أفاد استطلاع للرأي أنجزه معهد “كنتار” أن ثقة الفرنسيين في وسائل الإعلام انخفضت بشكل كبير، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أول استطلاع أجري سنة 1987.
وتظهر نتائج الاستطلاع، الذي تم إنجازه بداية يناير الجاري لفائدة يومية “لاكروا” على عينة من ألف شخص، أن التلفزيون، وسيلة الإعلام المفضلة لدى الفرنسيين للاطلاع على الأخبار، حصل فقط على مستوى ثقة نسبته 38 في المائة (ناقص 10 نقاط في سنة واحدة)، فيما حصلت الإذاعة، التي تحظى عادة بمصداقية أقوى لدى الرأي العام، فقط على نسبة 50 في المائة (ناقص 6 نقاط).
أما الصحافة الورقية فسجلت تراجعا بثماني نقاط إلى معدل ثقة نسبته 44 في المائة، بينما حصلت المنابر الرقمية على 25 في المائة، وهو مستوى قريب من المستويات المسجلة خلال 2005 و2006.
كما أن نتائج هذا الاستطلاع تكشف أنه ما يقرب ثلاثة أرباع الأشخاص المستجوبين يعتبرون بأن الصحفيين ليسوا مستقلين لا عن السلطة السياسية ولا عن ضغوط المال.
ورغم الحذر المتزايد للفرنسيين من وسائل الإعلام، إلا أن الاستطلاع أظهر أنهم يهتمون بشكل متزايد بالأخبار، إذ صرح 67 في المائة ممن شملهم الاستطلاع بأنهم “يتابعون الأخبار باهتمام كبير”، مقابل 62 في المائة خلال سنة 2018. ويأتي هذا الاستطلاع في قمة أزمة “السترات الصفراء” التي أظهرت عدم ثقة بعض المتظاهرين في الإعلام الذي يتهمونه بالتضليل.
وشابت المظاهرات التي نظمتها “السترات الصفراء” أعمال عنف وإساءات لفظية ضد الصحفيين، وتميزت أيضا بعرقلة لمطابع اليوميات الجهوية. ونظمت مجموعة من الصحفيين الفرنسيين مسيرة السبت الماضي بباريس للاحتجاج على أعمال العنف هاته؛ وللدفاع عن حرية الإعلام.
كما تم إطلاق عريضة، من قبل منظمات وجمعيات للصحفيين، تدعو إلى وضع حد للعنف ضد الصحافة، سواء من قبل المتظاهرين أو الشرطة أثناء المظاهرات.