Accueilاقتصادصندوق النقد الدولي يدعو إلى إصلاح الأنظمة الاقتصادية بدلا من تقويضها

صندوق النقد الدولي يدعو إلى إصلاح الأنظمة الاقتصادية بدلا من تقويضها

دعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الأربعاء قادة العالم إلى إصلاح الأنظمة التجارية العالمية بدلاً من السعي إلى تقويضها، في تصريح هو بمثابة توبيخ للسياسيين الذين يعززون الرسوم الجمركية والحمائية.

ويأتي تصريحها في وقت يهدد الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة النمو الاقتصادي العالمي حيث حذر خبراء صندوق النقد الدولي من “نقاط ضعف جديدة” في النظام العالمي.

وقالت لاغارد خلال اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في بالي في اندونيسيا، “نحتاج إلى العمل معا من أجل تخفيف التوتر وحل النزاعات التجارية الراهنة. نحتاج إلى أن نتكاتف لإصلاح النظام التجاري الحالي وليس تدميره”.

حضر حوالي 32 ألفاً من النخبة المالية العالمية إلى هذا المنتجع الإندونيسي للمشاركة في أسبوع من المناقشات التي خيمت عليها سياسة “أميركا أولاً التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي فرض أو هدد بفرض تعرفات جمركية أعلى على السلع المستوردة لا سيما الصين وكذلك من حلفاء تقليديين مثل الاتحاد الأوروبي.

وأدى كذلك رفع أسعار الفائدة الأميركية إلى خلق حالة من البلبلة في عملات الأسواق الناشئة حيث تجهد الدول التي اقترضت بكثافة بالدولار لتسديد ديونها بسرعة.

وحذّر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبيرتو أزيفيدو من أن حصول “حرب تجارية على نطاق واسع، قد يؤدي إلى تراجع (حجم) التجارة العالمية بنسبة 17,5%” وقد يتراجع إجمالي الناتج المحلي “1,9 نقطة مئوية” بحسب دراسة أجرتها المنظمة. وقال إن “الولايات المتحدة والصين تعانيان الكثير”، وبالمثل الدول المندمجة في شبكات التجارية العالمية.

وأشار إلى أن الدول الأعضاء في هذه المنظمة التي تنتقدها بشدة الولايات المتحدة “تناقش إصلاحا للمنظمة” قد يوفر سبيلاً للحل.

وأفاد التقرير الصادر الأربعاء عن صندوق النقد الدولي حول الاستقرار المالي العالمي أن النمو العالمي قد يكون في خطر إذا شهدت الأسواق الناشئة مزيداً من التدهور أو تصاعدت حدة التوترات التجارية.

وقال الصندوق في تقريره نصف السنوي، “ظهرت نقاط ضعف جديدة ولم يتم بعد اختبار مرونة النظام المالي العالمي”.

ويبدو المشاركون في السوق “مرتاحين” إزاء المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن “زيادة مفاجئة في حدة الظروف” – مثل ارتفاع أسعار الفائدة أو انخفاض إمكانية الحصول على الرساميل.

وحذر الصندوق من أن فرض مزيد من التعرفات الجمركية والتدابير المضادة لها يمكن أن تؤدي إلى تشديد أكبر للظروف المالية مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي والاستقرار المالي.

– بعض الاحباط –

وقالت لاغارد خلال الاجتماع إن الظروف العالمية لا تبعث على الشعور التام بالاكتئاب. وقالت “يدفع الوضع للشعور ببعض الاحباط لكنني في الواقع متفائلة لأن هناك رغبة فعلية في تحسين وتطوير العلاقات التجارية” العالمية.

ولكن الباحث الأميركي جيفري ساكس تحدث بلهجة أقل دبلوماسية في تقييمه لإدارة ترامب للعلاقات التجارية الأميركية، منتقداً مزاعم الرئيس المتكررة بأن العجز مع الصين ودول أخرى يعني أن الأميركيين يتعرضون للاستغلال.

وقال ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، خلال ندوة في بالي “إن العجز التجاري لا يعني بالضرورة وجود غش من قبل الطرف الآخر … هذه يعني أن الولايات المتحدة تحاول وقف نمو الصين – إنها فكرة رهيبة”.

وأضاف أن “كل الاتهامات الموجهة ضد الصين … مبالغ فيها إلى حد كبير”.

– هجرة الأموال –

مع ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة وإغراء المستثمرين في تحويل أموالهم بحثاً عن عوائد أعلى، قال صندوق النقد الدولي إن الاقتصادات الناشئة يجب أن تتخذ خطوات لحماية نفسها من هجرة الأموال.

واقترح على سبيل المثال تعزيز احتياطيات العملات الأجنبية التي يمكن استخدامها في الأزمات وكذلك العمل مع أسواق السندات المحلية لبناء قاعدة مستثمرين محلية بدلاً من الاعتماد على التمويل من الخارج.

وأشار الصندوق أيضا إلى المخاطر الآتية من ارتفاع ديون الشركات وكثرة الاقتراض الحكومي وتبعات إجراءات التحفيز المالي وخطط الإنقاذ الحكومي في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008.

ومنذ تقرير الاستقرار الأخير في شهر  أفريل  ، أصبحت الظروف الاقتصادية العالمية أقل توازناً مع زيادة الفروق بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة.

وعلى الرغم من زيادة الاحتياطي الفدرالي الأميركي سعر الفائدة، فإن الظروف المالية “شهدت مزيداً من التيسير” في الولايات المتحدة حيث بقيت قيمة الأسهم مرتفعة.

وقال التقرير إن الظروف في أوروبا وغيرها من الاقتصادات المتقدمة الرئيسية بقيت “سهلة نسبيا”، على الرغم من أن المستثمرين قللوا توقعاتهم بشأن قيام البنك المركزي الأوروبي بزيادة أسعار الفائدة.

وفي الصين، لا يزال الوضع “مستقراً في الإجمال” على الرغم من أن ديون الشركات باتت أعلى من المستويات التاريخية والاقتراض الأسري من بين الأعلى على مستوى البلدان الناشئة.

وقال فيتور غاسبار مدير إدارة الشؤون المالية في صندوق النقد الدولي إن “الصين تدرك ذلك جيدا وتتخذ خطوات لإبطاء تراكم الديون.”

(أ ف ب)

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة