Accueilالاولىالصيد تحرك لضرب الفساد فتحركت الحيتان لابعاده

الصيد تحرك لضرب الفساد فتحركت الحيتان لابعاده

الوثيقة التي تم تسريبها أمس الى احدى الاذاعات الخاصة والتي تضمنت جردا واسعا للمؤاخذات التي توصل اليها دهاقنة السياسة في تونس حول أخطاء حكومة الصيد تكشف على ان الاعداد والاستعداد للاطاحة بهذا الرجل تعود الى ما قبل اعلان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي عن مبادرته لتشكيل حكومة وطنية  وبالتالي فان قصر قرطاج قام بهذه الخطوة تتمة لما خطط له بليل  لأسباب سنعود اليها لا حقا بالتفصيل

وبالعودة الى ما تضمنته الوثيقة  نجد انها  مليئة بالتعابير الانشائية ولا علاقة لها بالواقع الذي نعيش  فحين يتحدث واضعوها عن غياب الشجاعة لدى الحكومة وغياب  التناسق بين اعضائها وغياب البعد السياسي لديهم  فان مثل الكلام مردود على أصحابه

فهذه الحكومة حتى قبل انفجار الحزب الاول وهو حركة نداء تونس لم تكن متناسقة على الاطلاق فهي خليط من احزاب محافظة وليبيرالية وأخرى في وسط اليمين ورابعة بلا لون ولا طعم ولا رائحة . وبالتالي فالحديث عن غياب التناسق هو شبيه باكتشاف الماء من جديد

اما عن غياب البعد السياسي عن توجه الحبيب الصيد فقد نسي الفريق الذي قام باختياره لرئاسة الحكومة انه فعل ذلك لعلمه ان الرجل هو رجل ملفات ورجل ادارة باتم معنى الكلمة ولا باع له في عالم السياسة  وان مارس العمل السياسي فانه فعل ذلك وفقا لمخطط وضعه الفريق الحاكم المتجانس جدا .

من جهة اخرى ان القول ان حكومة الصيد لا تمتلك الجشاعة الكافية  لتنفيذ برامجها فانه الى حد علمنا لم يصدر الشركاء السياسيين الاربعة اي برنامج شجاع ليتم تنفيذه من قبل الحكومة  والى حد علمنا فانه لا توجد في الصيدليات التونسية حبوبا لتتنمية الشجاعة .

يبدو جليا ان مبادرة الرئيس هي نتيجة لضغوطات ولوبيات ساءها تحرك الصيد لضرب حيتانها عبر برنامج  لضرب دابر الفساد شرع في تنفيذه منذ فترة قصيرة  وبالتالي فان السعي الى ابعاده وارباك المشهد السياسي واعادة خلط الأوراق من جديد وتأجيل موعد المحاسبة ولم لا القضاء عليها .

لقد نسي وضعوا  الوثيقة المسربة ان أصل الأزمة في تونس هو الحزب الفائز بالانتخابات ونعني بذلك حركة نداء تونس التي دخلت في حالة هيستيريا سياسية  عرفة بأزمة الشقوق والانشقاقات والخصومات ومعارك كراسي لا تنتهي ولن تنتهي

فافرغ الحزب من عقلائها واستقال من استقال و وانسحب من انسحب لتبقى ساحة الحزب مرتعا للانتهازيين والزناسة  بكل أشكالهم وألوانهم  واصبح المشهد شبيها بذلك المراهق الذي ربح مليارا في اليناصيب .

وهكذا اثر المشهد السياسي المرتبك في البلاد على اداء الحكومة  في العديد من المناحي لعل ابرزها المنحى الاجتماعي الذي يعيش حالة من الفوضى لا مثيل لها .

 

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة