Accueilالاولىزيارة مرتبكة لوزير الداخلية الايطالي الى تونس

زيارة مرتبكة لوزير الداخلية الايطالي الى تونس

رغم الاعلان عنها قبل ثلاثة أيام عبر وسائل الاعلام الايطالية الا أن ارتباكا أصاب زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني اذ كان من المنتظر حسب ما صرح به وزير الداخلية هشام الفوراتي ان يغادر تونس في حدود الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس ويلتقي قبل ذلك رئيس الحكومة يوسف الشاهد في حدود الساعة الثانية ونصف الا ان هذا الاخير اعتذر عن تقديم موعد اللقاء الى حدود الساعة الواحدة بعد الظهر ولكن رئيس الحكومة أبلغ الايطاليين ان روزنامة مواعيده لا تسمح له بذلك. علما بان مصادر اعلامية ايطالية تحدثت لـ «الصحافة اليوم» أكدت ان برنامج الزيارة لم يتضمن أي لقاء بين سالفيني والشاهد.

ولم يصدر أي بلاغ رسمي سواء من الجانبين الايطالي والتونسي حول هذا الارباك خاصة وان مثل هذه الزيارات يتم ضبطها بدقة من قبل سفارتي البلدين ولكن ما حصل يثير الحيرة والاستغراب خاصة وانه لم يحدث أي طارئ خطير سواء في تونس او في روما ليربك هذه المواعيد.

وخلال الندوة الصحفية أكد سالفيني أن تصريحه الإعلامي الذي قال فيه إن تونس تصدّر المجرمين إلى إيطاليا أخرج من سياقه، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي هشام الفوراتي.

وأكد سالفيني أن إيطاليا «ترحّل المهاجريين غير النظاميين التونسيين بطريقة لائقة».

وفي تصريحه لوسائل اعلام ايطالية قال سالفيني، «نحن هنا من أجل تحسين الاتفاقيات المبرمة من وجهة النظر التجارية والاقتصادية والسياحية والثقافية والأمنية. وعليه، نحن هنا لإحراز بعض التقدم وليس الرجوع خطوات إلى الوراء».

وأشار سالفيني الذي سيتحول الى نيجيريا عقب زيارته الى تونس إلى أن «التمكن من المساهمة في الاستقرار في تونس هو مبعث سعادة بالنسبة لي، لأنه بذلك يتم الحد من الهجرة، كما أنني سعيد أيضا لإقرار موازنة في إيطاليا تعطي أمل ومستقبل وفرص عمل للشباب».

وبشأن دعم السلطات في تونس للتصدي للهجرة السرية المنطلقة من شواطئها، قال وزير الداخلية الإيطالي «سنعمل على إيقاظ الاتحاد الأوروبي من غفوته تجاه تونس. بنهاية أكتوبر المقبل، سيصل زورقا دورية (لخفر السواحل التونسي) من الحكومة الايطالية وأربعة زوارق أخرى ستصل تباعاً. نفعل كل ما في وسعنا فيما يتعلق بالاجهزة والتدريب، كي نجعل الاتفاقيات بين إيطاليا وتونس أكثر فعالية وكفاءة».

وكان سالفيني، قد كتب في تغريدة في أعقاب لقاء مع نظيره التونسي هشام الفوراتي صباح أمس الخميس، «سعيد باللقاء مرة أخرى مع زميلي وزير الداخلية فوراتي. لقد أكدنا أكبر التزام مشترك بين بلدينا على جبهات الهجرة والأمن ومكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية».

وكان سالفيني قد نوه خلال حوار مع إحدى قنوات التلفزة العامة الأسبوع الماضي ، بأن «حجم التدفقات من ليبيا هو صفر الآن»، وأردف معلنا أنه «بنهاية هذا الشهر سوف أذهب إلى تونس، التي أتى منها هذا العام 4 آلاف مهاجر… هناك لا توجد حرب أو مجاعة».

وفي جوان الماضي استدعت الخارجية التونسية السفير الايطالي بتونس للتعبير عن «استغرابها الشديد» من تصريحات مشينة لماتيو سالفيني بشأن الهجرة» الذي صرح خلال زيارة قام بها إلى صقلية أن تونس، البلد الحر والديموقراطي، لا يرسل إلى إيطاليا أناسا شرفاء بل في أغلب الأحيان وبصفة إرادية مساجين سابقين.

وتابع: «سأتحدث إلى نظيري التونسي حول وجود المهاجرين التونسيين غير الشرعيين، إذ لا يبدو لي أن هناك حروبا أو أوبئة أو مجاعات في تونس»، لافتا الى أن «الكثير من الإيطاليين ليس لديهم المأوى المناسب، وليس من المعقول والحال كذلك توفير المسكن لنصف القارة الإفريقية»، حسب تعبيره.

وأكد سالفيني للجنة التونسيين في الخارج التي زارت مقاطعة لاغوريا جنوب إيطاليا، أنه «لا يقصد إهانة تونس من خلال تصريحاته الأخيرة»، معرباً عن أسفه واعتذاره إذا ما تم فهم ما جاء على لسانه بطريقة خاطئة.

وأوضح سالفيني أن تونس صديقة لإيطاليا وقامت بدور كبير في الحدّ من الهجرة غير النظامية، وتحقيق الاستقرار والتوزان في الجوار المتوسطي، وبالخصوص مع الجانب الليبي.

وقال سالفيني إنه ينوي زيارة تونس، قريباً، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة على جميع الأصعدة، ومن بينها القضايا التي تهم الأمن المشترك والجهود المبذولة للتصدي للهجرة غير النظامية.

وأضحت ظاهرة الهجرة السرية من إفريقيا ، مصدر قلق حقيقي للحكومات الأوروبية التي تتحرك في جميع الاتجاهات وتتبادل الاتهامات من أجل وقف موجة الهجرة المتدفقة على سواحلها، بما فيها وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي، لجعل نظيراتها في شمال إفريقيا تقوم بدور حارس شواطئها عن بعد ويخشى ان يكون التصعيد الايطالي المتواصل على تونس مقدمة لمحاولة اجبارها على قبول احتضان منصة للمهاجرين غير الشرعيين .

ولم يتوقف ماتيو سالفيني على التأكيد على «مضي بلاده قدما في صدّ موجات المهاجرين، على الرغم من ارتفاع أصوات في دوائر كنسية ضد سياستنا». ولفت إلى أن الخيار أفضى إلى تراجع كبير في أعداد الوافدين منذ جوان الماضي.

وذكر في منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك «في الشهرين الأولين لتولي الحكومة الجديدة لمقاليد الحكم في إيطاليا تقلصت أعداد المهاجرين بأكثر من ثلاثين ألفا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.. الإرادة قوة.. لقد انتقلنا من الأقوال إلى الأفعال».

وفي رد يترجم عزيمة وإصرار الحكومة على تنفيذ سياساتها تجاه المهاجرين غير الشرعيين، والصمود في وجه انتقادات الدوائر الداخلية، ذكر بأنه «يمكنهم إهانتي، مهاجمتي وتهديدي بقدر ما يريدون، لكنني لا أتوقف، لأنني أعمل من أجل مصلحة الإيطاليين، وأنا أعلم أنهم معي».

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة