لم يتساءلوا للحظة لماذا لم يسع الفاتحون القدامى من المسلمين ومن بينهم الخلفاء الراشدون الذين مروا بسوريا او حكموها الى تدمير هذا الإرث الإنساني بحجة انها اصنام ووجودها مخالف لتعاليم الدين الإسلامي
ولكن هل يفكر هؤلاء انهم لا يعترفون سوى بالدمار والتخريب انهم ضد كل ماهو إنساني وهاهم يتفاخرون بتحطيم ارث انساني اخر يعود تاريخه الى 3000 سنة – الصورة –
فمنذ وصول هؤلاء من تنظيم داعش التكفيري عانت المواقع الأثرية من معاولهم ومن متفجراتهم لقد كان حجم الدمار كبير جدا ساهمت فيه أيضا عصابات الآثار المحلية والدولية بالتنقيب السري وبشكل غير ممنهج، واستخدمت الآليات الثقيلة لحفر المواقع و هذا النوع من التدمير لا يعوّض ويحتاج الى مواسم عمل طويلة لإعادة فهم طبيعة ما دمر وإعادة تركيبه في الإطار العام للموقع بشكل عام
وحسب ميشال المقدسي مدير التنقيب والدراسات الاثرية سابقا في المديرية العامة للاثار والمتاحف بسوريا الذي كان يتحدث لصحيفة النهار اللبنانية فان هذه الانتهاكات العنيفة ” شملت مواقع اثرية كثيرة ومهمة إضافة الى السلب وتحطيم مقار البعثات وأماكن عملها وإقامتها كإبلا”تل مرديخ ” وماري “تل الحريري” (العائدة إلى الألف الثالث والثاني ق.م)، كذلك الحال في موقعي دورا أوروبوس وأفاميا (العائدة للفترة الهلنستيّة)، وسُرقت مجموعة من لوحات الفسيفساء من موقع ومتحف افاميا.
كما تعرضت أيضاً مواقع الكتلة الكلسية في شمال سوريا “المدن المنسيّة” وتضررت مدينة تدمر وأصيبت أعمدتها وواجهة معبد “بل” بشظايا تركت أثرها على واحدة من أعرق المدن السياحية السورية. وتعرضت قلعة الحصن ومدينة حلب القديمة وبصرى المُدرجة على لائحة التراث العالمي الى السرقة والتدمير والتخريب والحريق أيضاً نتيجة قصفها بالطيران الحربي بالإضافة إلى أعمال طالت قلعة الرحبة ومصياف والمضيق وجعبر وحديثاً قلعة دمشق
علما بانه يوجد في سوريا حوالي 30 متحفا موزعة على العديد من المدن السورية