Accueilالاولىسليم العزابي : اقالة بالتقسيط

سليم العزابي : اقالة بالتقسيط

خلف اعلان غير رسمي عن استقالة سليم العزابي مدير الديوان الرئاسي بقصر قرطاج الكثير من اللغط والتعاليق خاصة أن أي من الطرفين العزابي ورئاسة الجمهورية لم يصدر اي بيان أو موقف حول هذه «الاستقالة».

ولكن ما يعرف عن رئيس الجمهورية أنه لا يقيل معاونيه بل يعمل دائما على وضع المغضوب عليهم او الذين فشلوا في تأدية مهامهم امام باب المغادرة بأساليب لبقة.

والعارفون بما يدور في كواليس قصر قرطاج يعلمون أن العلاقة بين مدير الديوان الرئاسي ورئيس الجمهورية ليست على ما يرام بل أصابها الجمود منذ اسابيع عديدة اذ لم يعد العزابي مكلفا بمتابعة ملفات ولقاءات رئيس الجمهورية بل كلف بها مستشارا اخر حتى ان الدعوات التي تصل لعدد من الشخصيات لا تمر عبر العزابي.

وكان اكبر مؤشر على وضع هذا الأخير في الظل حين تم تسريب خبر حول اعتزام رئيس الجمهورية اجراء حوار مع قناة نسمة.

وبالاتصال بالمعنيين بالأمر في قصر قرطاج سواء مدير الديوان الرئاسي او الناطقة باسم رئاسة الجمهورية او المسؤول عن الاعلام بقصر قرطاج نفوا علمهم بذلك الأمر ولكن في النهاية جرى هذا الحوار في موعده حتى ان الكثير من المعلقين لم يستبعدوا استقالة العزابي وسعيدة قراش حيث جرى اعداد وانجاز وبث هذا الحوار دون علمهما.

ومنذ ذلك التاريخ أصبح ظهور مدير الديوان الرئاسي خافتا الى حد بعيد وكان اخر ظهور رسمي له يوم غرة أكتوبر الجاري حين تحول الى مطار تونس قرطاج لاستقبال المناضلة الفلسطينية عهد التميمي.

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل انتهى المطاف ليلة أول أمس بالاعلان عن لقاء رئيس الجمهورية برئيس حركة النهضة عبر بيان بعيدا عن أسوار قصر قرطاج لتعلن الناطقة الرسمية باسم نداء تونس انس حطاب عن فحوى هذا اللقاء وبأدق التفاصيل ويبدو ان ما تم هو بايعاز من رئيس الجمهورية الذي عرف بحرصه الشديد على احترام نواميس واعراف الدولة ولكن يبدو انه اراد ان يبعث برسالة واضحة الاولى الى رئيس حركة النهضة والثانية لمدير الديوان الرئاسي والناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية.

وأمام هذه الاشارات المتتالية الصادرة عن رئيس الجمهورية الذي بدأ يلاحظ حيادا غير محمود من مدير ديوانه في المواجهة السياسية الدائرة بينه وبين رئيس الحكومة حتى انه لم يتردد في احد المرات ان يتوجه بالكلام الى فريق ديوانه بنبرة غاضبة «من أراد أن يغادر فليغادر» قبل ان يقرر دعوة رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد للالتحاق بطاقم مستشاريه ليضع بالضرورة مدير ديوانه خارج حلقة القرار.

ولكن نظرة رئيس الجمهورية الى العزابي بدأت تفتر قبل ذلك بوقت طويل حين وصف العزابي في اخر خروج اعلامي له حزب نداء تونس بفيراج النادي الإفريقي مما دفع سليم الرياحي رئيس النادي الإفريقي في تدوينة عبر صفحته الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي فايس بوك اعتبر فيها أن مدير الديوان الرئاسي «تطاول» على جماهير النادي الافريقي وجاء في نص التدوينة:

«بلغني أن مدير ديوان رئيس الجمهورية سليم العزابي قد تطاول على جماهير الإفريقي خلال حوار إذاعي اليوم، بعدما شبّه حزبه نداء تونس (شق حافظ) بفيراج الإفريقي قائلا بأنه « كيف فيراج الكلوب يلمّ الباهي والخايب» …

أقول لمدير ديوان رئيس الجمهورية أن فيراج الافريقي أرقى من حزبك ولا يمكن تشبيه بعض النفوس المريضة داخله والوضع العفن فيه من مكائد وخراب وكذب ووعود زائفة وتسويف وصفقات وخرق للدستور وتهميش للشباب، بالاوضاع المنعشة الصافية الحية في فيراج الافريقي».

يذكر ان سليم العزابي عيّن يوم غرة فيفري 2016 خلفا لرضا بلحاج في خطة مدير للديوان الرئاسي بعد أن قدم بلحاج استقالته لرئيس الجمهورية.

وكان العزابي قد عين في خطة كاتب عام لرئاسة الجمهورية برتبة مستشار أول مكلف بتنسيق شؤون الديوان الرئاسي لدى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.

كما شغل العزابي خطة المنسق التنفيذي للحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي مساعدا لرئيس الحملة محسن مرزوق انذاك.

وبدأ العزابي تجربته في القطاع البنكي وفي 2011 شارك في تأسيس الحزب الجمهوري وشغل خطة أمين مال قبل ان يلتحق بنداء تونس سنة 2013.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة