Accueilاقتصادفي تقرير صادر عن منتدى دافوس : خلافا لليبيا ومصر تونس تجاوزت...

في تقرير صادر عن منتدى دافوس : خلافا لليبيا ومصر تونس تجاوزت مرحلة الانقسام

أكد تقرير صادر  أمس الاثنين عن المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس  حول الاستقطاب فى العالم العربى ان الدول العربية التى تشهد تحولات ديمقراطية من اكثر البلدان استقطابا على مستوى العالم 
واكد التقرير أن المنطقة العربية أكثر انقساماً من بقية أنحاء العالم على أربعة محاور: الرضا عن الحياة والشعور بالسيطرة، مغزى وممارسة الشعائر الدينية، مستويات الثقة الاجتماعية والشخصية، وسياسات إعادة توزيع الحكومة. ففي بلدان مثل مصر والمغرب وتونس، كانت مستويات الرضا عن الحياة وشعور الفرد بسيطرته على حياته موزعة بشكل غير متساوٍ أكثر تقريباً من أي مكان آخر في العالم. وعلى نفس المنوال، تشهد البلدان العربية تفاوتاً في مستويات الثقة الاجتماعية والشخصية 

وعلى وجه الخصوص، تبرز تونس والجزائر والمغرب والأردن بصورة أوضح عن بقية بلدان العالم أجمع. وفي البلدان الأخرى حيث تنخفض مستويات الثقة الشخصية مثل السويد أو بولندا، تميل الثقة الاجتماعية إلى الارتفاع لتخلق بالتالي نوعاً من التوازن، ولكن الحال يختلف عن ذلك في البلدان العربية التي تشهد تحولات ديموقراطية. وفيما يتعلق بالخصائص المهمة لاقتصادات السوق مثل التنافسية والدور الحكومي مقارنة بالدور الفردي، تبرز المغرب وتونس في المقدمة مقارنة ببقية بلدان العالم العربي، وكذلك الأمر بالنسبة لمصر واليمن. ولكن الاستقطاب لا يقتصر على الجانب الاقتصادي وحسب، فبلدان مثل تونس ومصر والجزائر وحتى اليمن تحتضن جماعات تمتلك شعوراً أكثر قوة وأكثر اختلافاً في الوقت نفسه حيال الدور الذي يتعين على المنطقة أن تلعبه على المجتمع والسياسات. وللتوصل إلى فهم أفضل لديناميكيات هذا العالم العربي المنقسم، ألقينا نظرة أقرب إلى مصر حيث وجدنا دلالات تبين أن بؤر الاستقطاب موزعة وفقاً لمستويات الدخل. ولكن الوضع لم يكن دائماً على ما هو عليه حالياً، فهو نتيجة لبرامج التحرر الاقتصادي على مدار العقدين المنصرمين، وتفاقم بفعل الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم في عام 2008 وأدت إلى تقليص معدلات النمو في مصر وقادت إلى توسع نموذج رأسمالية المحاسيب

ومن جهة أخرى، وجدنا أن معدلات الاستقطاب المنخفضة تسبق التحولات الفاشلة، ما يعني أن المجتمعات شبه المتماسكة عندما تبدأ بالتحول، يكون أمامها فرصة أقل للنجاح في الوصول إلى الديموقراطية، الأمر الذي قد يعزى إلى عدم وجود مستوى كافٍ من الاستياء لدفع عجلة التغيير. وبالنظر إليها معاً، تشير هذه النتائج إلى أن الاستقطاب يلعب دوراً متبايناً في التحولات، فالمعدلات المرتفعة منه ضرورية لإطلاق شرارة التغيير، بيد أنه ينبغي احتواؤها ومعالجتها عقب التحول، وإلا فإن عملية التحول ستجد نفسها في مواجهة خطر الانحراف عن مسارها والتعرض للفشل. وتنطوي هذه النتائج على جملة من المعاني المهمة بالنسبة للمنطقة

ففي حال تم إجهاض التحولات نحو الديموقراطية، كما يبدو في مصر وليبيا، فإن معدلات الاستقطاب يتوقع لها أن ترتفع وقد تؤدي إلى انفجارات اجتماعية جديدة في المستقبل. ومن ناحية أخرى، عندما يكتب النجاح للعملية الديموقراطية كما يبدو الحال في تونس، يمكن للمرء أن يتوقع للمجتمعات أن تصبح أقل انقساماً مع مرور الزمن

 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة