Accueilالاولىهل نضع هؤلاء في قائمة المحرضين على راشد الغنوشي

هل نضع هؤلاء في قائمة المحرضين على راشد الغنوشي

أصدرت حركة النهضة  خلال أسبوع واحد بيانين متشابهين تقريبا   اكدا على ادانة  الحركة لما أسمته

“حملات التشويه والتحريض المغرضة التي تستهدف الحركة وقياداتها وفي مقدمتهم رئيسها ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، وذلك عبر نشر الاشاعات والاكاذيب ومحاولة التشويش على القضايا الاساسية في البلاد، والتي تهدف ايضا لارباك المسار الديمقراطي التونسي وتعطيل استكمال بناء مؤسساته واهمها المحكمة الدستورية “

والى جانب هذين البيانين انطلق قادة من حركة النهضة ومن الصف الأول  في حملة اعلامية طوال الأسبوع المنقضي للتشهير بهذه الحملة والدفاع عن زعيم الحركة ورئيس مجلس نواب الشعب حتى ان الوزير والقيادي في الحركة  عبداللطيف المكي لم يتردد في وصف ما يجري بعملية اغتيال سياسي  ” ان رئيس الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي يتعرض اليوم الى عملية اغتيال سياسي و هذا لا يجوز و يجب التضامن معه و مساندته في الوقت الراهن  على حد قوله  لان عملية الاستهداف التي يتعرض لها ليست فقط في شخصه و انما هي اولا اسقاط لاحد رموز الانتقال الديمقراطي بعد الثورة و لحركة النهضة  و ثانيا  لاضعاف النظام السياسي لكي لا ينجز في البلاد اي شيء ” الاذاعة الوطنية يوم 22 ماي 2020 برنامج يوم سعيد .

أما عماد الخميري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة فقد ذهب لأبعد من ذلك ليتحدث عن وجود مؤامرة داخلية مرتبطة بالخارج تستهدف التجربة الديموقراطية عن طريق شيطنة رئيس مجلس نواب الشعب اذ   قال الخميري ” في حوار على إذاعة “شمس أف أم” يوم 20 ماي الجاري ” أن حركة النهضة تتعرض إلى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات تتضمن دعوات كريهة ومجرمة قانونًا، مشددًا على أن استهداف النهضة هو استهدف لمكوّن أصيل في الدولة والمجتمع وفي الساحة السياسية في تونس.

وأشار إلى أنه بصفته كرئيس للجنة الأمن والدفاع في البرلمان كان قد دعا وزير الداخلية لمتابعة ما يهدد الأمن القومي التونسي بسبب الحملات الداعية إلى تقسيم التونسيين وفق قوله.

واعتبر الخميري أن ما تقوم به رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي هو من قبيل “الشو السياسي” مؤكدًا أنه ليس لها أي دور إلا استهداف العمل النيابي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بسبب العداوة الأيديولوجية. “

وقبل الخميري قاد البحيري حملة على من اعتبرهم أعداء الثورة والتغيير في تونس اذ اكد يوم 5 ماي الجاري في اذاعة شمس أف أم ” أنه يوجد أطراف تسعى لبث الفوضى وتعطيل عمل مؤسسات الدولة خلال هذه الفترة التي تدير فيها الدولة أزمة لا سابق لها، وذلك عبر السعي الى اثبات الوجود عبر الانقلاب على مؤسسات الدولة للتغطية على هزيمة حفتر في ليبيا.

“المنطقة تعيش حربا بين قوى الشر وقوى الثورة وهزيمة حفتر في ليبيا نفضت الغبار عن مناصريه في تونس حتى يتحركوا يوجد قوى داخلية بدعم من محاور خارجية تدافع عن الخليفة حفتر من جهة وتريد استهداف تجربة الثورة التونسية من جهة أخرى وحل البرلمان.”

 فلنتفق جدلا  أن ما قاله قادة الحركة هو عين الصواب ولا غبار عليه وما تتعرض له من انتقادات قد يكون بعضها مبالغ فيه بحكم وجودها في الحكم  ولكن اذا ما عدنا قليلا الى الوراء وتمعنا جيدا ما طفا على سطح البيت الداخلي لحركة النهضة وما صدرعن أبرز قيادييها من انتقادات هي أكثر قسوة  من ” الأعداء السياسيين ” و ” الأعداء الأيديولوجيين “

ودعونا نسأل السادة عبد اللطيف المكي ونورالدين البحيري وعماد الخميري  في أي خانة يضعون كل ذلك الكم الهائل من التصريحات والاتهامات لقيادة الحركة والصادرة عن قادة من الوزن الثقيل داخل الحركة على غرار عبدالحميد الجلاصي ومحمد بن سالم  وزبير الشهودي المدير السابق لمكتب رئيس الحركة  وبدرجة أخرى زياد العذاري الأمين العام السابق للحركة والرجل المقرب من راشد الغنوشي الذي اضطر للاستقالة من جميع المناصب في الحركة والذي دون يوم 28 نوفمبر الماضي وهو يعلق على قرارات مجلس شورى النهضة ” أجدني شخصيا في النهاية عاجزا على المواصلة في ظل مسار ( أرى شخصيا) انه يضعنا اليوم ويضع البلاد على سكة محفوفة بالمخاطر لا نعرف تداعياتها و كلفتها على البلاد 

فالسيد محمد بن سالم هو من الاوائل الذين أطلقوا عبارة المرتزقة  والانقلابات داخل حركة النهضة  والسيد عبدالحميد الجلاصي هو  الذي تحدث عن قيادات في حركة النهضة التي تتصرف مع الدولة بمنطق الغنيمة  أو زبير الشهودي الذي تعرض لمكانة عائلة الغنوشي داخل حركة النهضة .  

ولوضع المتابع لما يدور بين حركة النهضة ومنتقديها دعونا نعود الى تصريحات هؤلاء الذين لا نخالهم  يدورون في فلك الدول التي تعمل على ضرب حركة النهضة ونسفها من المشهد الساسي او من الذين يطلق عليهم بالاستئصاليين .

أكد القيادي بحركة النهضة محمد بن سالم في خضم حواره بإذاعة الديوان أف أم اليوم 18 سبتمبر2019 أنه يجب ” قطع الطريق أمام المطبعين مع الفساد داخل النهضة مشيرا بقوله ” أؤيد قيس سعيد لكن هنالك ممن يعتبرون أنفسهم حكماء ولديهم استعداد للتطبيع مع الفساد ويفكرون فيما بعد الانتخابات ومع من سيتحالفون للأسف بعض قيادات الحركة ليس لديها حساسية من الفاسدين وهناك نهضاويون لديهم علاقة مع فاسدين ويتفاخرون بذلك…”

blob:https://www.facebook.com/96445691-349b-46fc-861e-8f333e97b21a

وتابع ” لا يمكن بناء ديمقراطية دون أحزاب ديمقراطية… الخوصصة ليست فقط العائلة لكن العائلة هي أسوء أنواع الخوصصة … رفيق عبد السلام ليس من القيادات التاريخية للحركة ونحن عانينا من وجود العائلة…نحن قلنا القرابة لا تقدم ولا تؤخر وليس لأنه صهر فلان يأخذ منصب… هناك تجاوزات حقيقية وتم فرض عبد السلام رغم أنف الجميع في مناصب عليا في النهضة… تم إعلان أن عبد الفتاح مورو مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة وفي المؤتمر الإفريقي وقع تقديم رفيق عبد السلام واستبعاد مورو الذي منصبه فقط بالإسم….مشكلتي هي الحركة وليست المرتزقة وهناك ناس مرتزقة تمشي على كروشها في الحركة…. القيادة التنفيذية من حقنا جميعا ويجب أن تفسر لماذا عطلت حملة مورو وتلكأت في تسمية مورو مرشح الحركة”

حزب غير ديمقراطي لا يرجى منه خيرا لتونس… لم يستمعوا إلى نصائحنا…القيادة الموقرة قالت سنتفاعل ايجابيا مع مقترح رئيس الجمهورية بخصوص المساواة في الميراث وأنا قلت أن الرئيس أتى مشكلة من الحائط وبعد أشهر رفضت الحركة رُفض مشروع المساواة في الميراث وكنت أول من رفضه وتوالت التصريحات في هذا الاتجاه… قلت لن نربح الانتخابات إلا بالحفاظ على ناخبينا وليس باللهث وراء قلة قليلة من المثقفين لا يمكن تبديد الرصيد بالمواقف والتنازلات ‘

وقبل يوم واحد من هذا التصريح الناري لمحمد بن سالم  اعلن زبير الشهودي ،المدير السابق لمكتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، عن انتهاء مهامه القيادية في حركة النهضة.

كما دعا في تدوينة له راشد الغنوشي الى اعتزال السياسة و إبعاد صهره “رفيق عبد السلام وكل القيادات الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين في اقصاء مباشر لكل المخالفين في الراي””

مع العلم ان الشهودي تراجع عن استقالته من مجلس شورى النهضة ليعلن يوم السبت 22 ماي الجاري ” إنّ قرار الاعلان عن العودة جاء تزامنا مع ذكرى المؤتمر العاشر للحزب الذي إنتهت شرعيته وإنتهت معه المرحلة السابقة  .
،وبين انّه حاليا يتم الإعداد للمؤتمر 11 الذي سيكرس مبدأ التداول داخل الحركة وسيفرز قيادة جديدة قائلا أن القانون الاساسي للحركة لا يسمح بتجديد الثقة في رئيسها راشد الغنوشي .”

ويوم 15  مارس الماضي قال  عبد الحميد الجلاصي  خلال استضافته على قناة فرانس 24 الفرنسية “إن قرار استقالته من الحركة اتّخذه منذ أشهر لعدّة أسباب على رأسها وجود مساع داخل النهضة للتجديد لراشد الغنوشي كرئيس للحركة وممارسات بعض قيادات الحركة.
وصرّح مستنكرا عندما يصبح الحزب الأول فيه مشكلة فهذا يؤثر على الدولة مضيفا بأن هناك قيادات في الحركة تتصرّف في الدولة بمنطق الغنيمة.
وتابع مستغربا في إشارة لفترة ترأس الغنوشي للنهضة 50 عاما من عام 1969 لايوجد اليوم لا رئيس دولة ولا حزب ولا منظمة في العالم يتم ترأسها 50 عاما من نفس الشخص وعلق قائلا “ثمة ناس خذات وقتها ووقت غيرها وطرق تفكيرها أصبحت قديمة.”
واعتبر أن تواصل زعيم طوال هذه الفترة يخلق حوله نوعا من البلاط ويتسبب في دخول الفساد وزرع ثقافة الولاء. وأضاف اذا كان الحزب الأول ليس ديمقراطيا وتصبح الديمقراطية فيه شكلية فلا يمكن أن أكون شاهدا على مسرحية سمجة.”

Jamel Arfaoui
Présentation
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة