Accueilالاولىكتاب جديد يكشف عن أصول يهود تونس والجزائر والمغرب

كتاب جديد يكشف عن أصول يهود تونس والجزائر والمغرب

من خلال تتبّع الأصول اللّسنية لأنساب يهود شمال إفريقيا، يحاول الكاتب مغربيُّ الأصل جوزيف طوليدانو أن يحكي تاريخ يهود المغرب والجزائر وتونس، وتكوّن جماعاتهم، وأصولهم المتعدّدة، في كتاب عنونَه بـ”Une Histoire de Familles – Les noms de famille juifs d’Afrique du Nord”، أو ما يمكن ترجمته إلى العربية بـ “تاريخٌ للعائلات-أنساب العائلات اليهودية شمالِ الإفريقية”.

وقال جوزيف طوليدانو إن في مؤلَّفَه هذا “محاولةُ تجميع لأسماء عائلات يهود شمال إفريقيا، أي في المغرب والجزائر وتونس، لأن أسماء العائلات تروي التاريخ، وعبرها يمكن أن نجد التاريخ الجماعي، لا التاريخ الفردي فقط، لهذه الجماعات”.

وذكر طوليدانو أن “الأصول اللّسْنيّة لأنساب هذه العائلات متعدّدة جدا، تبدأ بالجذور العبرانية، والآرامية، وفي حال المغرب توجد أصول أمازيغية وعربية وإسبانية وبرتغالية، وفي حال تونس تضاف الأصول الإيطالية، في حين تضاف، مع الجزائر الأصول الفرنسية”.

ويرى الكاتب أنه عبر هذه الأصول اللِّسنية فقط، يمكن أن نرى مراحل تكوُّنِ هذه الجماعات اليهودية في شمال إفريقيا، وقدّم مثالا على تعدّد الأنساب في شمال إفريقيا بين الأسماء النموذجية التي يختصّ بها كلّ بلد من هذه البلدان، مثل “طوليدانو” الذي نجده في المغرب فقط، و”فليرونتينو” الذي نجده في تونس فقط، إلى جانب أنساب مشتركة بين الدول الثلاث مثل “أبيطبول”.

ويؤكّد الباحث أن خصوصية أنساب شمال إفريقيا على المستوى العالمي هي الأنساب من أصل أمازيغي، مثل “بوحبوط”. ثم ذكر أنسابا أخرى من أصول متعدّدة بالمنطقة، مثل الأصل العربي لنسب “عطار”، والأصل الإسباني لنسب “بيرديغو”.

ولا يقدّم الباحث في كتابه “تاريخٌ للعائلات-أنساب العائلات اليهودية شمالِ الإفريقية”، تاريخ الأنساب المشهورة فقط في المنطقة، بل الأسماء المغمورة أيضا، في كل المدن والمناطق، إلى جانب علاقة هذه الأسماء بمكان نشأتها، وهو ما يرى فيه “طريقة اقتصادية لسرد التاريخ، وأكثر مرحا من التاريخ الجادّ”.

وإلى جانب شرح الأنساب وأصولها، يقدّم جوزيف طوليدانو في كتابه مسار مجموعة من الشخصيات المشهورة التي كانت تتسمّى بها، مثل “أبراهام معيمران” الذي كان، تقريبا، وزير الشؤون الخارجية المغربي في عهد مولاي إسماعيل، والذي “كان يتكفّل بكلّ العلاقات مع أوروبا لأن اليهود كانوا الوحيدين الذين يتحدّثون اللّغات الأجنبية”، بتعبير المتحدّث، إلى جانب عائلات مثل السرفاتي، ومونسونيغو، التي كانت أسماء شهيرة جدا، حتى في القرن العشرين.

ويذكر الكاتب أن أسماء مثل “آلكوهين” و”بنجلون”، التي تحملها اليوم عائلات مسلمة، هي تاريخيا أنساب يهودية، وتعود لفترة التحوّل الدينيّ الجماعي، “الذي كان إجباريا بشكل من الأشكال، ليس بطريقة عسكرية، بل في فترات المجاعة، مثلا، التي كانت فيها الوسيلة الوحيدة للبقاء حيّا هي التحوّل الديني”.

جوزيف طوليدانو الذي كتب أحد عشرَ كتابا عن تاريخ وثقافة يهود المغرب، واختلافات الفكاهة العبرية المغربية عن الفكاهة الأشكنازية الأوروبية، ووضعية اليهود خلال الحرب العالمية الثانية في المغرب ودور الملك محمد الخامس في حمايتهم… يرى أن “اليهودي كان عليه، بشكل من الأشكال، أن يترك شمال إفريقيا، حتى يهتمّ بتاريخها.

ويستعيد الكاتب ما رآه وهو طفل بالمغرب من عدم اهتمام أي أحد بالتاريخ؛ لأن الجميع كان يرى أنه “يوجد هناك للأبد”، فالآباءُ والأجداد ولدوا هناك، والمستقبل مضمون في الإطار نفسه، ثم استدرك قائلا: “مع رحيل-يهود شمال إفريقيا-ظهرت لديهم الحاجة، بعد خسارة كلّ شيء، لمحاولة أن يجدوا جذورهم، حتى لا يفقدوا هذا التاريخ بشكل كامل”.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة