خلفت محاولة اقالة الياس المنكبي الرئيس المدير العام للخطوط التونسية جدلا قانونيا وسياسيا ستكون له استتباعات أوسع تتجاوز حدود النقالة الوطنية لتستهدف الائتلاف الحكومي برمته والذي يعاني بدوره قبل هذه الازمة
فوزير النقل أنور معروف الذي أقدم على هذه الخطوة يوم أمس بعد محاولات استمرت لأسابيع لاقناع رئيس الحكومة بابعاد المنكبي وتعويضه بشخصية أخرى ولكن هذا الطلب لم يجد اذانا صاغية لدى الفخفاخ الذي لم يجد في الأسماء المطروحة قدرة على اخراج الناقلة الوطنية من أزمتها الهيكلية التي تتخبط فيها منذ سنوات
ولكن الخطوة التي اقدم عليها أمس جاءت في وقت شرعت فيه حركة النهضة في تضييق الخناق على ريس الحكومة بعد ن لوحت بامكانية سحب الثقة منه على وقع قضية تضارب المصالح حتى ان الذين راقبوا بالأمس تدخلات نواب حركة النهضة خلال جلسة استماع لوزير البيئة شكري بن حسن من قبل لحنة الاصلاح الإداري ومكافحة الفساد يجد نفسه أمام نواب معارضة وليس أمام نواب من الائتلاف الحاكم اذ تغيرت اللهجة في البيت النهضاوي بعيد صدور بيان المكتب التنفيذي يوم الأحد الماضي الذي اعتبر ان قضية الفخفاخ أصبحت تمثل عبئا على النهضويين
وخلال هذه الجلسة ذهبت السيدة أمينة الزغلامي الى ابعد من ذلك بكثير لتقولها صراحة أن قضية الفخفاخ ليست قضية تضارب مصالح فقط بل هي قضية فساد
وقالت الزغلامي إنه ”لا يمكن أن نفتح اليوم اي ملف دون أن تعترضنا قضية رئيس الحكومة”، متسائلة، ‘كيف يمكن لنا أن نتحدث عن استقرار؟”.
كما قالت الزغلامي، ”بعدما خرج علينا في اشارة للفخفاخ وهو يعلن أنه يريد أن يصبح مستثمرا ناجحا ورجل أعمال أقول له هذا من حقك ونتمنى لك النجاح لكن شريطة الا يستغل نفوذه كوزير مالية أو رئيس الحكومة وهو ما حوّل القضية من شبهة تضارب مصالح إلى شبهة فساد”.
يبدو واضحا ان حركة النهضة سلكت طريق التصعيد بلا عودة وهاهي تختبر مدى صمود الفخفاخ أمام قرار اقالة الرئيس المدير العام للخطوط التونسية ولئن كان سيؤيد وزير النقل في قراره أم انه سيتمسك بصلاحياته التي منحه اياها الدستور فالفصل 92 يختص رئيس الحكومة ب :- إجراء التعيينات والإعفاءات في الوظائف المدنية العليا.
وفي حال تمسك بموقفه فان الوضع سيزداد تعقيدا وستتواصل الغوطات على وقع اخر قد يسرع في عرض لائحة سحب الثقة على البرلمان وما سينجر عنها من تبعات سياسية قد تنتهي بشل تحركات الحكومة ووضعها في الزاوية
ان ما حدث بالأمس بين وزير النقل ور م ع الخطوط التونسية هو ايذان بانطلاق اختبار القوة بين النهضة والفخفاخ وقد تتبعها بالضرورة مرحلة كسر العظام سنتابع فصولها خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة