أكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي اليوم أنه سيد الساحة السياسية رغم الغموض الذي رافقه طوال الأيام القليلة الماضية وهو يراقب عن كثب الأزمة التي اندلعت بين حركة نداء تونس التي يتزعمها نجله حافظ قائد السبسي من جهة ورئيس الحكومة يوسف الشاهد من جهة أخرى
ويبدو ان تزكيته لابعاد لطفي براهم وزير الداخلية الذي بقي محسوبا عليه منذ تعيينه يؤكد مرة أخرى ان الحبل لم ينقطع بينه وبين الشاهد ليختار منطق الدولة قبل منطق العائلة والحزب الذي حاولت العديد من الأصوات زجه داخل بوتقتيها
فما قام به يوسف الشاهد -الذي سعى لتعويض براهم بعبد الكريم الزبيدي الذي رفض ولكن بنصيحة من الباجي طولب من وزير العدل غازي الجريبي ان يضطلع بالنيابة بمهام وزير الداخلية -ليس بالهين فهو الاخر اكد ان الحملات التي طالته لم تفت من عزمه لمواصلة المعركة للنهاية وهي معركة في بداياتها
وحسب تسريبات الكواليس فقد كانت العلاقة بين الشاهد وبراهم متلبسة منذ البداية ويبدو ان رفض هذا الاخير الانصياع لاوامره والتضامن ولو ظاهريا مع الحكومة التي كانت تتعرض لهجمة شرسة على مختلف الاصعدة وخاصة من حزبه الأم جعلت الشاهد يفكر في ابعاد ” الجسم المشبوه – من عقر داره وكان له ذلك مع أول فرصة لاحت أمامه مع غرق قارب الموت بمدينة قرقنة ويبدو ان براهم تلقى رسالتين قبل ان يهاتفه الشاهد صباح اليوم ليعلمه بقرار تنحيته
فالرسالة الأولى هي مرافقة وزير الدفاع له الى جزيرة قرقنة متغاضيا عن وزير الداخلية ثم جاءت الرسالة الثانية على الهواء مباشرة حين سأله الشاهد كيف ل180 حارقا ان يتسللوا تحت اعين الأمن بتلك السهولة وسط جزيرة محاصرة من كل الجهات
اما الرسالة الأهم الاخرى فقد بعثها رئيس الجمهورية عبر استقباله لوزير الدفاع ليتحادث معه في مسألة هي من اختصاص وزير الداخلية .
علما أن رئيس الجمهورية لم يعد ينظر بعين الرضى لبراهم منذ تحوله الى المملكة العربية السعودية وعودته من هناك عن طريق طائرة خاصة وفرها له العاهل السعودي وهو ما فتح الأمر على كل التأويلات .