Accueilالاولىلماذا لا تعلن التنظيمات الارهابية عن مقتل قيادييها وكوادرها

لماذا لا تعلن التنظيمات الارهابية عن مقتل قيادييها وكوادرها

لم تعد التنظيمات الإرهابية تعمد إلى الإعلان المباشر أو الفوري عن مقتل بعض قياداتها وكوادرها، حيث تسعى، عبر اتباع أسلوب “الغموض المتعمد” في عدم نفي أو تأكيد أخبار مقتل أحد قياداتها، إلى تأمين قيادة التنظيم في المستقبل وإعادة ترتيب الأوضاع التنظيمية، ومن ثمة تجهيز عملية إرهابية جديدة تكون ردا على مقتل قائد التنظيم.

لماذا لا تعلن التنظيمات الإرهابية عن مقتل قياداتها؟ سؤال محوري يحاول مركز “المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة” تفكيك عناصره الأساسية، بغية فهم الحاضر الماثل والواقع الراهن، بما يتيحه ذلك من درء لمخاطر هذه التنظيمات الإرهابية واستباق لمستقبل داهم بشأن هذه الظاهرة العابرة للتخصصات.

وقد سلّط خبر مقتل حمزة بن لادن، الذي تداولته وسائل الإعلام الأمريكية على نطاق واسع خلال نهاية الشهر الماضي، الضوء على هذه الظاهرة بجلاء، ذلك أن التنظيم لم يؤكد أو ينفي الخبر، الأمر الذي أثار جدلا بخصوص مدى صحة الخبر، لاسيما أن حمزة بن لادن اختفى أكثر من سنة ونصف، لكن موقف تنظيم “القاعدة” الضبابي يسائل الأسلوب الذي تتبعه هذه التنظيمات الإرهابية بشأن الإعلان عن مقتل قياداتها.

أسلوب الغموض والالتباس ليس بالأمر الجديد، وفق ما أوردته المقالة البحثية، وإنما هو عبارة عن تكتيك قديم تعتمده أغلب التنظيمات الإرهابية الفاعلة، حيث تقوم بشكل ممنهج بعدم “نفي أو تأكيد الأخبار التي يتم تداولها من قبل بعض الدول حول مقتل أحد قياداتها، وهو أسلوب قديم يمثل قسما من تكتيكات تنظيم “القاعدة” بشكل خاص”.

ويتغيّا أسلوب “الغموض المتعمد”، حسب المصدر عينه، تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات، على رأسها تأمين قيادات التنظيم، حيث “تحرص التنظيمات الإرهابية على عدم نفي خبر مقتل أحد قياداتها، في حالة إعلان إحدى أو بعض الدول عن ذلك، من أجل تأمينه في حالة ما لم يكن الخبر صحيحًا”، يضيف المركز البحثي.

ويهدف الغموض الذي تنهجه الجماعات الإرهابية إلى منح دفعة معنوية بظهور تلك القيادة؛ من خلال “تتبع التنظيمات الإرهابية أسلوبًا سيكولوجيًا له علاقة بترك خبر مقتل أحد قياداتها فترة زمنية، ثم القيام ببث تسجيل مصور أو رسالة صوتية لتلك القيادة، تكون ذات فاعلية سيكولوجية كبيرة في نفوس أعضائها وقواعدها”.

أما الهدف الثالث، فيتجسد في ترتيب الأوضاع التنظيمية، وهو ما تفسره المقالة التحليلية بالقول: “تلجأ التنظيمات الإرهابية، في حالة مقتل أحد قياداتها، إلى إخفاء الخبر أو عدم تأكيده، إلى حين ترتيب الأوضاع التنظيمية الداخلية، خاصة في ظل الصراع المتصاعد بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” على استقطاب القواعد التنظيمية.

بينما يكمن الهدف الرابع في تجهيز الرد، حيث “تحرص بعض التنظيمات الإرهابية على تأجيل الانخراط في الجدل الذي يدور حول مقتل أحد قياداتها، في حالة ما كان قد قُتِل بالفعل، إلى حين تجهيز وترتيب عملية إرهابية نوعية تكون بمثابة رد على مقتله”.

وفي رصدها للهدف الأخير للتنظيمات الإرهابية، المتمثل في عدم بث الرعب في صفوف قواعد التنظيم، تؤكد المقالة البحثية أن “مقتل أحد القيادات الإرهابية يفرض تداعيات سلبية على فاعلية ونشاط قواعد التنظيم، وهو ما يدفع قيادات التنظيمات الإرهابية إلى عدم تأكيد الخبر إلى حين اختيار التوقيت المناسب لذلك، حتى لا يؤثر على تماسك البنية التنظيمية للقواعد”.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة