال) لا سلطة عليه لغير المحاكم العسكرية التي تعاقبه بشرف العسكر وبإسم الدولة التي خانها وفي ذلك شرف للمؤسسة العسكرية وشرف للدولة وشرف للعسكري ذاته حتى وإن تم إعدامه…

ثانيا نزع سروال العسكري أمام العالم على الشريعة الداعشية فيه إذلال لكل المؤسسة العسكرية وحط من هيبتها وضرب عميق في مواقع الخصي للعسكر ويدخل في باب انحطاط الدولة وهي هنا دولة انكشارية تتجلى في أفعالها الصورة الأصلية للدواعش حيث مصانع الانتاج الحقيقية لهذه الصورة وهي من صميم التراث العثماني.

ثالثا تعرية الجنود أمام العالم بتلك الطريقة المهينة معرة وخجل سيرافقان دولة أردوغان إلى غاية أفولها ولن يغفر له الجيش هذه الإهانة العظمى للمؤسسة العسكرية… لقد خربت دولة أردوغان أخلاقيا وآن أوان سقوطها الحر…

يقول البحيري إنه على أحرار تونس الاستفادة من الدرس التركي والوعي برمزيته…

بالفعل على أحرار تونس أن يستفيدوا من الدرس التركي مع الوعي العميق برمزيته بل أذهب أكثر من ذلك لأقول بأن على التونسيين أن يحفظوا جيدا الدرس التركي باعتبار أن النسخ الرديئة من “الانحطاط الأردوغاني” تسعى حثيثا للاستيلاء على السلطة في تونس “ديمقراطيا” تحت عناوين خادعة من مثل تأكيدهم على الدولة المدنية وفصلهم للدعوي على السياسي وهم الآن بصدد تبديل الواجهة بوجوه ناعمة حتى تمر الخديعة من ذلك مثلا تولى زياد العذاري القيادي الناعم الأمانة العامة لحركة النهضة مع استبعاد مؤقت تكتيكي للجماعة التي لا تخفي حقدها على التونسيين من أمثال عتيق الذي كان هدد بملاحقة التونسيين في الشوارع ورفسهم بالأرجل…

البحيري الذي كان عبث بوزارة العدل أيام سلطته والذي هدد النقابات الأمنية على المنابر بقوله “إن كنتم مئات فنحن بالآلاف … البحيري الذي سلم البغدادي المحمودي إلى مليشيات فجر ليبيا في مؤامرة دبرت زمن الطرطور… البحيري الذي سعى وما يزال يسعى لطمس كل ملامح جريمة إغتيال الشهيدين بالعيد والبراهمي يدعونا إلى الافتخار بجرائم أردوغان في شوارع إسطنبول وتعلم الدرس من عدالته الربانية… فأي شرف هذا؟ هذا ما يراه البحيري عدالة..

.دولة تنزع سراويل جنودها أمام العالم هي دولة بلا أخلاق ومهزومة لا محالة طال الزمن أو قصر بما أن خرابها في عدالتها…

كم هو فاسق هذا الربيع العبري…

+++ لطفي العربي السنوسي

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة