فيما تتخذ الحرب في سوريا منعطفا جديدا فان هناك مخاطر من حدوث أضرار مصاحبة تصل الى مشارف حدودنا
انقلب المشهد في سوريا وأصبح الحفاظ على نظام الأسد مهمة نبيلة لدى العديد من الدول الغربية التي بشرت العالم قبل نحو سنتين بقرب نهايته
اليوم تغير المشهد فوق قطعة الشطرنج ولكن يخشى ان نجد أنفسنا مرة أخرى خارج اللعبة
رغم ان مصالحنا الحيوية ونعني بها الأمنية تتطلب حضورنا بشكل جلي الا ان الأمر لا يبدو كذلك الى حد الان
فالحل القادم في سوريا هدفه كنس الجماعات التي تنتمي الى تنظيم داعش الإرهابي الذي يضم المئات من التونسيين في صفوفه من مختلف الرتب
ولكن السؤال المطروح اين سيذهب هؤلاء فالوضع مختلف عما كان عليه يوم سقط نظام طالبان في أفغانستان بعيد عملية البرجين في نيويورك اذ وجد الفارون من نيران الانتقام الأمريكي مواطئ قدم لهم في بؤر أخرى حتى انهم كانوا مخيرين للتوجه الى جبهات أخرى مثل الصومال و مالي وليبيا مثلما خيروا في السابق بين الذهاب الى البوسنة او العراق او الشيشان يوم انهزم السوفيات في أفغانستان
الوضع مرتبك لهؤلاء وقد يختارون الوجهة الانسب بالنسبة اليهم ولا احد يشك في انها لن تكون سوى ليبيا اين يسيطر الغموض والفوضى على المستوى المحلي كما الدولي فيما يبشرنا المنغمسون في إيجاد حل هناك بان الوقت ينفذ وان الكفة تميل نحو أصحاب الحل العسكري مما يعني مزيدا من الفوضى وهي التربة التي يسعى اليها الارهابيون الذين يجعلهم هذا البلد أكثر جرأة
ولربما سيكون الخطر الأكبر والأصعب هو ان حربا طويلة الأمد ستلقي بظلالها هناك مما سيؤثر بشكل مباشر على استقرار بلدنا
ففي تونس لم يحسم الأمر بعد فيما يهم التعاطي مع العائدين من جبهتي القتال السورية والعراقية فيما لو قرروا العودة طواعية او غصبا عنهم
فوزارة الخارجية مرتبكة في تعاطيها مع هذا الملف الحرق اما الشركاء في الحكم فليست لديهم صيغة مشتركة او مفهوم واضح لملف المقاتلين التونسيين في الخارج
فحركة نداء تونس وعبر ممثلها في وزارة الخارجية مازال مترددا في تحديد وزن الربح والخسارة من وراء الإعلان عن إعادة العلاقات مع نظام الأسد فيما يلمح زعيم حركة النهضة الشريك القوي في الحكم الى إمكانية منح فرصة لهؤلاء لما يطلق عليه الاستتابة دون الخوض في تفاصيل ما سينجر عن ذلك من مخاطر تصل الى حجم اللعب بالنار كما يقال
المواقف والتحالفات تتغير بسرعة في المنطقة ونحن لسنا بمنأى عن ارتداداتها السلبية كما الإيجابية ولكن الامر يفترض الا نكون خارج الاطار لجني الثمار او منع الكارثة
ولكن السؤال المحير هل نحن مستعدين لذلك او على الأقل ادراك ما يحصل او ما سيحصل