أكد وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد كمال العيادي خلال ندوة صحفية اليوم الثلاثاء 19 جويلية 2016، وجود افراط في استعمال الشهائد الطبية لتبرير غياباتهم، مشددا انه سيتم معالجة الموضوع في مقاربة اصلاحية مع اهل الاختصاص، داعيا الاطباء الى التعاون في هذا المجال، مشددا انه ستكون هناك اجرءات صارمة وسيتم تطبيق القانون.
وفي مارس الماضي كشف تدقيق اداري قامت به مصالح وزارة التربية حول قائمة الأطباء الذين ارتكبوا تجاوزات تمثلت في منح شهادات طبية بدون موجب مرض إلى أعوانه عن اخلالات كبرى في الموضوع.
وقد كشف التحقيق وجود تلاعب في عدد من الشهائد الطبية المسلمة لأعوان الوزارة من قبل بعض الأطباء نذكر منها أن طبيبا في إحدى مدن ولاية القصرين سلّم خلال 2015 أكثر من ألف شهادة طبيّة لأعوان وزارة التربية. كما وقع التفطن الى طبيب آخر بقابس سلّم خلال أكثر من 700 شهادة طبيّة لأعوان وزارة التربية. بينما سلم طبيب بولاية سوسة شهادة طبيّة لعون في وزارة التربية وهو في السجن.
وللإشارة فإنّ القائمة احتوت على عدد كبير من الأطباء الذين تورطوا في تدليس شهائد طبية ومدّها لأعوان وزارة التربية، حيث من المرجح أنّ تنشر وزارتا التربية والصحة هذه القائمة.
وكان كمال العيادي قد حذر في وقت سابق من تمادي نزيف الغيابات في المؤسسات العمومية مؤكدا ” انه حان الوقت للقطع مع ثقافة “رزق البليك ” وأنه لم يعد ممكنا السكوت عن الخسائر الباهظة التي تتحملها المجموعة الوطنية جراء الغياب والتغيب والحضور السلبي في الوظيفة العمومية ” مبينا أن العطل المرضية الطويلة والقصيرة الأمد تتسبب في ضياع 2.7 مليون يوم عمل وهو ما يعادل 2 بالمائة من ميزانية الدولة”
وأفاد الوزير إن الوزارة مقبلة على مراجعة القانون العام للوظيفة العمومية لتكريس مبدأ الجدارة وفتح صفحة جديدة عنوانها حوكمة الموارد البشرية ، قائمة على المشاركة في تغيير واقع الوظيفة العمومية وصورتها لدى الرأي العام وذلك بالتعاون مع الهياكل النقابية والمجتمع المدني .