Accueilالاولىبرا وبحرا وجوا : جميع الأسواق الحرة في تونس تحت رحمة الاتراك...

برا وبحرا وجوا : جميع الأسواق الحرة في تونس تحت رحمة الاتراك في عملية قانونية مشبوهة

رغم تأكيدات سابقة للسيد عبد الكريم الهاروني وزير النقل السابق بانه لن يسمح بدخول كل من مجمع دوفري لسفيان بن علي   وكذلك مؤسسة تاف التركية  مناصقة الفوز بلزمة الاسواق الحرة بكل من مطار تونس قرطاج وطبرقة وجربة وصفاقس  فالمؤسسة الأولى قال انها ارتبطت بمرحلة سيئة من تاريخ تونس الحديث والثانية تعاني مع البنوك التونسية كما انها لم توفي بالتزاماتها السابقة  فيما يخص استغلالها لسوق الحرة بكل من  مطاري النفيظة  والمنستير

ولكن حصلت المفاجأة  ليعلن عن فوز مجموعة هميلة  المتحالفه  مع تاف التركية وهاينمان الالمانية  لكونه  قدم أفضل العروض امام بقية المنافسين وخاصة لاغاردار – بولينا  ودوفري لسفيان بن علي المستغل الحالي للسوق

ولكن العرض الذي قدمه مجمع هميلة  شابته العديد من التساؤلات المحيرة تفوق الخيال فجميع  الشركات العالمية الرائدة في مجال الاسواق الحرة  لا تقدم رسوما للحكومات تفوق نسبة ال35 بالمئة وحتى وان كان مطار كينيدي  او رواسي الفرنسي فما بالك ببلاد لا يتجاوزفيها  عدد المسافرين سنويا الخمسة ملايين مسافر ولكن مجمع هميلة المتحالف مع تاف التركية وهاينمان الالمانية  قدم نسبة بلغت ال46 بالمئة مقابل 45 بالمئة لدوفري التي يملكها سفيان بن علي فشركة لاغاردار بولينا 42 بالمئة  اما الوعود بالاستثمار فكانت اكثر من خيالية هي الاخرى وتثير الكثير من التساؤلات  اذ بلغ عرض مجمع هميلة وحلفائه 38 مليون يورو فدوفري لسفيان بن علي 33 مليون دولار واخيرا لاغاردار بولينا 28 مليون يورو

ولكن وحسب الخبراء في المجال الاستثماري فانه وفق العروض الذي قدمها مجمع هميلة فانه كان حريا على السلطات التونسية ان تبحث معه ان كان له مخطط  اقتصادي يفسر فيه قدرته على تحقيق مكاسب والالتزام بتعهداته تجاه ديوان الطيران المدني خاصة وان شريكه التركي اخل بكل تعهداته  والملف مازال مفتوحا مع البنك المركزي التونسي فيما يخص تراجعه عن كل تعهداته  التي التزم بها خلال توقيعه على لزمة  النفيضة المنستير

ويطرح الخبراء ثلاث سيناريوهات ممكنة  قد يلجأ اليها مجمع هميلة  وحليفيه التركي والالماني لتحقيق مكاسب ولاحترام التزاماته تجاه الدولة التونسية

فالسيناريو الاول يتعلق بالترفيع في هامش الربح على حساب المسافرين خاصة وان هذا التحالف سيسيطر سيطرة مطلقة على جميع الاسواق الحرة في تونس  فمجمع هميلة يسيطر على بيع المواد في طائرات الخطوط التونسية وكذلك شركة سيفاكس الخاصة وكذلك شركة النقل البحري اضافة الى السوق الديبلوماسي بسكرة  وبالفوز بالمناقصة الاخيرة  ستمتد سيطرته الى مطارات جربة وصفاقس وتوزر وطبرقة وصفاقس وقرطاج اضافة الى سيطرة حليفه التركي على مطاري المنستير والنفيضة  مما يعني تحول جميع الاسواق الحرة برا وبحرا وجوا تحت سيطرة مجمع واحد

اما السيناريو الثاني الذي يطرحه الخبراء وهو سيناريو شيطاني وهو ان يعمد هذا المجمع الى بيع  المواد المقلدة بالاسواق الحرة وتقديمها على انها مواد اصلية او فتح سوق موازية  واغراقها بالسلع لجني الارباح

اما السيناريو الثالث فانه الاقرب الى تخمين هؤلاء الخبراء وهو ان يقوم مجمه هميلة ومن تحالف معه  وبعد ازاحة جميع المنافسين والفوز بالصفقة الى المطالبة بمراجعة اللزمة مع الحكومة التونسية وكذلك اعادة النظر في نسبة  الرسوم وهو ما يحدث حاليا مع احد شركائه  وهو مؤسسة تاف التركية

مع التذكير انه خلال الايام والاسابيع التي سبقت فتح العروض الذي تم الاسبوع المنقضي  حدثت عدة تحركات مشبوهة من بينها دخول السيد عبدالرحمان التليلي  المدير العام السابق للديوان الوطني للطيران المدني على الخط  واتصل بعدد من

المشاركين في المنافسة  وكشف لها عن اسرار تهم المناقصة  وثلك وفق احد المصادر بهذه المؤسسة 

 ” وبالاتصال بالسيد أحمد التليلي  نفى ان يكون قد قدم اية معطيات لاية جهة مشاركة في المناقصة لكنه اكد انه سعى ليكون وسيطا لاحدى المؤسسات انا احترم القانون ولا اقوم بأي عمل يمس بالقانون    

من جهة اخرى قام السيد شهاب بن أحمد  بفتح تحقيق حول هذه المناقصة  وكان ذلك يوم 11 اوت الماضي لكن عملية  فتح العروض تمت قبل وصول لجنة التحقيق بيومين

والسؤال المطروح اليوم  وامام هذه الحقائق التي تحتاج الى تحقيق في اكثر من مستوى خاصة بوزارة النقل الذي اكد لنا السيد شهاب بن أحمد انه يحرص شخصيا على الحفاظ على مصالح تونس مهما كان الثمن فان العديد من البعثات الدبلوماسية في تونس تنظر الى هذه المناقصة كمقياس لسلامة  المعاملات في تونس ومؤشرا على جدية حكومة مهدي جمعة في مكافحة الفساد

جمال العرفاوي  

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة