Accueilélections 2014المرزوقي : عزلة ميدانية وسياسية وارتباك في التعاطي مع نتائج الانتخابات

المرزوقي : عزلة ميدانية وسياسية وارتباك في التعاطي مع نتائج الانتخابات

نورالدين المباركي

ثلاثة أحداث لافتة يوم أمس في الحملة الانتخابية للسيد المنصف المرزوقي ، الأول ، شعار “ديقاج”(ارحل) الذي رفعه في وجهه أهالي مدينة سليانة ، والثاني موقف الجبهة الشعبية التي دعت الى ” قطع الطريق” أمامه للوصول الى قصر قرطاج ،والثالث التنبيه الذي وجهته له الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على خلفية تصريحه ” ان فوز المرشح الثاني لن يكون إلا  بتزوير ألانتخابات”

هذه الأحداث تبين حالة العزلة الميدانية والسياسية والارتباك في التعاطي مع نتائج الانتخابات ، رغم تأكيد ادارة حملته الانتخابية أن السيد المرزوقي تحول الى ” ظاهرة” نظرا للدعم الشعبي الذي يلقاه ، وتأكيده هو أنه سيقبل بنتائج الانتخابات مهما ايجابية او سلبية

في مدينة سليانة ، اضطر السيد المرزوقي لقطع مداخلته بسبب احتجاج المواطنين ورفعهم شعار ” ارحل” ، ومدينة سليانة هي المدينة التي واجهت قوات الأمن ( في فترة حكم الترويكا)  ابناءها باستعمال ” الرش” عندما احتجوا ونزلوا للشوارع مطالبين بحقهم في التنمية ، دون ان يُسمع صوت للسيد المرزوقي ( الحقوقي) يندد بهذه الأحداث التي مازال عدد من شباب الجهة يعاني منها الى اليوم

شعار” ارحل ” هو بمثابة الموقف من تجربة الحكم للسيد المنصف المرزوقي وتحالفه مع حركة النهضة ، تجربة الحكم التي يتعمّد دائما تجاوزها في حملته الانتخابية ، وإن تعرض لها فإنه يحاول التملص من مسؤولياته ، تحت عنوان ” خاطيني”

أمس ايضا أصدرت الجبهة الشعبية موقفها من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية ، الذي تضمن ” قطع الطريق” أمام المنصف المرزوقي للوصول الى قصر قرطاج

موقف هذا الائتلاف الحزبي الذي استند أيضا الى  تجربة الحكم  الفاشلة للترويكا ، جاء ليُبيّن حالة العزلة السياسية التي اصبح عليها السيد المنصف المرزوقي ، فرغم تاريخه النضالي و الحقوقي و السياسي الذي يذكّر به في كل مناسبة ، فإنه لم يستطع أن يضمن دعم العائلات الفكرية والسياسية في تونس ، بما في ذلك تلك التي كان معها جنبا الى جنب في النضال الحقوقي و السياسي

لم يتمكن السيد المرزوقي من كسب تأييد كل حركة النهضة التي مازالت منقسمة على نفسها بين داعم له وبين رافض ، ولم يتمكن من كسب تأييد مكونات الجبهة الشعبية ذات المرجعية اليسارية ، كما لم يتمكن من كسب تأييد التيار القومي في تونس بشقيه الناصري و البعثي ، رغم تحريكه لوتر اغتيال الزعيم صالح بن يوسف

الحدث الثالث الذي سجل أمس ، هو التنبيه الذي وجهته له الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على خلفية تصريحه ” ان منافسه ان فاز فسيكون ذلك من خلال التزوير”

الهيئة اعتبرت هذا التصريح تشكيك في نزاهتها وفي العملية الانتخابية قبل أن تقع ، لكن سياسيا ، هذا التصريح هو رفض مسبق لنتائج الانتخابات ن وفتح البواب من الآن للاحتجاج على نتائج الاقتراع وادخال البلاد في دوامة اللاستقرار ، وهو مسار خطير لكنه يحقق أهداف السيد المرزوقي في البقاء في قصر قرطاج مهما كان الثمن

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة