Accueilالاولىالجيش السوري يعلن استعادة حلب

الجيش السوري يعلن استعادة حلب

اعلن الجيش السوري مساء الخميس استعادته كامل مدينة حلب، ثاني اهم المدن السورية، في انتصار يعد الاكبر للنظام السوري على فصائل المعارضة منذ اندلاع النزاع في 2011.
وجاء في بيان للجيش السوري “بفضل دماء شهدائنا الأبرار وبطولات وتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة والقوات الرديفة والحليفة وصمود شعبنا الأبي، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقى منهم من المدينة”.
اما الفصائل المعارضة السورية فرأت في ما يحصل “خسارة كبيرة”، بحسب تعبير ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، احد ابرز الفصائل المعارضة التي كانت موجودة في مدينة حلب السورية.
ورأى اليوسف ان “خسارة حلب بالجغرافيا والسياسة هي خسارة كبيرة، وتعد في ما يتعلق بالثورة منعطفا صعبا على الجميع”، مؤكدا في الوقت ذاته “لن نتراجع عن مطالب اسقاط نظام القمع والفساد”.
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حركة احرار الشام احمد قره علي ان “حلب باتت تحت الاحتلال الروسي والإيراني”.
ومباشرة بعد اعلان الجيش السوري، نزل الآلاف من مؤيدي النظام الى الشوارع في غرب مدينة حلب، واطلقوا العنان لابواق سياراتهم ورفعوا الاعلام السورية والروسية وصور الرئيس بشار الاسد، واطلق البعض الرصاص في الهواء ابتهاجا، وفق ما نقل مراسل فرانس برس في المدينة.
وقال عمر حلي، احد المحتفلين لفرانس برس “فرحتنا كبيرة جدا”، مضيفا “لا نحسب الخمس سنوات التي كان الارهابيين فيها هنا من حياتنا، الآن عادت حلب”.
وعلت ايضا الاغاني الوطنية التي رقص المحتفلون على انغامها والتقطوا الصور التذكارية عبر هواتفهم الخلوية، ومنهم رنا السالم (29 عاما).
وتقول الشابة بمعطفها الاحمر والكحل الذي زين عينيها “ما ان اعلن الانتصار على المسلحين حتى نزل اهالي حلب الى الشوارع. نزلوا ليعيشوا لحظات ينتظرونها منذ خمس سنوات”.
واكد بيان الجيش السوري ان “هذا الانتصار يشكل تحولاً استراتيجيا ومنعطفا هاما في الحرب على الارهاب من جهة وضربة قاصمة للمشروع الارهابي وداعميه من جهة أخرى”.
واتى الاعلان مباشرة بعد انتهاء عملية اجلاء عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين من اخر جيب كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة في عملية تمت بموجب اتفاق روسي ايراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه الجيش السوري على الاحياء الشرقية.
وافاد التلفزيون السوري في وقت لاحق ليل الخميس الجمعة بدخول الجيش الى هذا الجيب الاخير.
وشكلت مدينة حلب منذ العام 2012 مسرحا لمعارك عنيفة تسببت بمقتل الاف من المدنيين وبدمار هائل في الابنية والبنى التحتية في شرق المدينة.
وباتت المدن الخمس الرئيسية في البلاد، دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية، تحت سلطة الحكومة السورية.
وتشكل استعادة حلب تحولا جذريا في مسار الحرب في سوريا وتعد الانتصار الابرز لدمشق وحلفائها الذين قدموا لها منذ بدء النزاع دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وابرزهم روسيا وايران.
وهي تشكل في المقابل ضربة قاسية بالنسبة الى المعارضة السورية التي سيكون من الصعب ان تعوض خسائرها ميدانياً وسياسياً. كما انها تعد خسارة للدول الداعمة للمعارضة وتحديدا دول الخليج وتركيا ودول الغرب التي رات في المعارضة بديلاً محتملاً للنظام السوري.
واعتبر الاسد في وقت سابق الخميس ان “تحرير حلب من الارهاب ليس انتصارا لسوريا فقط بل لكل من يسهم فعليا فى محاربة الارهاب وخاصة لايران وروسيا”.
ولفت الى انه “في الوقت ذاته انتكاسة لكل الدول المعادية للشعب السوري والتي استخدمت الارهاب كوسيلة لتحقيق مصالحها”.
وبدا المجتمع الدولي نتيجة العداء بين روسيا والقوى الغربية وتحديدا الولايات المتحدة، عاجزا عن القيام بأي خطوات لوضع حد للازمة الانسانية المأسوية التي شهدتها المدينة خصوصا خلال فترة حصار الاحياء الشرقية.
ومنذ تحول حركة الاحتجاجات في سوريا الى نزاع مسلح في العام 2012، باتت حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري وساحة معارك بين طرفي النزاع وانقسمت الى احياء غربية تحت سلطة الحكومة وشرقية تسيطر عليها المعارضة.
وبغطاء جوي من روسيا، التي بدأت حملة داعمة لدمشق اعتبارا من نهاية أيلول/سبتمبر 2015، شنّ الجيش السوري خلال الفترة الماضية هجمات عدة على الاحياء الشرقية. وتمكن من فرض حصار مطبق عليها في تموز/يوليو الماضي ما فاقم معاناة سكانها.
وكان عدد سكان شرق حلب يقدر بـ250 الفا قبل بدء الجيش هجومه الاخير منتصف نوفمبر.
ودفعت المعارك الاخيرة عشرات الآلاف الى النزوح الى مناطق سيطرة الجيش في المدينة. وبعد تضييق الخناق على المقاتلين ومن تبقى من مدنيين محاصرين، تم التوصل الى اتفاق الاجلاء.
وبهزيمتها في حلب، باتت الفصائل المعارضة تسيطر بشكل رئيسي على محافظة ادلب (شمال غرب)، ومناطق متفرقة في محافظة حلب وريف دمشق وجنوب البلاد.
ويقول الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن للابحاث فابريس بالانش ان الرئيس السوري بشار الاسد بحاجة الى هذا الانتصار لانه لن يكون رئيساً فعلياً من دون حلب.
ويوضح “كان من الصعب عليه تولي زمام الامور في سوريا مستقبلا من دون ثاني مدنها، وبالتالي بامكانه من خلال هذا الانتصار ان يقدم نفسه على انه رئيس سوريا بكاملها”.
وتضع استعادة حلب النظام السوري على طريق تحقيق هدفه باستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة.
ويرى محللون انه بات بإمكانه ان يمسك بمفاتيح مفاوضات السلام المحتملة بعد فشل ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة السنة الحالية باشراف الامم المتحدة.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة