ثمة أمر غريب وعجيب تعيشه تونس منذ سنوات والى هذه اللحظة التي داهمنا فيها شهر رمضان وهذه الحالة يمكن أن نطلق عليها سياسة ملء البطون
فقبل شهر رمضان وخلاله وبعده لا يتوقف الحديث في مختلف وسائل الاعلام عن كل ما يتعلق بالاستهلاك ولا شيئ غير الاستهلاك
وتتعدد التعاليق والشكاوى حول غلاء اسعار البيض وشح الجيوب ويتنقل كبار المسؤولين في الدولى من سوق الى اخرى للحديث عن غذاء البطون حتى ان تنافسا محموما بين ٍاسي السلطة في البلاد خلف العديدمن التعاليق فبعد ان تحول رئيس الجمهورية الى سوق باب الفلة لمعاينة أسعار الفلفل والطماطم والكرشة انتقل رئيس الحكومة الى مدينة باجة للتعرف على اسعار المخارق والزلابية حتى الريبورتاجات الاذاعية والتلفزية تتناسل كل يوم ويتكرر نفس المشهد قضية ملء البطون لا تتوقف
ولغة البطون لا تنتهي في الأسواق بل انتقلت بشكل مفضوح الى ساحة السياسة بل فلنقل سوق السياسة حتى ان المفردات المستخدمة بين ساسة بلادنا تصب في تلك الخانة ولا يخلو حوار سياسي من مفردات على شاكلة اقتسام الكعكعة وكول ووكل وياكلو وحدهم والغنيمة الخ
وهذا الامر تحول الى عدوى تعبر عن غياب أي طموح للارتقاء بتطلعات الناس نحو الافضل والارقى
وعبارة أكل تشير بلا شك الى رغبات وممارسات اخرى غير غذائية وتحتوي على ايحاءات تنزل الى ما تحت البطن وبعبارة اخرى أكثر دقة فقد بقينا نلهث وراء تحقيق الرغبات الدنيا كتلك الشبيهة برغبات اي كان حي على وجه البسيطة من حيوان ونبات ليس الا