Accueilالاولىطريق الحرير يمنح عصا التناوب لتونس في افريقيا

طريق الحرير يمنح عصا التناوب لتونس في افريقيا

تعمل جمهورية الصين الشعبية على أن تكون تونس اللاعب  الأساسي في القارة الافريقية  الذي يحمل عصا التناوب في السباق الاقتصادي على طريق الحرير الذي شرعت في احيائه وخصصت له ميزانية ضخمة تجمعت حولها أربعة بنوك رئيسية في الصين.

والبنوك الاربعة التي تم الكشف عنها  لأول مرة يوم 23 جويلية 2017  هي بنوك تجارية مملوكة للدولة في الصين اتحدت لتمويل استثمارات خطة إعادة «طريق الحرير» التي أطلقتها بكين، مما يعزز طموحات إحياء مسار واحد من أهم الطرق التجارية، فضلا عن تدويل اليوان.

وقالت مصادر مطلعة إن بنك التعمير الصيني، ثاني أكبر بنك في الصين من حيث الأصول، يقوم بجولات ترويجية لجمع ما لا يقل عن 100 مليار يوان (15 مليار دولار) من مستثمرين من داخل البلاد وخارجها.

وقال اثنان من المصادر إن بنك الصين، أصغر البنوك الأربعة، يهدف إلى جمع نحو 20 مليار يوان.

ويأتي جمع الأموال بعد أقل من أسبوع من قول الحكومة، إنها ستعزز القواعد التنظيمية لخفض المخاطر أمام الشركات المحلية التي تستثمر في الخارج، وكبح الاستثمارات غير المتوازنة في خطة الحزام والطريق.

وتدقق الحكومة بشكل متزايد في الاستثمارات الدولية بعد بعض الصفقات الكبيرة في السنوات الأخيرة.

وتراجع الإنفاق الخاص على الاندماجات والاستحواذات الخارجية في الدول التي لا تستهدفها مبادرة الحزام والطريق، التي بلغت استثماراتها لعام 2017 نحو 33 مليار دولار هذا الشهر، مقارنة بـ 31 مليار دولار لعام 2016 بأكمله.

وفي أفريل 2017 افتتحت منظمة طريق الحرير للتعاون الثقافي والاقتصادي الدولي الصينية (سيكو)، مكتبا لها بتونس (سيكو تونس)، وهو الاول بافريقيا.ويهدف هذا المكتب الذي يتراسه، رئيس الغرفة التونسية الصينية، الطاهر بياحي، الى دفع علاقات التعاون الاقتصادي بين تونس والصين وتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة بين البلدين، حسب ما أفاد به أمين عام منظمة سيكو (منظمة صينية غير حكومية)، هونغ هونغ، خلال موكب تعيين بياحي على رأس مكتب تونس.

السيد الطاهر البياحي من الأقوال الى الأفعال

حسب هونغ هونغ، فإن المكتب الجديد لمنظمة طريق الحرير سيساهم في انجاز مشاريع ضخمة بتونس في قطاعات تشمل البنية التحتية والمناجم والطاقة والعقارات فضلا عن احداث منشآت سياحية. وينتظر أن يتم الانطلاق في انجاز ذات المشاريع، قبل نهاية 2017، حسب المسؤول الذي أكد تطلع منظمة (سيكو) لتعزيز مجالات التعاون ليشمل مجالي الثقافة والتكنولوجيا.

اما الرئيس التنفيذي لمنظمة «سيكو تونس» الطاهر بياحي، فقد أكد أن احداث المكتب سيمكن من جذب الاستثمارات الصينية الى تونس وتنشيط التجارة بين البلدين.ويشارإلى ان منظمة طريق الحرير للتعاون الاقتصادي والثقافي، تعمل ضمن مبادرة صينية عالمية تضم 61 غرفة تجارة دولية.

وحسب هونغ هونغ، فإن المكتب الجديد لمنظمة طريق الحرير سيساهم في انجاز مشاريع ضخمة بتونس في قطاعات تشمل البنية التحتية والمناجم والطاقة والعقارات فضلا عن احداث منشآت سياحية. وينتظر أن يتم الانطلاق في انجاز ذات المشاريع، قبل نهاية 2017، حسب المسؤول الذي أكد تطلع منظمة (سيكو) لتعزيز مجالات التعاون ليشمل مجالي الثقافة والتكنولوجيا.

اما الرئيس التنفيذي لمنظمة «سيكو تونس» الطاهر بياحي، فقد أكد أن احداث المكتب سيمكن من جذب الاستثمارات الصينية الى تونس وتنشيط التجارة بين البلدين.ويشارإلى ان منظمة طريق الحرير للتعاون الاقتصادي والثقافي، تعمل ضمن مبادرة صينية عالمية تضم 61 غرفة تجارة دولية.

وتهدف المنظمة الى تدعيم المبادلات التجارية بين الصين وباقي البلدان المتواجدة على خريطة طريق الحرير القديم.

وترتكز الإستراتيجية المتعلقة بادماج تونس ضمن مشروع طريق الحرير الجديد على مجموعة من الأسس منها العلاقات الديبلوماسية والقنصلية والبنية التحتية والعلاقات في قطاعات النقل والسياحة وخاصة الإستثمار.

وشددت هذه الإستراتيجية، التي هي ثمار دراسة أعدها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات وتم تقديمها خلال منتدى تونس2017 الذي جاء تحت شعار « تونس والصين : شراكة للمستقبل »، على ضرورة مقاومة الممارسات غير المشروعة المتمثلة في الإدلاء ببيانات كاذبة (كميات خاطئة وأسعار مغلوطة…) ومراجعة المعايير التقنية دون تحويلها إلى حواجز غير ديوانية.

وعلى مستوى الإستثمارات، أوصت الإستراتيجية بتسهيل تموقع الصناعيين الصينيين بالقرب من ميناء جرجيس سواء للإنتاج لفائدة السوق المحلية وللتصدير ويتعلق الامر أيضا بمرافقة التونسيين في عملية اقتناء التجهيزات الصينية.

ولفتت نفس الوثيقة فيما يتعلق بالبنية التحتية، إلى أهمية تشريك الجانب الصيني، على المدى القصير، لإنجاز ميناء المياه العميقة بالنفيضة وجسر بنزرت. كما حثت على الإستعانة بالصينيين، على المدى الطويل، لتفعيل مشروع « التلفريك » الذي سيربط عين دراهم بطبرقة وتوسيع وتجديد شبكة السكك الحديدية قابس والحدود التونسية الليبية

وفي إطار تطوير العلاقات في قطاع النقل، دعت إلى إطلاق ربط مباشر (مرتين في الأسبوع) للإستغلال من طرف الخطوط التونسية وشركة طيران الصين الجنوبية ووضع إجراءات التأشيرة الإلكترونية.

بالنسبة لقطاع السياحة، تهدف الإستراتيجية الى إدراج تونس ضمن الرحلات الأوروبية المنظمة، التي تؤمنها الشركات السياحية وتوظيف وسائل الدفع الإلكترونية المستخدمة من طرف الصينيين وحتى تشجيع أكبر السلاسل الفندقية في الصين على تطوير شراكات مع تونس وخاصة في جزيرة جربة.

ولتعزيز العلاقات الدبلوماسية التونسية الصينية، أشارت الاستراتيجية إلى أهمية تعزيز التواجد الدبلوماسي والقنصلي لتونس في الصين، على المدى الطويل، وإنشاء علاقات مع المقاطعات الصينية وعدم الإقتصار فقط على الحكومة المركزية. كما حثت على تواجد تونس في السوق المالية بهونغ كونغ

وفي ماي 2017 افتتحت في العاصمة الصينية بكين قمة مخصصة للاحتفال باطلاق مبادرة «الحزام والطريق»، اكثر سياسات الرئيس شي جينبينغ الخارجية طموحا وفق ما جاء في تقرير للبي بي سي.

ولم يمض وقت طويل حتى تتحول الأقوال الى افعال  ليشرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد  على حفل التوقيع الرسمي لمذكرة تفاهم تتعلق بمجموعة من المشاريع الكبرى المزمع انجازها في الجنوب التونسي و ذلك خلال مشاركته على رأس وفد رفيع المستوى في فعاليات قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي التي احتضنتها ببيكين يومي 3 و 4 سبتمبر2018 و التي يحضرها كبار القادة الأفارقة.

وتولى عملية التوقيع كل من كاتب الدولة للشؤون الخارجية صبري باش طبجي و الرئيس المدير العام للشركة الصينية الحكومية ” CCECC” يوان لي “YUAN Li” و تتعلق مذكرة التفاهم المبرمة بين الجانبين التونسي و الصيني بانجاز الدراسات الفنية و الاقتصادية الخاصة بالمشاريع التالية و ذلك في غضون ستة أشهر: – تطوير القطب الاقتصادي بجرجيس الذي يتوفر فيه مخزون عقاري يناهز الألف هكتار – انجاز جسر يربط بين الجرف و مدينة أجيم (2,5 كلم تقريبا) – انجاز الخط الحديدي الرابط بين قابس ومدنين وصولا إلى ميناء جرجيس على طول 140 كلم تقريبا ويجدر التذكير أنه سبق لوفد عن الشركة الصينية الحكومية “CCECC” أن أدى زيارة لمواقع هذه المشاريع في ولاية مدنين و ترمي هذه الاتفاقية التونسية الصينية إلى بناء شراكة متينة لاسيما في ضوء انضمام تونس لمبادرة الحزام و طريق الحرير في جويلية 2018.

المشروع لقي متابعة لصيقة من قبل عدد من النواب وخاصة النواب القادمين من الجنوب التونسي  اذ تمت دعوة وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية، نور الدين السالمي، الى قبة البرلمان للاجابة عن اسباب تباطؤ المشروع  الا ان اهذا الاخير اكد  أنه “لا رجعة عن تنفيذ المشروع الصيني بالجنوب التونسي”، والذي تم بشأنه إمضاء مذكرة تفاهم مع الشركة الصينية “سي سي أي سي سي” (ccecc) منذ سبتمبر 2018 على هامش مشاركة رئيس الحكومة بالقمة الافريقية الصينية.

وأكد السالمي ان وزارته تسلمت، في ما يتعلق بالجزء الخاص بها من المشروع والخاص بانجاز جسر يربط بين جزيرة جربة ومدنين، منذ يوم 28 جانفي 2019 الدراسة الخاصة بانجاز الجسر من الشركة الصينية وأن لجنة قيادة المشروع منكبة على درس مخرجاتها”.

وكانت مبادرة طريق الحرير قد اعلن عنها للمرة الأولى في عام 2013، حيث كانت تحمل اسم «حزام واحد وطريق واحد»، وتتضمن انفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية.

والمبادرة هي بالأساس استراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصيني تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصا بين الصين ودول أوراسيا، تتضمن فرعين رئيسيين، وهما «حزام طريق الحرير الاقتصادي» البري و»طريق الحرير البحري.»

وتنفق الصين حاليا حوالي 150 مليار دولار سنويا في الدول الـ 68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة.

وشارك في القمة أكبر عدد من الزعماء الاجانب الذين يقصدون بكين منذ دورة الالعاب الأولمبية التي استضافتها العاصمة الصينية في عام 2008.

وقال وانغ شياوتاو، نائب رئيس مفوضية التنمية والاصلاح الوطنية الصينية في حديث لوكالة شينخوا الرسمية للأنباء إن الغرض من القمة «هو تأسيس قاعدة أكثر انفتاحا وكفاءة للتعاون الدولي، وشبكة أكثر قوة من الشراكات مع الدول المختلفة، والدفع باتجاه انشاء نظام دولي أكثر عدلا وعقلانية واتزانا.»

وتعد القمة منبرا للتوصل الى برامج عمل تهدف الى تنفيذ بنود المبادرة في مجالات البنى التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والطاقة الانتاجية والنشاط التجاري والاستثمارات.

كما تهدف القمة أيضا الى توفير فرص للتوقيع على اتفاقيات تعاون مع دول ومنظمات دولية في مجالات التعاون المالي والعلوم والتكنولوجيا والبيئة وتبادل الخبرات.

جغرافيا، يتضمن الفرع البري من المبادرة 6 ممرات اضافة الى طريق الحرير البحري.

وهذه الممرات هي:

الجسر البري الأوراسي الجديد الذي يمتد من غربي الصين الى روسيا الغربية.

ممر الصين – مونغوليا – روسيا الذي يمتد من شمالي الصين الى الشرق الروسي.

ممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين الى تركيا.

ممر الصين – شبه جزيرة الهند الصينية الذي يمتد من جنوبي الصين الى سنغافورة.

ممر الصين – باكستان الذي يمتد من جنوب غربي الصين الى باكستان.

ممر بنغلاديش – الصين – الهند – ميانمار الذي يمتد من جنوبي الصين الى الهند.

طريق الحرير البحري الذي يمتد من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط.

يذكر ان كثيرا من الدول التي انضمت الى المبادرة سبق لها ان انضمت الى البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية الذي اقترحت الصين تأسيسه في عام 2013. وكانت بكين قالت في عام 2015 إن أكثر من 160 مليار دولار من الاستثمارات هي قيد الدراسة او التنفيذ بتمويل من البنك.

.للتذكير

طريق الحريرالتي انطلقت قبل نحو 3000 سنة هي مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً تشآن والتي كانت تعرف بتشانغ آن في الصين مع أنطاكية في تركيا بالإضافة إلى مواقع أخرى. كان تأثيرها يمتد حتى كوريا واليابان. أخذ مصطلح طريق الحرير من الألمانية (زايدنشتراسه Seidenstraße)، حيث أطلقه عليه الجغرافي الألماني فريديناند فون ريتشتهوفن في القرن التاسع عشر.

كان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية والرومانية حتى أنها أرست القواعد للعصر الحديث. يمتد طريق الحرير من المراكز التجارية في شمال الصين حيث ينقسم إلى فرعين شمالي وجنوبي. يمرّ الفرع الشمالي من منطقة بلغار-كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان ووصولاً بالبندقية. أمّا الفرع الجنوبي فيمرّ من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين والعراق والأناضول وسوريا عبر تدمر وأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال إفريقيا.

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة