Accueilالاولىليبيا : واشنطن تستدعي حفتر والسراج

ليبيا : واشنطن تستدعي حفتر والسراج

حقق رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني  نجاحا  على صعيد القضية الليبية خلال زيارته الى واشنطن. الإدارة الأمريكية للرئيس دونالد ترامب، في الواقع، قد اعترفت لإيطاليا بدور القيادة في ليبيا، حيث وافقت على التوسط بين الأطراف المتحاربة واستبعد التدخل العسكري في هذا البلد الشمال إفريقي. وقال ترامب “أشكر جينتيلوني على ما قدمه في ليبيا” وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس مع رئيس الوزراء الإيطالي. ليس هذا فقط فقد استجابت الإدارة الأمريكية لضغوط إيطالية للوساطة بين الأطراف في النزاع الليبي. والحقيقة أن الولايات المتحدة، قد انتقلت إلى المستوى الدبلوماسي لإيجاد حل وسط بين الجنرال خليفة حفتر، قائد ما يسمى  الجيش الوطني  الليبي ، ورئيس الوزراء فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني. حيث وجهت لكل منهما في الواقع الدعوة للقيام بزيارة رسمية إلى واشنطن ومن المتصور أن يتمكنوا من الوفاء به.

وعلى الرغم من عدم تأكيد ذلك، فهو تطور ذو أهمية كبرى، إذ كان يخشى أن يقوم ترامب بدعم الجنرال حفتر على حساب السراج. ومن الواضح الآن أن ترامب لا يدعم الجنرال الليبي، وإنما يعد لممارسة الضغط على حفتر، وربما حتى مصر، الراعي الرئيسي لقوات برقة، للجلوس على طاولة المفاوضات مع السراج. الرجل القوي في طبرق يتجنب حتى الآن لقاء رئيس وزراء طرابلس في واشنطن، و قد رفض القيام بذلك قبل بضعة أسابيع في القاهرة. ويوم أمس، كان وزير الخارجية الأمريكي، جيمس ماتيس، يزور العاصمة المصرية حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وليس مستبعدا أن المحادثات قد تناولت أيضا الأزمة الليبية.

من جانبه استبعد ترامب أمس “دوراً بالنسبة للولايات المتحدة” في ليبيا، باستثناء الحرب ضد ما يسمى الدولة الإسلامية. وقال ترامب “اعتقد في هذه اللحظة أن الولايات المتحدة قد تولت بالفعل الكثير من الأدوار بما فيه الكفاية. لدينا دور في كل مكان، لذلك أنا لا أعتقد أن الوضع مناسب لدور في ليبيا، ولا أرى دوراً لنا الا في المعركة ضد داعش، وعلى هذه الجبهة نحن أثبتنا أننا فعالون جدا” مع هذا فإن هذه التصريحات يجب أن تقرأ بأنها “فك للارتباط الأمريكي” في ليبيا، وبمثابة تأكيد على أن الولايات المتحدة لم تخطط لتدخل عسكري في ليبيا. وهذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً، لأنه سيترك مجالا لمناورة أكبر لإيطاليا، القوة الغربية التي لديها المزيد من الرجال على الأرض قوامها أكثر من 300 في المهمة العسكرية أبقراط المتمركزة في مصراتة، بالإضافة إلى فرقة صغيرة من الدرك المكلفة بأمن السفارة الإيطالية في طرابلس.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة