Accueilافتتاحيةالبحث عن زعيم في زمن الانفلات

البحث عن زعيم في زمن الانفلات

ماقاله السيد معز السيناوي  الناطق الرسمي لرئيس الجمهورية منأن  مبادرة رئيس الجمهورية هي نتاج لمشاورا ت وحوارات متعددة مع أطياف مختلفة هو كلام مجاف للحقيقة حين نستمع الى تصريحات  أبرز الشركاء السياسيين للائتلاف الرباعي الحاكم فرئيس حركة النهضة ورئيس حزب افاق تونس  ورئيس الحكومة أكدوا وعلى الهواء مباشرة انهم كانوا اخر من يعلم بمبادرة رئيس الجمهورية مما يطرح أكثر من سؤال حول مصدر المبادرة وأهدافها وأسبابها

اما عن الطرف الرئيسي الذي توجهت اليه المبادرة وهو الاتحاد العام التونسي للشغل فلم يكن أمره مختلفا عن من سبقوه اذ لم يتوقف الامر عن تأكيده بأنه لا علم له بمبادرة الرئيس بل أكد مرارا وتكرارا بأنه لن يكون شريكا في أية حكومة قادمة أو لاحقة

ما حصل بالأمس زاد في ارباك المشهد السياسي وسيؤثر حتما على الأداء الحكومي وسنشهد مرحلة من اللاقرار  داخل ردهات الوزارات والمؤسسات ستستمر باستمرار المشاوارات التي قد لا تفضي في النهاية الى اي نتيجة تخرج البلاد من قاع الازمات

كان على رئيس الجمهورية ان يطرح امر حكومة الصيد على البرلمان ليمنحها او يحجب عنها الثقة وهي الطريق الوحيدة السالكة يضمن من خلالها احترام الدستور واحترام ارادة الناخب التونسي

ولكن رئيس الجمهورية الذي يتعاطى مع الحبيب الصيد كوزير اول وليس كرئيس للحكومة  سعى في اكثر من مناسبة    ان يتصدر المشهد السياسي في البلاد بما في ذلك المواقع التي هي من اختصاص رئيس الحكومة  وكان عنوانها الرئيسي زيارة باب الفلة .

لقد فات رئيس الجمهورية بأن البلاد ليست في حاجة الى أسماء بقدر حاجتها الى أفكار يتقاسمها ويلتزم بها جميع الشركاء في الحكم والاكثر من هذا كله فانه يصعب اليوم ان تجد قائدا جرئيا وسط هذا الكم الهائل من الانفلات .

ولكن ما نشهده اليوم هو أشبه بفرقة موسيقية  ليست فقط بلا قائد أوركسترا بلا العازفين لا يضعون أمامهم نفس النوتة .

مبادرة رئيس الجمهورية دعونا نضعها ضمن المبادرات الخيرة ولكن وضع كامل الفريق الحكومي في هذا الظرف بالذات داخل سقيفة الانتظار سيؤدي الى نتائج سلبية لا محالة .

ففي السقيفة تلتقي الملائكة بالشيطان

فما دمنا لم نتجه الى تحديد أسباب الأزمة التي نعيش ليتحمل كل مسؤول مسؤوليته سواء كانوا افرادا ام احزاب او منظمات فاننا سنواصل عملية رحي للماء لا تنتهي

 

اذ كيف يحمل رئيس الجمهورية المسؤولية لرافضي المشاركة في حكومة الوفاق في ما ستؤول اليه الأوضاع والحال انهم كانوا مغيبين عن تخطيط البناء

ما فعله رئيس الجمهورية بالامس شبيه بما فعله ذلك الرجل الذي قتل امه وأباه وخرج للناس باكيا ساعدوني  انني يتيم .

 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة