Accueilافتتاحيةهناك شيء ما يحدث في الخفاء

هناك شيء ما يحدث في الخفاء

ترى ما الذي يدفع بشيخ حركة النهضة الى الحرص بأن يكون قلب تونس ضمن الائتلاف الحكومي القادم

يبدو ان القصة أبعد من أن تكون” ديمقراطية تونس ماتزال ناشئة وتحتاج إلى كل قوى الشعب من أجل مشروع إصلاحي”    مثلما صرح بذلك السيد راشد الغنوشي عقب انتهاء لقاءه بالسيد الياس الفخفاخ ظهر اليوم بقصر الضيافة بقرطاج

 فالغنوشي  لانخاله نسي ليلة سقوط حكومة الجملي التي دافعت عليها حركة النهضة الى اخر رمق لكن الحصيلة كانت مخيبة للآمال

و الغنوشي لا نخاله أيضا نسي الدور المحوري الذي لعب نبيل القروي زعيم حزب قلب تونس الذي سارع ليلتها للاعلان عن ولادة جبهة برلمانية  هدفها وضع حركة النهضة ومن حالفها في الزاوية

ولا نخال أيضا ان  شيخ حركة النهضة الذي قضى ثلاثة ارباع حياته متقلبا بين السياسة والسياسيين من بورقيبة الى بن علي  وخرج من كل أزماته  كطير فنيق     لم يقرأ جيدا خبايا ومستقبل الخيار الذي ذهب اليه رئيس الجمهورية قيس سعيد  وهو خيار رجل واحد ووحيد  السيد يوسف الشاهد الرجل المقرب جدا من رئيس الجمهورية 

صحيح ان قيس سعيد يستمع من حين لأخر لرئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان ولكن الأصح أيضا هو ان قيس سعيد ينصت بانتباه الى رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم حركة تحيا تونس يوسف الشاهد وفي عالم السياسة الفرق شاسع بين الاستماع والإنصات  وتلك هي المعضلة التي يسعى الغنوشي لفك  بقية رموزها ومن اجل ذلك فهو مصر على المسك بتلابيب ال38 مقعدا التي يحوزها قلب تونس  فهي خزانه الاستراتيجي لمنع  ولادة أي تحالف قادم يلتحف بشعبية الرئيس  وهو ما أشار إليه ضمنا  احد قادة قلب تونس الذي لخص ما يدور في أذهان  الكثير من متابعي ما يدور في الكواليس هذه الايام وهو يشير الى ” أن هناك شيء يحاك في الغرف المظلمة بخصوص تكليف الياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة حسب ما ينص عليه الدستور، لان الفخفاخ قيادي بحزب التكتل الذي ترشح للانتخابات التشريعية و لم يفز بأي مقعد و ترشح للانتخابات الرئاسية و لم يتجاوز الصفر فاصل  و مقترح حركة تحيا تونس فقط لأن موقف التيار كان واضحا بعدم تقديم أي مقترح لكنه أكد  عدم اعتراضه عليه و على المنجي مرزوق، لذلك فان الرئيس يبدو له برنامج خفي للحكم مع التكتل والشاهد وبالتالي تكون حكومة الرئيس بامتياز.”

اذا من يحتاج الى الأخر وهو يواجه لغز اختيار الفخفاخ وما بعد الفخفاخ هل النهضة في حاجة الى قلب تونس ام قلب تونس في حاجة الى النهضة لدرء خطر ميزته الوحيدة انه بلا وجه فهل سيعملان على اجهاض هذا ” المخطط الذي يحاك في الغرف المظلمة ” وتحديدا في غرف قصر قرطاج  وما يعنيه ذلك من مغامرة اعادة الانتخابات غير مأمونة العواقب ام انهما سينحنيان للعاصفة  ويجهضان المشروع يوم ينتفي الدور الذي منحه الدستور للرئيس  

الى حد هذا الساعة بقي حزب قلب تونس يمسك  بوسط العصا  وسيعمل على ان  الاقصاء ان تم يجب ان يكون من جانبهم و بإرادتهم وحينئذ لكل حادث حديث

*** المال سلاح والسياسة هي ان تعرف متى تضغط على الزناد

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة