يبدو أن رئيس الجمهورية قد نأى بنفسه عن الحوار الوطني الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل وعدد من الأحزاب الاخرى ولذلك خوفا من اي فشل قد ينتهي اليه هذا الحوار وبالتالي تحمل مسؤولية ذلك في ضل تجاذات بين الأطراف المعنية بين من دعا الى استبعاد كل طرف تولرط في الفساد ولا يعترف بالدولة المدنية وبين من دعا الى تشريك الجميع دون استثناء .
فمن البداية كان واضحا ان الرئيس قيس سعيد لم يكن متحمسا للأمر وهو يدعو الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي الى التعمق في تفاصيل هذه المبادرة قبل تقديمها إلى رئيس الجمهورية الأسبوع المقبل.
هذا اللقاء حدث يوم 19 نوفمبر وكان يفترض ان يتجدد اللقاء بين الطبوبي وسعيد مثلما هو مدون في الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية خلال هذا الاسبوع الذي شارف على نهايته دون تأكيده أو تأجيله أو التعرض اليه مجددا لا من قبل اتحاد الشغل ولا من قبل رئيس الجمهورية الذي أكد خلال لقاء الأسبوع الماضي » على ضرورة بذل مزيد من الجهد، والتعاون بين مختلف الأطراف بهدف الخروج من الوضع الصعب الذي تمر به البلاد بعيدا عن المناكفات، مشددا على وجوب وضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والعمل على تحقيق انتظارات الشعب التونسي. »