هل ستتمكن حكومة الفخفاخ من تحقيق كل الوعود التي أطلقتها وهي تتسلم زمام القيادة من حكومة يوسف الشاهد التي قال رئيسها انه ترك جزءا كبيرا من لوحة القيادة يميل الى اللون الأخضر
ثمة حالة من التشاؤل تسود المجتمع الساسي في تونس اذا ما استثنيا الفريق المصغر المحيط بالياس الفخفاخ لكن الجميع متفقون على ان نسب النجاح والفشل متساوية الى حد الساعة ولم يعد أمامنا سوى معرفة اتجاه الخطوة الأولى التي سيخطوها رئيس الحكومة لكن ما شاهده الجميع يوم تسلم السلطة لمس الكثير من الحماسة والجدية لدى الخمسيني الياس الفخفاخ الذي يتطلع الكثير من التونسيين ان يحمل البلاد الى بر الأمان
من الواضح أن قولا كهذا أسهل من عمله ولكنه يمكن القيام به . ان ما ينقصه ليس الوسائل بل الأهداف الواضحة والتصميم للوصول الى هذا شريطة ان يدفن التحالف الحاكم خلافات الحملات الانتخابية وما شاب مفاوضات تشكيل الحكومة من توتر بلغ حد تبادل الاتهامات .
وفيما تقرر في هذا التحالف الرباعي المضي قدما للتصويت للحكومة فان هذه الأضلع الأربعة تعاني شكوكا ذاتية ويسأل كل طرف منها عن الانعطافة التالية في طريق التعاون بينها .
لا تشكل المعارضة للحكومة خطرا داهما على الياس الفخفاخ رغم ان حجمها متجمعة يشكل حاجزا حديديا له الا انه والى حد هذه الساعة لا نرى أي امكانية لتحالف أو تقارب ممكن بين الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي وائتلاف الكرامة بقيادة سيف الدين مخلوف مقابل ذلك نأى حزب قلب تونس بنفسه الى حد الساعة عن الكتلتين ولم نر اية اشارة يمكن ان تجعلنا نرى تقاربا بين قلب تونس وائتلاف الكرامة
خلال حفل التسليم والتسلم وفي حضور الوزراء السابقين واللاحقين قدم يوسف الشاهد ملفا أحمر لالياس الفخفاخ قال انه يضم مشاريع في طريقها للانجاز واخرى تنتظر قرارات وزارية وتشريعية وقانونية أو تمويل وسيجتهد مساعدو الفخفاخ ووزرائه في تقليب هذه الوثائق واخراج بعضها من تحت ركام البيروقراطية الخانقة وعليهم ان يجتهدوا كثيرا لرسم خارطة طريق اما المواصلة او البحث عن طريق اخر فالفضاء الذي كان يتحرك فيه الشاهد سيختلف عن فضاء الفخفاخ فهو يجمع في القصبة بين البراغماتي المصلحي والليبرالي الاجتماعي و الاشتراكي الديموقراطي ودعاة الدولة الراعية .
الوضع في بلادنا لا يسمح اليوم ان نتتظر كثيرا لنعرف ان كان هذا الرباعي الحاكم يختلف في الأراء حول كيفية تدبير الأمور واصلاح ما يمكن اصلاحه وهذا أمر جيد ولكن مقابل ذلك نخشى ان تمر الأيام والأشهر وكل طرف يقضي كل أوقاته للتربص بالأخر وعندها ستنزاح السفينة عن الاتجاه نحو الشمال ويخسر الجميع على مختلف رتبهم القيادية ونعود الى جر صخرة سيزيف ويومها سنبقى نتطلع بلا شغف على من سيلقون اللوم .