Accueilالاولىالذئاب المنفردة وعودة المقاتلين الى بلدانهم أكبر تحد لما بعد داعش

الذئاب المنفردة وعودة المقاتلين الى بلدانهم أكبر تحد لما بعد داعش

جاء في البيان الختامي لمؤتمر تحت عنوان ما بعد داعش احتضنته المملكة المغربية أن انهيار تنظيم داعش في العراق وسوريا لا يعني الانتصار في الحرب على الإرهاب، لأن أيديولوجياته ما زالت مستمرة، معتبرين أن الذئاب المنفردة وعودة المقاتلين الأجانب والعرب إلى بلدانهم، تشكل تحديات كبرى لمرحلة ما بعد داعش، خصوصا أنهم اكتسبوا تجارب ميدانية، حيث يقدر عدد العائدين المنحدرين من الدول الأوروبية حوالي 5 آلاف شخص، وما يفوق 6 آلاف شاب من المنحدرين من منطقة شمال إفريقيا.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن نجاح الخطوة الأمنية والعسكرية، والتي أعطت أكلها نسبيا في العراق وسوريا، قياسا بتقلص الرقعة الجغرافية التي يتواجد عليها داعش، لا يعكس بالضرورة انتصارا كبيرا أو زوالا للخطر والتهديد، لأن الحرب العسكرية لم تصاحبها حرب فكرية وإصلاحات اجتماعية وسياسية، وإنتاج ثقافة مضادة، خاصة وأن تنظيم داعش بعد تراجعه في العراق وسوريا، صار يسعى إلى التمدد في بعض المناطق في إفريقيا وآسيا.
وشدد المشاركون المنتسبون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وإفريقيا، والعالم العربي، على ضرورة محاربة كل النزعات الانفصالية في إفريقيا، والتقليص من الفقر والهشاشة، والفوارق الاجتماعية، وتأمين ظروف العيش الكريم، لأن من شأن كل تلك العوامل، بالإضافة إلى عامل الدين الذي يؤخذ بشكله المغلوط والمتشدد، أن يعصف بالمنطقة، خاصة بعد أن وجد التنظيم في ليبيا معسكرا جديدا له، وفي الميليشيات المسلحة في تشاد ومالي وكيكالي، المجال الأوفر لتمدده واتساعه، كما أكد المشاركون ضرورة نزع فتيل الصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ووقف مخططات التفتيت في المنطقة، والتي باتت ترزح تحت تهديد انتشار نزعة الطائفية، التي تؤجج التطرف، وتخلق البيئة المناسبة لانتشار التطرف العنيف.
وقد أجمعت جل المداخلات على ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع الشائك، والاشتغال عليه على جميع المستويات: الدينية، الفكرية، التعليمية، الاجتماعية، النفسية، السياسية، الأمنية، الرعاية البعدية… كما أكدت ضرورة المعالجة الرصينة واليقظة لمسألة المقاتلين الأجانب، هم وعائلاتهم، وذلك بغية استئصال الأيديولوجيا الإرهابية، ونزع كل الأفكار والأيدلوجيات المتطرفة لديهم، وإدماجهم بالشكل الصحيح في مجتمعاتهم، لأن نسبة مهمة من المنتسبين لتلك التنظيمات تعاني من التهميش، والفقر، وغياب فرص العيش الكريم.
كما حث المشاركون على التفكير الجماعي والنوعي في مقتضيات مرحلة “ما بعد داعش”، من خلال استشراف الحالة “الجهادية” في مرحلة ما بعد الاندحار الميداني لتنظيم “داعش”، والذي لم يرافقه لحد الساعة اندحار أيديولوجي في أذهان أتباعه، ناهيك عن خطورة تفرعاته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتهديداته المحدقة بالعالم العربي وأوروبا وإفريقيا.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة