تظهر العديد من التصريحات الصادرة عن قيادات بحركة نداء تونس ولو تلميحا بأن السبسي الأب قد شرع في التخلي سياسيا عن السبسي الأبن بعد أشهر طويلة من الدعم اللامشروط للأخطاء المتواصلة لنجله مما أدى الى انفجار داخلي للحزب الأول في البلاد الذي انشطر الى مجموعة من الأحزاب
واليوم تعمل من القيادات المؤسسة لحركة نداء تونس وبعيدا عن عيون المدير التنفيذي على لم شمل الحزب وهي التسمية التي اختروها لتحركاتهم التي انطلقت قبل أسابيع قليلة
وفي تصريح له لموقع اخر خبر قال عبدالستار المسعودي أحد عرابي هذه المبادرة
أن القيادات عبرت عن ضرورة الالفاف حول الحزب والعمل على ابعاد حافظ قائد السبسي ومجموعته عن الحزب، معتبرا أن هذا الاسبوع سيكون حاسما بالنسبة لهم خاصة أنه لم يعد يفصلهم الكثير عن عقد مؤتمر الحزب المقرر في بداية شهر أفريل القادم (6 أفريل)وأن الوقت أصبح ضيقا جدا.
وأشار في هذا التصريح ” الى أنه من المنتظر أن يقدم الرئيس المؤسس للحزب الباجي قائد السبسي موقفه من المبادرة وأنه على ضوئها سيتم تحديد الخطوات القادمة للحزب. ”
والأهم من هذا كله فان التصريح الذي أدلى به بوجمعة الرميلي الرجل المقرب من رئيس الجمهورية ومؤسس حركة نداء تونس ذهب بعيدا في توضيحه انه لا امكانية لاعادة الحياة لحركة نداء تونس في ظل بقاء ابن أبيه مهمينا على مقدرات الحزب اذ اعترف صراحة في سياق حديثه عن المؤتمر الانتخابي لنداء تونس في افريل المقبل بوجود ‘مشكلة حافظ قائد السبسي’، مؤكدا أنه لا يؤيد اختزال صعوبات بناء قيادة الحزب في شخصه.
وفي الأثناء يواصل أصحاب مبادرة لمّ الشمل لقاءاتهم مع إطارات حركة نداء تونس في الجهات حيث عقدوا مساء أول أمس اجتماعا في بن عروس وقد اعتبر المشاركون في هذا الاجتماع أن هيئة القيادة الحالية للحركة ”منتهية الصلوحية” داعين إلى ضرورة لم شمل الندائيين والتمسك بعقد مؤتمر الحزب في ظروف شفافة وديمقراطية ودعم لجنة إعداد المؤتمر وتثمين مبادرة لمّ الشمل كما جاء في تصريح القيادي والنائب منذ بلحاج علي لموزاييك.
وكان أعضاء المكتب التنفيذي قد فوّضوا في اجتماعهم يوم الأحد قبل الفارط في تونس لهيئة الانتخابات برئاسة رضا شرف الدين مهمّة تسيير الحزب الى غاية انعقاد المؤتمر في 6 افريل 2019 ان كتب له أن ينعقد…
واذا ما صحت التسريبات التي تتحدث عن وجود تواصل بين رئيس الجمهورية وأعضاء هذه المبادرة فان الأمر سيحتاج الى بعض الوقت وربما المؤتمر القادم للحزب لانهاء معظلة السبسي الابن وتمكينه من خروج مشرف يحفظ ماء وجهه وجه والده الذي طالما اتهم بانه يسعى الى توريث البلاد لابنه بعد ان ساعده بصمته على الهيمنة على الحزب
ولكن هذه الاستفاقة المتأخرة وان حصلت هل يمكن ان تعيد للسبسي الأب بريقه الذي فقد الكثير منه سواء فيما يتعلق بخياراته التوافقية مع حركة النهضة التي اإضبت الكثير من الناخبين وخاصة الناخبات او فيما تعلق أيضا بميله لأشهر طويلة في الدفاع عن الشق الذي اختاره نجله مما ادى الى ما انتهى اليه الحزب الذي أسسه الذي تحول جزءا هاما منه الى نقمة عليه بعد ان كان نعمته في انتخابات 2014 .
يبدو واضحا ان رئيس الجمهورية واذا ما قرر الترشح لولاية ثانية سوف لن يكون معنيا بما ستؤول اليه حال النداء ولكن ما يهمه ان كان خصومه المباشرون سيتمسكون بوعود قطعوه تكرارا ومرارا بأنهم لن يتقدموا لمنافسته ونعني بذلك حركة النهضة ورئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي يبدو انه غير معنيا أصلا بالسابق نحو قصر قرطاج .