Accueilالاولىالقاعدة تغير تحالفاتها

القاعدة تغير تحالفاتها

أثار التسجيل الصوتي الجديد الذي أطلقه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حالة من الجدل بين مراقبي الجماعات الإرهابية، إذ رأى البعض أنه قد يكون بمثابة شرارة تطلق الكثير من النيران، وقد تغير ملامح خارطة التحالفات ومناطق النفوذ التي تتقاسمها جماعات العنف الديني في المنطقة.

وأعلن الظواهري خلال التسجيل الذي بثه علي شبكة الإنترنت، والبالغ طوله 14 دقيقة، بيعته لزعيم طالبان الجديد الملا هيبة الله أخند زادة، وهو ما اعتبره البعض مقدمة لميلاد جديد للتنظيمين، طالبان والقاعدة، يستعيدان عقبه البساط الذي سحبه داعش من تحت قدميهما، محتكراً العنف الراديكالي المصبوغ بالصبغة الإسلامية في سنوات الألفية الجديدة، بينما كانت حقبة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي حقبتيهما بامتياز.

وتعود العلاقة بين طالبان والقاعدة لعقود مضت، تراوحت خلالها ما بين التحالف إلى التصادم البسيط علي مناطق النفوذ، وفي حين بقي طالبان الأخطر عملياتياً، إلا أنه لم يخرج عن حدود إقليمه جغرافياً، في حين بات اسم القاعدة عالمياً من خلال سلسلة بيعات لأميره وشيخه أسامة بن لادن الذي أعلنت أمريكا قتله قبل سنوات قلائل.

وقال الظواهري في رسالته: “نبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى سنة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم، ونبايعكم على إقامة الشريعة حتى تسود بلاد المسلمين حاكمة لا محكومة، قائدة لا مقودة، لا تعلوها حاكمية ولا تنازعها مرجعية”.

ووصف نائب مرشد الإخوان السابق المنشق عليها الدكتور محمد حبيب البيعة بأنها “قد تكون بداية لصراع دموي بين تحالف طالبان /القاعدة من جهة، وتنظيم داعش على الجانب الآخر”.

وارجع حبيب اشتعال الصراع المتوقع إلى التنافس على الزعامة والسيطرة، خاصة وأن داعش بات صاحب “الكعب الأعلى” في استقطاب الشباب وتجنيدهم، فضلاً عن تمكنه من إقامة دولة مزعومة في الشام والعراق وهو الحلم الذي فشلت فيه القاعدة.

وتوقع حبيب أن تحرك القاعدة فرعها في الشام “النصرة”، كمفرزة متقدمة في الصراع د، الذي سرعان ما سيتحول لاقتتال دموي، حسب تعبيره.

وقلل الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الجهادي السابق نبيل نعيم من الاحتمالات الخطرة لتبعات البيعة، وقال لموقع24: “الصراع بين القاعدة وداعش فوق الأراضي السورية قائم بالفعل، وكلاهما صفي للآخر قادة ومقاتلين، وبيعة الظواهري للملا هيبة الله لن ترفع مستوي الصراع، خاصة أن تحالف القاعدة وطالبان هش، كونهما مختلفين عقائدياً”.

وأضاف نعيم: “الظواهري يعلم جيداً أن أمنه الشخصي مرتهن بحماية طالبان له، وهو مكتف بمناطق نفوذ محدودة، وربما يكون الهدف الرئيس هو تسخين مسرح عمليات التنظيم في أوروبا”.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة