Accueilالاولىقمة ترامب وكيم: فن إبرام الصفقات

قمة ترامب وكيم: فن إبرام الصفقات

أمضى مدير مجموعة الأزمات النووية جون وولفستهال 30 عاماً في العمل على الأخطار التي يشكلها تطوير الأسلحة النووية والصواريخ البعيدة المدى. وكتب في مجلة “لإورين بوليسي” أنه مهما جرى التقليل من شأن لقاء ترامب وكيم، فإن هذه الخطوة تشكل حجر أساس.

وبصرف النظر عن كيفية وصول الأمور إلى هنا، فإن لقاء القمة شكل فرصة لتحقيق تقدم في واحدة من أهم التحديات العصية التي يشكلها الإنتشار النووي في عصرنا.

وأشار إلى أنه مع التحضيرات التي كانت جارية للقمة، كان السؤال الأكثر إلحاجاً ما هو الشيء الأفضل الذي يمكن أن يحدث؟ وما هو الشيء الأسوأ الذي يمكن أن يحدث؟ وهو انطاق من استند إلى تلك الأسئلة إلى مروحة أوسع من النتائج أخذاً في الإعتبار أن كلاً من ترامب وكيم غير مجربين ولا يمكن التنبؤ بأفعالهما، “إذا كنا نريد أن نستخدم لغة لطيفة”.

الهدف النهائي
وعلى رغم الآمال الكبرى المثيرة للسخرية التي برزت قبل القمة، فإن النتيجة الأفضل التي تحققت من الإجتماع الذي اُعد على عجل هو الاتفاق على أن الغاية النهائية لهذه العملية الجديدة هو التوصل إلى إزالة كاملة للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى تطبيع ديبلوماسي وسياسي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. ومن أجل تحقيق هذه المجموعة الطموحة من الأهداف في جدول زمني واقعي، فإن على الزعيمين تبني بيان مشترك واضح ومفصل يسترشد به فريق عمل من المفاوضين لمتابعة كلا المسارين بالتوازي. إن الهدف للزعيمين يجب أن يكون التوصل معاً ضمن فترة معقولة من الوقت (ستة أشهر أو بما لا يتعدى سنة) للتحقق من النتائج. وفي المرحلة الإنتقالية، على الطرفين الاتفاق على كيفية تحديد وضمان استمرار التجميد الحالي لبرامج الاختبارات الكوري الشمالي (وما هو مسموح به أو غير مسموح به)، والاتفاق أيضاً على ما يتوجب على الولايات المتحدة وشركائها فعله لضمان استمرار العملية الديبلوماسية، بما في ذلك الحد من بعض النشاطات العسكرية التي تعتبرها كوريا الشمالية مقدمة لهجوم عسكري.

فن إبرام الصفقات
وعلى صعيد السيناريو الأسوأ، يزعم ترامب باتقان فن إبرام الصفقات، لكنه بحسب رأيي كان متحمساً جداً للقمة في الوقت الذي حقق كيم العام الماضي تقدماً على حساب الولايات المتحدة في شرق آسيا. وإذا ما أحرزت القمة تقدماً على صعيد نزع السلاح النووي، فإنها تكون استحقت العناء، لكن ذلك يبقى تمنياً، وخصوصاً أن الإخفاق في دفع إبرة نزع السلاح سيمنح كيم نصراً دعائياً-وموقعاً مساوياً مع الدولة العظمى الوحيدة- في مقابل تنازلات ضئيلة أو دون تضحيات حقيقية من جانبه.

وأوضح الكاتب أن وجهة النظر المشككة هذه قد يكون لها دور أسوأ في سنغافورة. ففي ظل حماسته للظهور بمظهر من حقق التقدم ومحاولة منه للفوز بجائزة نوبل للسلام، يمكن لترامب أن يقفز نحو اتفاق سيئ، ويمكن أن يتخذ ذلك أشكالاً عدة. والكابوس الذي أخشاه هو أن يسعى كيم إلى بيع ترامب نصف الرغيف، كأن يعرض على الرئيس الأمريكي تسليمه عشرة قنابل نووية وأن يدمر 20 صاروخاً باليستياً، زاعماً أن هذا كل ما يملكه. وعلى رغم أن الولايات المتحدة تعتقد أن ترسانة بيونغ يانغ هي أكبر بكثير، فإن ترامب يمكن أن يسوّق ذلك على أنه انتصار كامل، مع أن كوريا الشمالية تملك قدرات أكثر.

تقدم حقيقي 
وخلص إلى القول إنه يجب أن نأمل بتحقيق تقدم حقيقي، حصل ذلك، يجب الاعتراف بفضل ترامب وكيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.

… المصدر -فورن بوليسي

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة