Accueilافتتاحيةميناء رادس انتهى دوره

ميناء رادس انتهى دوره

أقر مجلس وزاري بإشراف رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوم 14 نوفمبر الماضي مبدأ إنجاز الرصيفين 8 و 9 بميناء رادس لتخفيف الـضــغــط عـليـــه و تحسين مردوديته باعتبار الطاقة القصوى التي تم بلوغها والتي لا تمكن من مواكبة تطور الحركة المينائية و تطور النقل البحري و التجارة الخارجية للبلاد.

وخلال هذا المجلس الوزاري المضيق تم النظر في مدى تقدم انجاز مشروع الميناء بالمياه العميقة بالنفيضة و الحلول المؤسساتية و القانونية للتسريع في انجازه .

و أقر المجلس في هذا الخصوص إحداث لجنة قيادة وزارية لمتابعة مختلف مراحل إنجاز المشروع و المصادقة على مخرجاتها علما و أنه قد تمت برمجة إجتماعها الأول بعد غد 02 فيفري للنظر في نتائج تحيين الدراسة الإقتصادية للمشروع.

ويوم 14 جانفي 2017 قال كاتب الدولة لدى وزير النقل انذاك هشام بن أحمد إنه سيتم قريبا إطلاق طلب العروض الخاص بمشروع الميناء التجاري بالنفيضة.

وأضاف بن أحمد في مداخلة اذاعية أنه تم الانتهاء من الدراسات المتعلقة بهذا المشروع والذي سيمكن من توفير أكثر من 20 ألف موطن شغل بينها 3 آلاف فرصة عمل بصفة مباشرة.

وأوضح أنه تم اختيار جهة النفيضة بعد دراسات عديدة ونظرا لموقعها ولتوفر المواصفات التقنية والبنية التحتية الضرورية، مشيرا إلى أن الميناء الجديد سيسمح باستقبال البواخر التي تصل حمولتها إلى 18 ألف حاوية.

لقد استبشر العديد من المهتمين بالنقل البحري بهذا المشروع الضخم الذي سينافس اكبر الموانئ بالضفة الجنوبية للمتوسط على غرار ميناء مرسيليا .

ولكن مقابل ذلك طرحت العديد من التساؤلات حول اهمية توسعة ميناء رادس الذي وفقا للخبراء سيكلف الدولة التونسية نحو 300 مليون دينار عدا تكلفة التجهيزات.

والاهم من هذا كله تسعى وزارة النقل الى تشريك القطاع الخاص الى جانب الشركة التونسية للشحن والترصيف لتمويل هذا المشروع في وقت تلوّح فيه النقابات برفض أي شراكة مع القطاع الخاص هذا القطاع الذي ينظر بعين الريبة لمستقبل هذا الميناء الذي يعاني لأسباب بشرية وموضوعية مما حمل العديد من النقالين المحليين والدوليين الى الالتجاء الى ميناءي صفاقس وبنزرت.

فالمردودية في ميناء رادس ضعيفة للغاية وغير مربحة فهذا الميناء لا يستقبل سوى السفن الصغيرة التي لا تتجاوز حمولتها الـ1500 حاوية في أقصى الحالات ومثل هذه النوعية من السفن هي في طور الانقراض في مجال التجارة البحرية وان غالبية السفن التجارية الان قادرة على نقل ما بين 18 الف و25 الف حاوية دفعة واحدة

ويضاف الى ذلك انه في الوقت الذي تقوم فيه الموانئ البحرية الاخرى على مستوى دول جنوب المتوسط بتفريغ وشحن ما بين 30 و35 حاوية في الساعة فان الامر مختلف تماما في ميناء رادس اذ أنه لا يمكن تفريغ سوى7 حاويات في الساعة الواحدة لتصل مدة الانتظار الى أسبوعين اثنين.

اما ميناء النفيضة للمياه العميقة فإنه سيسمح بربط تونس بمحاور النقل البحري الرئيسية الدولية وخاصة بين البلدان الآسياوية والغرب وهذا سينعكس ايجابا على التصدير ودعم القدرة التنافسية من ذلك ربح آجال النقل البحري يصل الى 15 يوما وتقليص الكلفة بحوالي 15 ٪.

وامام هذه الحقائق يتساءل المختصون في مجال النقل البحري عن الحكمة من وراء توسعة ميناء رادس في وقت تستعد فيه الحكومة الى احداث ميناء جديد قادر على استيعاب الجيل الجديد من السفن ذات السعة العالية فضلا عن القدرة الانتاجية التي تختلف جذريا عمّا نشهده اليوم في ميناء رادس الذي يمكن استغلاله في مرحلة قادمة في مجال بعينه كالحبوب او الاسمنت او البترول .

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة