Accueilالاولىضغوطات أمريكية قد تلغي زيارة تبون الى موسكو

ضغوطات أمريكية قد تلغي زيارة تبون الى موسكو

لا يوجد أي مؤشر الى حد الساعة عن أية استعدادات لزيارة يفترض أن يؤديها خلال الأيام القادمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى موسكو حتى أن عددا من وسائل الاعلام الدولية أصبحت على يقين بأن هذه الزيارة لن تحصل مطلقا بسبب ضغوطات أمريكية على الجزائر اذ ينتظر ان تؤجل مرة ثانية بعد أن أعلن في مناسبة سابقة عن زيارة مماثلة في جويلية الماضي .

فالولايات المتحدة المتحدة باتت تنظر بعين الريبة الى التقارب الروسي الجزائري المتسارع اضافة الى ارتفاع أرقام صفقات الأسلحة التي تعقدها موسكو مع الجزائر وهو ما اعتبرته واشنطن دعما ماليا جزائريا للروس في حربهم في أوكرانيا …

ولكبح جماح هذا التقارب استقبل يوم 7 ديسمبر الجاري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمجلس الأمن القومي الأمريكي، بريت ماكغورك الذي كان مرفوقا بالمساعدة الرئيسية لنائبة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية يائيل لومبرت.

وقال المسؤول الأمريكي عقب لقائه الرئيس تبون، إن “الشراكة بين الجزائر والولايات المتحدة “قوية جدا”، مبرزا إرادة البلدين في العمل سويا من أجل تعزيزها أكثر. وأضاف أن اللقاء “تحدث عن الأوضاع في أوروبا وشمال إفريقيا ونحن نعمل قدما لتطوير الشراكة في المنطقة حيث لاحظنا تطور كبيرا في هذا المجال”.

واللافت أن لقاء الرئيس تبون مع المسؤول الأمني الأمريكي، تم بحضور المدير العام للوثائق والأمن الخارجي (مدير المخابرات الخارجية)، اللواء مهنى جبار، بالإضافة لمسؤولين كبار في صورة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون المتصلة بالدفاع والأمن، بومدين بن عتو.

وقبل ذلك نفت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر أنباء تم تداولها حول تنظيم تمرين تكتيكي مشترك جزائري-روسي جنوبي البلاد.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي أورده التلفزيون الجزائري الرسمي، إن العديد من وسائل الإعلام الدولية كانت تناولت مؤخرا معلومات مفادها تنفيذ تمرين تكتيكي مشترك جزائري روسي جنوب البلاد.

وأوضحت الوزارة أن التمرين التكتيكي المشترك الذي كان مبرمجا ضمن نشاطات التعاون مع الجيش الروسي في إطار مكافحة الإرهاب لم يتم إجراؤه، مبرزة أن كافة التمارين المشتركة مع الجانب الروسي أو أي شريك آخر يتم الإعلان عنها من خلال البيانات الصحافية الصادرة عنها.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الروسية سبق أن أكدت، في سبتمبر الماضي، أن هذه المناورات العسكرية التي سيشارك فيها جنود بلادها بالجزائر، “كان مخططا لها من قبل وليست موجهة ضد أي طرف ثالث”، إلا أن دول الغرب، وخاصة المشكلة لحلف “الناتو”، يعتريها التخوف من نية روسيا من ورائها، لاسيما بعد عزوها لأوكرانيا.

وأشارت مجلة “أتالايار” الإسبانية، واسعة الانتشار، إلى أن هذه المناورات تثير شكوك أوروبا على الخصوص باعتبارها تنظم قريبا جدا من المغرب، الذي وصفته بـ”بوابة جنوب أوروبا”، كما أنها تنظم على “مساحة رمزية لأنها تقع في قاعدة عسكرية فرنسية سابقة في الأراضي الجزائرية كانت تستخدم لتطوير أسلحة باليستية”.

وأبرز المصدر ذاته أنه بانضمامها لهذه التدريبات المشتركة، تدخل الجزائر المشهد كعنصر مزعزع للاستقرار بسبب القلق الذي تولده روسيا الآن على المستوى الدولي، مذكرة بإجراء البلدان تدريبات عسكرية عدة، من بينها مناورات أكتوبر من السنة الماضية في “أوسيتيا” الشمالية، التي شاركت فيها فرقة جزائرية.

وفي سبتمبر 2022، شاركت وحدة مكونة من 100 جندي من الجيش الجزائري في مناورات “فوستوك 2022″، التي أجريت في أقصى شرق روسيا بمشاركة قرابة 50 ألف جندي و5000 وحدة أسلحة ثقيلة و140 طائرة و60 سفينة، إضافة إلى تدريبات عسكرية بحرية بين القوات المسلحة الروسية والجزائرية خلال العامين الماضيين، وكل هذا في ظل استمرار تزود الجيش الجزائري بالأسلحة الروسية

حسب تقرير “أتالايار”، فإن من بين أهداف هذه المناورات العسكرية، بعث موسكو برسالة إلى الغرب مفادها إظهار قدرتها على نشر قواتها بالقرب من المصالح الغربية في غرب البحر المتوسط، كخط فاصل بين منطقة النفوذ الغربي ومنطقة النفوذ الاشتراكي السابق.

ونبه المصدر ذاته إلى تنافي التعاون الروسي الجزائري مع الخطاب الجزائري الرسمي الذي كان يدعو إلى الحياد وعدم الانحياز، حيث يوجد الآن بالفعل، وفق التقرير عينه، تعاون مع دولة في حالة حرب حاليًا في قلب أوروبا واجهت معارضة وعقوبات من المجتمع الدولي بأكمله، مذكراً باصطفاف الجزائر في زمن الحرب الباردة إلى جانب الاتحاد السوفياتي.

وفي ظل عدم إبداء الغرب لهذه التخوفات علانية، خرجت في الآونة الأخيرة أصوات عدة تنبه إلى خطورة التقارب الروسي الجزائري، وهو ما لم يخفه آلان جوليت، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسي، الذي ندد، في تصريحات حديثة، بالصمت الفرنسي والغربي بشأن مشاركة الجزائر في مناورة “فوستوك” العسكرية 2022

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة