Accueilافتتاحيةعندما يقع يوسف في جب النداء

عندما يقع يوسف في جب النداء

بقبوله بمنصب رئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس أقحم يوسف الشاهد نفسه في عش دبابير لا قاع له ولن تتوقف الخسائر عند هذا الحد بل سيلقي هذا الخيار المتسرع بظلاله على أداء الحكومة وسيعيد الوضع المتأزم أصلا في البلاد الى المربع الأول بعد أن لاحق في الأفق  بصيص ضوء  بعيد الاتفاق على حكومة وطنية .

أصبح الشاهد منذ يوم أمس طرفا في أزمة حزبية لن تنتهي كان في غنى عنها وهو يستعد لتنفيذ الوعود التي أطلقها يوم تسلمه رسالة التكليف من قبل رئيس الجمهورية .

وهذه الوعود تحتاج من رئيس الحكومة وفريقه الحكومي تفرغا تاما للشأن العام التي تتدافع حوله الازمات من كل حد وصوب .

يبدو جليا أن يوسف الشاهد قدم أدلة اضافية على أن الخطوة التي خطاها بالأمس انه لا يتحكم في اختياراته وأنه رئيسا للوزراء ليس الا وان خيوط القرارات رأسها يقع في قصر قرطاج

ويبدو أيضا ان النصيحة التي تلقاها من رئيس الجمهورية خالية من كل حكمة والمهارة التي تمتع بها  الى حد الان في ادارة الخلافات القائمة في البلاد  لم تكن حاضرة وهو يسدي اليه بالنصح باقتحام عش الدبابير .

صحيح ان الحكم مهارة ولكن الأصح أيضا ان هذه المهارة يمكن أن نفقدها مع مرور الوقت

كان بامكان ان ينأى السيد يوسف الشاهد بنفسه عن الصراعات التي لا تنتهي داخل حركة نداء تونس ويختار الحياد وله من الحجج ما يكفي لاقناع ناصحيه بأن ادارة شؤون الحكم يحتاج الى اكثر من رئيس حكومة وان الازمات التي تتعمق كل يوم وبمختلف الألوان والأشكال لا تسمح له ان يفتح أبواب القصبة لرياح النداء .

السيد يوسف الشاهد الذي قبل بذلك المنصب الحزبي شبيه بذلك الرجل الذي قبل بأن يمسك بقنبلة يدوية بدون مسمار امان .

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة