Accueilافتتاحيةالرقص مع السبسي

الرقص مع السبسي

حمل خطاب رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في افتتاح مؤتمر حركة نداء تونس أكثر مما يحتمل

سواء لجهة قراره من خوض الانتخابات الرئاسية القادمة للفوز بولاية ثانية أو لجهة الدعوة التيوجهها للندائيين لرفع التجميد عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد

فالبنسبة لترشحه في الانتخابات القادمة والتي ستجري في نوفمبر القادم فان السبسي لم يعلن صراحة وحرفا على حرف أنه لن يتقدم  لهذه الانتخابات بل قال “سوف أقول لكم بكل صراحة ..لا أرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية..لأن تونس تزخر بالرجال الاكفاء ..لكن لسوء الحظ هم ليسوا هنا وليسوا في المسؤولية “.

وبالتالي فان هذا الكلام حمال أوجه اذ انه لا يرغب الان في هذه اللحظة وفي هذا الوضع للترشح للانتخابات القادمة ولكن لا شيئ يمنعه غدا من فعل ذلك خاصة وانه أردف جملته الأولى بجملة أخرى أكثر غموضا ” “سوف أقول لكم بكل صراحة ..لا أرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية..لأن تونس تزخر بالرجال الاكفاء ..لكن لسوء الحظ هم ليسوا هنا وليسوا في المسؤولية “.

وبالتالي فان التهليل بان السبسي قد حسم أمره فيما يتعلق بأحجية ترشحه هو سابق لاوانه وقد نضطر الى انتظار شهر جويلية القادم يوم يفتح موسم الترشحات .

أما عن دعوة الندائييين الى رفع التجميد عن الابن ” الضال ” فلا أعتقد أنها دعوة جدية وقد تكون كذلك لو تمت قبل انطلاق المؤتمر وغلق باب الترشحات فعودة الشاهد الى النداء قبل 6 أشهر من الاستحقاق الانتخابي لا تعني شيئ خاصة وان جميع المهام والمسؤوليات داخل الحزب ستوزع خلال الساعات القادمة وبالتالي فان الشاهد لا صفة له داخل حركة نداء تونس التي قال قراء الكف انه سيعودمن الباب الكبير وسيكون مرشح النداء للانتخابات الرئاسية القادمة

والاهم من هذا كله لماذا أفرد السبسي يوسف الشاهد بدعوته للعودة الى حزب نداء تونس ولماذا تجاهل بقية المؤسسين على غرار محسن مرزوق والطيب البكوش وعبدالستار المسعودي ولزهر العكرمي والقائمة تطول

حسب اعتقادي ماقام به السبسي اليوم هو اخر مناوراته التي تستهدف ارباك الشاهد أولا وهو الذي مازال لم يعلن رسميا انضمامه الى حزب تحيا تونس رغم ان هذا المولود الجديد محسوب عليه

ثانيا يبدو ان رئيس الجمهورية الذي اعلنها طلقة بائنة بينه وبين حركة النهضة  سعى اليوم  وبلا مقدمات الى التقرب اليها عبر اعتبارها الحزب الأكثر تنظيما  واستقرارا  وحسنة التدبير والتسيير ” أن استقرار النهضة يعود إلى حسن تدبيرها وحسن تسييرها  ” وهذه العبارات لن تسمعها من اي زعيم حزب يطلقها علنا على حزب اخر منافس له سواء في تونس أو في خارجها  اذ وكأنه يقوم نيابة عنها لحملة تسويق لفائدتها ويقول للناخب العادي الذي لا يفقه شيئا في الألفاظ  السياسية الملتوية ان حركة النهضة هي القادرة على تسيير شؤون البلاد فهي تضمن لك الاستقرار وحسن التدبير والتسيير .

ولا أحد يمكنه اليوم أن يجزم ان كانت هذه الحملة التي أطلقها السبسي لفائدة النهضة مجانية أم ان وراءها ثمن وأي ثمن .

فمة مسألة أخرى وسؤال محير ما الذي غير موقف الرجل المحنك الذي لا ينطق على الهوى من رئيس الحكومة يوسف الشاهد وهو الذي صرح في اكثر من مناسبة  ان هذا الاخير هو رجل النهضة ففي اخر حواراته  شدد على القول ان  «الشاهد يريد أن يبقى في السلطة وقال إن عنده خلاف مع النداء. لا أعتقد أن هذا الأصل، النهضة فهمت طموحه وتعاملت معه بذكاء ودفعته إلى تكوين حزب جديد يشاركها الحكم بعد انتخابات 2019 وراشد الغنوشي سيدعمه في السرّ ليترشّح لرئاسة الجمهورية. هذا لم يعد خافيًا على أحد في تونس.»

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة