Accueilالاولىالبطالة سلاح «داعش» لتجنيد الشباب في تونس

البطالة سلاح «داعش» لتجنيد الشباب في تونس

تابعت الصحف العالمية باهتمام الأوضاع داخل تونس وخاصة الاضطرابات الأخيرة والتظاهرات المنادية بتوفير فرص عمل ملائمة وأوضاع معيشية كريمة، ورأت أن البطالة والفشل في تحقيق التطلعات الاقتصادية من أهم الوسائل التي يستخدمها تنظيم «داعش» والتنظيمات المتطرفة لتجنيد مقاتلين من بين الشباب العاطل.
قالت جريدة «ذي إيكونومست» البريطانية إن البطالة هي السبب الحقيقي وراء اشتعال الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها تونس، مؤكدة أن الديمقراطية هي وحدها القادرة على حل جميع المشاكل العالقة بالدولة.
ولفتت الجريدة إلى أن نسب البطالة بين الشباب تجاوزت حاجز الـ15% خلال العام الماضي، فنحو ثلث الشباب التونسي عاطل عن العمل، خاصة في المناطق الريفية مثل ولاية القصرين، ويستغرق الشباب ست سنوات على الأقل للعثور على وظيفة مناسبة، ونصف خريجي الجامعات لا يجدون وظائف قبل سن 35 عامًا.
وبالنسبة للسياحة، لفتت الجريدة إلى أن الاضطرابات الأخيرة زادت الأمر سوءًا، إذ أعلنت ثلاث شركات سياحية بريطانية إلغاء رحلات الطيران إلى تونس حتى نوفمبر المقبل، وتشكل السياحة 15% من إجمالي الناتج المحلي و14% من الوظائف المتاحة.
ولجأت الحكومة التونسية إلى تعيين مزيد من الشباب في القطاع العام وزيادة مرتبات الشركات والمصالح الحكومية لإرضاء الاتحادات العمالية، ونتيجة لذلك تضاعفت أجور القطاع العام لتمثل 13% من إجمالي الناتج المحلي وهو الأعلى في العالم، وتتوقع الحكومة التونسية ارتفاع قيمة عجز الموازنة ليصل إلى 3.9% العام الجاري.
وأكدت «ذي إيكونومست» أن القطاع العام في تونس يحتاج إلى إعادة هيكلة بشكل سريع وفعَّال ليستوعب عددًا أكبر من التونسيين بشكل لا يؤثر على الموازنة العامة للدولة.
ومن جانبها قالت جريدة «إنترناشيونال بيزنس تايمز» إن الشباب العاطل في تونس يوفر أرضًا خصبة يستطيع تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة استخدامه لتجنيد مقاتلين بسهولة.
وذكرت الجريدة أن نسب البطالة المرتفعة، وتدني مستويات المعيشة قد يدفع الشباب إلى أحضان «داعش» بسبب المقابل المادي المغري الذي يوفره التنظيم، والذي يصل إلى 1500 دولار شهريًا.
فبجانب نسب البطالة المرتفعة، تدفع القوانين الصارمة التي تفرض العلمانية بعض الشباب للانضمام إلى «داعش» باعتباره الجهة الوحيدة المعبرة عنهم وعن أفكارهم، مما يجعل تونس الدولة الأمثل لتجنيد المقاتلين.
وقالت الجريدة البريطانية «جميع التنظيمات المتطرفة بالمنطقة تعرف جيدًا الفرص المتاحة في تونس، ولهذا يحرصون على إبقاء الاقتصاد في وضع متأزم بشن مزيد من الهجمات الإرهابية».
ويوجد بتونس نحو 200 ألف شاب عاطل عن العمل بين 18 – 34 عامًا، وتعد تونس هي المصدر الأول للمقاتلين الأجانب الذين ينضمون لـ«داعش» في ليبيا والعراق وسورية.
ومع استمرار نسب البطالة الحالية، توقعت «إنترناشيونال بيزنس تايمز» زيادة أعداد التونسيين المنضمين لـ«داعش» للحصول على العملة الصعبة.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة