Accueilافتتاحيةهذا ما تحتاجه الخطوط التونسية للبقاء على قيد الحياة

هذا ما تحتاجه الخطوط التونسية للبقاء على قيد الحياة

أكد اليوم أنور معروف وزير النقل وااللوجستيك خلال تدخله بالاذاعة الوطنية أنور معروف، أن الحل للمشاكل المتراكمة بمجمع الخطوط التونسية يكمن في الضغط على المصاريف والتقليص من الكلفة والعمل كذلك على مخطط الإصلاح وإعادة تموقع الشركة.

يبدو ان هذا الطرح معقولا ولكنه يحتاج الى انجازه الى رؤية واضحة وعميقة ويجب أن تنطلق بالفصل بين رئيس مجلس الادارة والمدير العام التنفيذي وهو ما نجده في العديد من شركات الطيران العالمية والعربية فعلى سبيل المثال شركة الخطوط اللبنانية يرأس مجلس ادارتها محافظ البنك المركزي كما نجد في مؤسسات اخرى وزراء سابقون ومدراء متقاعدون

ويقسم الخبراء في مجال النقل الجوي مهام رئيس مجلس الادارة والمدير العام التنفيذي على النحو التالي

الأول يهتم بكل الاختيارات الاستراتيجية والمستقبلية وببرامج العمل عبر مراقبة الانجازات والنتائج وكذلك تقييم ومراقبة أداء المسؤولين ةبالنسبة للوضعية التونسية فرئيس مجلس الادارة يمكن أن يكون مسؤولا في الحكومة أو حتى وزير أو يمكن أن تكون شخصية مستقلة ومعروفة في ميدان النقل الجوي أو المالية أو تسيير المؤسسات الكبرى ودوره تمثيل الدولة أما المدير العام فيكون دورها واضحا وجليا وهو تسيير الشؤون اليومية للمؤسسة

كما تحتاج الخطوط التونسية الى تمكينها من قوانين تسمح لها بالتحرك في فضاء تنافسي اذ لا يعقل ان تطالب مؤسسة بتحقيق نتائج والحال انها مكبلق بقوانين مكبلة تمنعها من التحرك بالسرعة المطلوبة فعلى سبيل المثال يحتاج صاحب القرار في الخطوط التونسية الى لجان واجتماعات وتوقيعات مختلفة من مختلف المؤسسات لاقتناء قطعة تحتاجها طائرة من طائرات المؤسسة وقد يصل انتظار الحصول على الموافقة الى أشهر عدة في حين منافسه لا يحتاج سوى بضعة دقائق لاجراء مكالمة هاتفية أو رسالة الكترونية للحصول على ما يحتاجه

ثمة مسألة اخرى يجب طرحها بكل شجاعة وهي عدد الأعوان العاملين بالخطوط التونسية الذي يتجاوز بكثير حاجيتها الحقيقية وفقا لعدد طائراتها والوجهات التي تتحرك فيها

فالخطوط التونسية تشغل نحو 8300 عون لتسيير اقل من 29 طائرة – عدد منها معطل – لنجد نحو اكثر من 200 عون على كل طائرة في حين شركات الطيران العالمية تشغل ما بين 80 و90 عونا على كل طائرة ورغم ذلك نجد عدد منها يعاني في تحقيق توازانته المالية فكيف الحال مع الخطوط التونسية .

ثمة مسالأة أخرى وجب التوقف عندها وهي قضية كراء طائرات بنظام الليزينغ واصلاح الطائرات المعطوبة

فالخطوط التونسية يبلغ حجم ديونها لدى مزوديها من قطع الغيار نحو 30 مليون دينار في حين سيبلغ ثمن اقتناء خمس طائرات بنظام الليزينغ

ففي ديسمبر الماضي أكد رئيس مدير عام الخطوط التونسية إلياس المنكبي2019 خلال توقيع الخطوط التونسية وشركة الإيجار العملياتي للطائرات SMBC العالمية، عقدا تمهيديا لبيع وإعادة تأجير خمس طائرات من طراز A320neo ، (Sale and Lease Back) ان العقد سيتم بموجبه استخدام هذه الطائرات لمدة 12 سنة.

وبين المنكبي ان الخطوط التونسية لن تقتني مستقبلا طائرات من Airbus المصنع بل من شركة SMBC التي تحصلت على المناقصة و هي التي بدورها ستقوم بكراء الطائرات للخطوط التونسية لمدة 12 سنة .

وبيّن المنكبي أنّ الطائرات من الطراز الرفيع وذات جودة عالية وتقدر قيمة هذه الطائرات بـ 850 مليون دينار .

فلنتفق جدلا ان هذا الخيار هو الأسلم بالنسبة للخطوط التونسية فلماذا لا يتم الى حد اليوم الاعلان عن عدد الطائرات التي اصبحت خارج الخدمة وتقرير مصيرها سواء ببيعها لدول اخرى او بيعها بنظام القطع وهو ما سيخفف الى حد ما من أعباء المؤسسة .

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة