Accueilالاولىأحمد المناعي يوجه رسالة مفتوحة الى عبدالكريم الزبيدي

أحمد المناعي يوجه رسالة مفتوحة الى عبدالكريم الزبيدي

وجه الدكتور أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للدراسات الدولية رسالة الى السيد عبدالكريم الزبيدي يسوضحه فيها حول موقفه من اعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا التي وعد بها ناخبيه

المناعي دعا الزبيدي الى ضرورة التنديد بالعدوان الذي تتعرض له سوريا من قبل الطيران الحربي الاسرايلي والأمريكي والتركي

وقال المناعي في رسالة مفتوحة

السيد د. عبدالكريم الزبيدي المترشح للانتخابات الرئاسية التونسية

 تحية وسلاما وبعد

 قد لا يوحي لك اسمي بشيء يذكر لكنني مراقب للحياة السياسية ومنخرط فيها على طريقتي وبأسلوبي منذ عقود وأتابع ما يحدث الآن على الساحة وخصوصا في السباق المحموم على الرئاسيات المقبلة. من حسن حظي أنني وبكل تواضع أعرف الكثيرين من المتنافسين على هذه الرئاسيات وبعضهم منذ أكثر من أربعة عقود. كما أعرف أحزابهم وتنظيماتهم وطوائفهم ونحلهم والأحلام والأوهام التي يروجون لها والقوى الدولية الدّاعمة لكل واحد منهم: سياسيا وماليا وإعلاميا وغيرها.

ولقد عرفتك منذ العملية الإرهابية التي وقعت في الروحية يوم 18 ماي 2011 حين صرحت بالحاجة الماسة إلى الدعم الأمريكي وهو ما استغربته كثيرا من وزير دفاع في أول مناوشة مع بعض العناصر الإرهابية.

أنت الآن مترشح رسمي لهذه الانتخابات وتحظى بمساندة كبيرة. وقد بادرت بنشر نقاط برنامجك وأتوقف عند النقطة التي حددت موعد تنفيذها والخاصة بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وإخراجها من عزلتها كما تقول.

 هل من حاجة للتذكير بأن المرحوم الباجي قائد السبسي قد وعد بذلك في حملته الانتخابية في سنة 2014 ولم يوف بوعده، لأن قطع العلاقات كان بقرار عربي ودولي نفذه العملاء في تونس. هذا القرار ما يزال نافذا لحد علمي ولم يقع التنازل عنه إلا في الملف القنصلي.

 وإذا كنت عازما على فتح صفحة جديدة بين تونس وسوريا فأدعوك إلى التعبير من الآن عن تضامنك معها باستنكار الاعتداءات اليومية التي تستهدف شعبها وسيادتها وسلامة أراضيها من قبل الطيران التركي والإسرائيلي والأمريكي.

 سيدي المترشح

خلال الثماني سنوات الأخيرة التي واجهت فيها سوريا حربا كونية شاركت فيها ثمانون دولة عبر أكثر من 350.000 إرهابي منهم حوالي 15.000 تونسي وبتمويل يقدر بـ 400 مليار دولار منها 135 مليار دولار أنفقتها قطر وحدها، كان الساسة التونسيون في حرب عشواء على الكراسي والمناصب والألقاب والامتيازات والرواتب والزيادات والخطط والتبعيات والولاءات والتمويلات الأجنبية وصموا أذانهم عما يحدث خارج دائرتهم الضيقة ولم يتفطنوا إلى أن الموازين الدولية الكبرى قد تغيرت وأن الحرب على سوريا قد ولدت قطبا جديدا وضع حدا للعنجهية الاستعمارية الجديدة وأن هذا القطب يزداد قوة في كل يوم وسيمكن في النهاية كل الشعوب المغلوبة على أمرها من استرجاع سيادتها وإثبات ذاتها.

لقد قرأت الكثير من شهادات زملائك ورفاقك وسألت عنك بعض من عرفك في كلية الطب في سوسة واستمعت لك في آخر حوار تلفزي واقتنعت بأنك وطني مخلص قليل الكلام لكن صادق فيما تقول وذكرتني برجل فاضل من الرعيل الأول كان هو أيضا قليل الكلام لا يجيب عن سؤال إلا بعد طول تفكير الا وهو المرحوم محمد المصمودي فهو أيضا كان يعمل بالحكمة القائلة بأن صدق الفعل خير من لحن القول.

سيدي المترشح

بعد هذه السنوات الطويلة التي استبيحت فيها السيادة الوطنية وحكم في بلادنا المقيمون العامون ووكلاؤهم وورطوا تونس في مغامرات استعمارية تحت عناوين متعددة، أدعوك بأن تكون قراراتك الأولى كرئيس للجمهورية، الانسحاب من التحالف الدولي لمقاومة الإرهاب الذي خرب العراق وسوريا ولا يزال، وكذلك الانسحاب من التحالف العربي الإسلامي الذي دمر اليمن وخرب مجتمعه وشتت شعبه وقتل منه مئات الآلاف شيبا وشبابا وكذلك الدخول في مفاوضات مع الجانب الأمريكي لإنهاء حضوره العسكري في تونس فليس مقبولا أن نتنازل عن قاعدة بنزرت لمستعمر جديد بعد ما حررناها من المستعمر الأول بتضحيات ودماء مئات الشهداء. وكذلك أدعوك للكشف عن مضمون اتفاقية التحالف معهم.

إن في تعففك عن استلام راتبك درسا وعبرة لكل الثعابين الفاغرة أفواهها لابتلاع الأموال من حولك وليتك تتصرف بشفافية كاملة بخصوص تمويل حملتك الانتخابية. وإن فعلت ذلك فستكون قد أعدت للسياسة في تونس شيئا من نبلها وجرعة أخلاقية هي في أمس الحاجة إليها.

مع خالص التقدير

الوردانين في 23 أوت 2019

أحمد المناعي

رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية

عضو بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا سابقا

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة