Accueilافتتاحيةهل فقدوا السيطرة

هل فقدوا السيطرة

هجوم على مستشفى بمدينة سهلول وتحطيم كل محتوياته … غلق منافذ الطرق … الاعتداء على امنيين … الاعتداء على مؤسسات تعليمية اخرها هجوم أحد الأولياء على مدرسة بواسطة شاقور ..

عاطلون عن العمل يحتجزون عمال هذه المؤسسة او تلك لمنعهم من الوصول الى موقع عملهم ….

لقد تسارعت هذه الاحداث وهي تتناسل من جهة الى أخرى وأصبحت شبيهة بعدوى يصعب التصدي لها .. والأهم من كل هذا أنها تجري في وقت تستعد فيه الحكومة الى تقديم مشروع قانون ميزانية مثير للجدل خلف وراءه مخاوف عدة خاصة وانه حسب الخبراء يستهدف رأسا ما تبقى من الطبقة الوسطى التي كانت تعدى صمام الامان للتوازن الاجتماعي في تونس .

ولكن هل نحن مقدمون على حالة من العصيان المدني بدأت مؤشراتها تطل علينا برأسها في أكثر من جهة في بلادنا  في وقت بدأت فيه السلطات تفقد السيطرة .

ولكن ما هو العصيان المدني وما هي أسبابه

العصيان المدني هو أحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين غير العادلة، وقد استخدم في حركات مقاومة سلمية عديدة موثقة؛ في الهند (مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية)، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية.

وحسب تعريف جون راولز وج. هابرمس للعصيان المدني: هو عمل عام، سلمي، يتم بوعي كامل، ولكنه عمل سياسي، يتعارض مع القانون ويطبق في أغلب الأحوال لإحداث تغيير في القانون أو في سياسة الحكومة. وباتخاذ هذا المسلك، يخاطب العصيان حس العدالة لدى غالبية المجتمع ويصرح، وفقا لرأي وتفكير ناضج، بأن مبادئ التعاون الاجتماعي بين أفراد يتمتعون بالحرية والمساواة في الحقوق لا يتم حاليا احترامها.   ويتسم فعل العصيان المدني بست خصائص:   1- خرق واع ومتعمد للقانون الظالم وفق اعتقاد الجماهير التي تقوم به.   2- عمل عام: أي أنه فعل وسلوك شعبي علني وشفاف وهو ما يميزه عن العصيان الإجرامي حيث يزدهر الأخير في الخفاء.   3- حركة ذات رسالة جماعية: يندرج فعل العصيان تحت مبدأ الحركة الجماعية. فهو الفعل الصادر عن مجموعة يعرفون أنفسهم بالأقلية الفاعلة، ويترجم بتضافر جهود هؤلاء. لذا تشير “حنا آرندت” إلى أن ( العصيان المدني، بعيدا في منطلقه من فلسفة ذاتية لبعض الأفراد غريبي الأطوار، إلا أنه ينتج عن تعاون مقصود بين أعضاء مجموعة تستمد قوتها على وجه التحديد من قدرتها على العمل المشترك.) وهكذا يكون العصيان المدني بطبيعته عمل جماعي.   4- حركة سلمية : يلجأ الممارس للعصيان إلى وسائل سلمية، فالعصيان المدني يهدف إلى إطلاق حوارات عامة ورفع شعارات وبرامج وأهداف محددة. ولبلوغ هذه الأهداف، فهو يخاطب ” الضمير الغافل للأغلبية” أكثر مما يدعو إلى أعمال عنف. وهذه إحدى السمات التي تميزه عن الثورة.   5- الهدف من العصيان: تعديل قاعدة: يسعى العصيان المدنى إلى إدراك غايات مستحدثة. كما يهدف إلى “إلغاء” أو على الأقل تعديل القاعدة محل النزاع.

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة