Accueilالاولىمذكرات بولتون :ترامب شبه أردوغان بموسيليني

مذكرات بولتون :ترامب شبه أردوغان بموسيليني

حملت مذكرات المستشار الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، التي ينتظر أن تنشر الثلاثاء المقبل

انتقادات غير مسبوقة للرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، من مسؤول كبير سابق في إدارته الحالية، إذ لم تركز هذه الانتقادات على السياسة الخارجية الأمريكية في مجملها، وإنما على سلوك ترامب، وما اعتبره بولتون “جهله” بهذه السياسة.

واستهل بولتون كتابه الذي يضم 570 صفحة، بالحديث عن طريقه الذي وصفه بـ”الطويل” نحو الجناح الغربي (West Wing) بالبيت الأبيض، والذي يضم مكاتب كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وقال إن “ترامب غريب الأطوار دائما ولم يصدق أنه في منصب الرئيس خلال الأشهر 15 الأولى بعد فوزه بالانتخابات”.

وقال بولتون إن ترامب بعد ذلك أصبح أكثر ثقة في نفسه، مشيرا إلى أنه “لا يستطيع أن يعطي صورة شاملة للإدارة الحالية، لأن التغيير يبقى ممكنا”، لكنه يضيف أن “ترامب يحب أن يحيط نفسه بالمسؤولين الذين لا يبدون معارضة لآرائه”.

وأشار المسؤول الأمريكي السابق، إلى أن “ترامب يعتقد أنه يمكنه إدارة البيت الأبيض والحكومة الفيدرالية الضخمة، من خلال علاقاته الشخصية مع الزعماء الأجانب، وكذلك حبه البروز في شاشات التلفاز”، مبديا معارضته لهذا النهج.

وذكر بولتون أن علاقته بالرئيس الحالي تمتد لمرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية السابقة، موردا أنه اجتمع بترامب في برجه بمدينة نيويورك، أياما قبل إحدى المناظرات الرئاسية ضد المرشحة الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون، وتحدث معه حول الأفكار التي يمكن أن تدلي بها، موردا أن “ترامب قال لي في اجتماع سابق إنه يتفق معه في مواقفه حول مختلف القضايا”.

وكشف المتحدث ذاته عن جوانب من النقاشات التي جمعته بالرئيس الحالي بعد انتخابه، مشيرا إلى أنه كان يستشيره في مجموعة من القضايا الخارجية، وفي إحداها يقول بولتون إنه “كان في البيت الأبيض للحديث عن الملف الإيراني والاتفاق الذي وقعته الإدارة الأمريكية السابقة، لكن ترامب حينها تحدث كثيرا عن كيفية إقالة وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، وأخبره أنه يريد أن يكون إلى جانبه هنا (البيت الأبيض)، لكن من الصعب الحصول على موافقة الكونغرس على تثبيته في هذا المنصب”، وفق تعبيره.

وبعد ذلك، حسب بولتون، استقر الأمر على تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي، وهو منصب لا يلزم الرئيس بالتوجه للكونغرس من أجل الحصول على موافقته، كما شارك في هذه النقاشات جون كيلي، الذي كان يشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض، قبل أن تتم إقالته هو الآخر من قبل ترامب.

ملفات خارجية

ظل بولتون وفيا لأفكاره باستعمال القوة العسكرية من أجل حل الخلافات مع الدول التي تعارض السياسات الخارجية الأمريكية، إذ ذكر في الصفحة 30 أنه اقترح على الرئيس إمكانية القيام بقصف صاروخي استباقي ضد كوريا الشمالية، لوضع حد لبرنامجها النووي، كما سأله ترامب عن حظوظ الولايات المتحدة في حسم حرب محتملة مع كوريا الشمالية، فكانت إجابته بأن ذلك يعود أيضا لمدى وقوف الصين إلى جانب كوريا الشمالية في هذه الحرب.

وفي موضوع الأزمة السورية، كشف بولتون أنه كان مطلعا على المفاوضات مع دول تركيا وبريطانيا وفرنسا، سنة 2018، إذ شبه الرئيس التركي بالديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، قائلا إنه خلال مكالمة هاتفية معه، “كانت نبرة صوته شبيهة بنبرة موسوليني حينما كان يتحدث من شرفته بروما”، مضيفا أن “أردوغان بدا وكأنه يتجنب أي التزام بالانضمام إلى الخطط الأمريكية لضرب سوريا، لكنه قال إنه سيتحدث إلى بوتين قريبا”.

وبعد الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة لسوريا سنة 2018، قال بولتون إنه اقترح على ترامب خلال زيارة لهما إلى ولاية فلوريدا، فرض عقوبات إضافية على سوريا، لكن الرئيس الأمريكي لم يكن مقتنعا بجدوى هذه العقوبات.

وفيما يخص الملف الإيراني، قال بولتون إنه كان “يعطي لهذا الملف أولوية خاصة”، وأنه كان من أكثر المدافعين عن الانسحاب من الاتفاق مع إيران، مشيرا إلى أن “إيران تمثل تهديدا كبيرا أعظم من كوريا الشمالية”، وأن تقدمها في برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية، ألهم دولا أخرى في الشرق الأوسط كتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية.

وكشف المسؤول الأمريكي السابق، عن جوانب من المفاوضات التي كان يجريها ترامب مع زعماء دول أجنبية، خصوصا الصين وروسيا وتركيا، مبديا انتقاده للطريقة التي يعتمدها ترامب خلال هذه المحادثات، وكذا التصريحات التي كانت ترد على لسانه.

وذكر بولتون أن الرئيس ترامب طلب من نظيره الصيني تشي جي بين، خلال قمة الدول العشرين سنة 2019، مساعدته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من خلال اقتناء الصين منتجات فلاحية من الولايات المتحدة، ما سيزيد من شعبية ترامب في أوساط المزارعين الأمريكيين خلال المعركة الانتخابية المقبلة.

ترامب: بولتون كذاب

في المقابل، نفى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صحة ما ورد من تسريبات الكتاب، ووصف في تغريدة نشرها عبر حسابه بـ”تويتر”، أن الحكم القضائي الصادر الذي سمح بنشر الكتاب بـ”الانتصار”، بالنظر إلى أنه انتقد بولتون على تضمن الكتاب لعدد من المعلومات السرية ما قد يعرضه للمتابعة القضائية.

وسمحت محكمة مقاطعة كولومبيا الجزئية الأمريكية بنشر المذكرات، لكن رغم ذلك قالت إن جون بولتون، الذي استقال أوائل شهر سبتمبر الماضي من منصبه، “قامر بالأمن القومي للولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة